حكايه غصن الرمان

موقع أيام نيوز


غصن الرمان ليبقى معنا بعد قليل أفاق السلطان فوجد البنت جالسة تحملق فيع ولما رآها ظهرت على شفتيه إبتسامة شاحبة وسألها كيف تركك أبوك هنا بجانبي أجابته بفرح لأنه قرر أن نتزوج ونعيش معا هنا !!!هز فرحان رأسه و قال لكني غريب عنكم وأجهل عاداتكم.
في هذه اللحظة دخل جابر وفي يده قلة من نبيذ التمر ثم ربت على كتفه وقال له لقد حدث شيئ لا يصدق ثم بدأ يروي له قصة الرضيع الذي فقدته أمه والوشم الذي على ظهره لكن السلطان ضحك وقال هذا لا يمكن وهو من خيالك لكن جابر رد عليه ذلك الوشم نعمله في اليوم العاشر من ميلاد الرضيع فلا ينفع فيه السحر ولا تصيبه الأمراض ولولاه لقټلك سم الحية من حينه !!! تعجب فرحان وتذكر أن وباء الجدري ظهر بالمملكة لما كان صغيرا ومرض الناس حوله إلا هو ولم يعرف أحدا السبب لكن ذلك لم يكن كافيا لإقناعه فلماذا يخطفه أبوه السلطان وعنده عشرات الجواري الحسان لم يجد الفتى تفسيرا لأسئلته وما يعنيه من كل ذلك المهم سيتزوج من الفتاة التي يحبها أليس هذا ما كان يريده أحس فرحان أنه أحسن حالا وشرب من نبيذ التمر فانتعشت روحه وسمع الوزير أن سيده قد أفاق فجاء يجري وتعجب لما رآه في صحة جيدة وقد إندمل الچرح ولم يمض عن لدغة الحية سوى ساعة وزاد تعجبه لما رأى فرحان يمسك يد غصن الرمان وأبوها واقف بجانبها وتساءل ماذا يعني كل هذا 

لما فهم الحكاية صمت ولم يقل شيئا فقد كان يعلم شدة خبث تلك الجارية صفية وكيف لعبت بعقل السلطان حبيب بن منصور وجعلته يطلق إبنة عمه زينب وفجأة أصبحت الصورة واضحة لديه وماذا لو كانت هي التي حاولت تسميم فرحان فهي الشخص الوحيد التي يمكنها إعطاء السلطان شيئا دون أن يتذوقه الطباخ حتى ولو كانت تفاحة ومن مجرد جارية ستصير السلطانة لو تخلصت منه لكنه لم يجرأ على إخبار فرحان ويجب أن يتأكد الأول فاستأذن في الذهاب إلى المملكة ليرى ما يحصل ويأتي بالمال والثياب لعرس السلطان ...
رجع الوزير محمد إلى المدينة ولما وصل رأى الجنود منتشرين في الأسواق وأمام المساجد وفي الساحات وأيقن أن ما خشي منه قد حصل وأن تلك الجارية قد أعلنت نفسها سلطانة ولا شك أنها إستمالت القادة والأمراء ووعدتهم بالعطاء والنوال ومن عارضها كان نصيبه السيف هذا يعني أن أبواب القصر قد قفلت في وجهه والعامة تعتقد الآن بمۏت السلطان لقد تأخر فرحان في العودة ولولا تلك الحية لجاء إلى المدينة ورآه الناس والأعوان وعرفوا أنه حي ولفشلت خطة صفية ودفعت ثمن فعلتها ومن يدري أنها لم ټقتل أيضا زوجها السلطان حبيب فهو ما زال في الثلاثينات من عمره ولم يبق له سوى أن يذهب لبستانه لأخذ المالوشراء ما يحتاج إليه سيده وغطى رأسه لكي لا يعرفه أحد لكنه لم يكد يدخل البستان حتى خرج له حرس صفية وفي أيديهم السيوف فلام نفسه على حمقه وأخذوه للقصر مع بناته وامرأته .
وحين دخل وجد الجارية جالسة على العرش والتاج على رأسها وعجوز شمطاء تقف قربها وقد لاح عليها الشړ فتعوذ الوزير بالله وعرف أنه لن ينجو اليوم فهو خدم في القصر من أيام السلطان منصور بن علي ويعرف كل شبر فيه والخرائن والدهاليز لكنه عزم أن لا يبوح بشيئ ولو مزقوه إربا رمقته
 

تم نسخ الرابط