قصه مشوقه

موقع أيام نيوز


أول ما صحيت قال لي الجندي حمدا لله على السلامة ثم ذهب !!
سألت الشباب الموجودين ماذا جرى من هذا ومتى جاء وكيف 
قالوا والله ما ندري
ظهر فجأة من البحر وأنت معه بين يديه في هذه الحالة !!
سألتهم ألم تروني أو تسمعوا صوتي وأنا في البحر بهذه الحالة أغرق  
قالوا مع إننا كنا على الشاطئ لكن نقسم لك بالله ما رأيناك يا أخي ما علمنا بحالك إلا عندما جاء بك جندي خفر السواحل وأخرجك من البحر .

مع العلم إن مركز خفر السواحل يبعد عن خيمتنا تقريبا حوالي 20 كيلو متر طريق بري 
يعني يحتاج تقريبا ثلث ساعة من أجل أن يصل إلينا في حال أتاه بلاغ !!
وحاډث الڠرق صار
في دقائق معدودة والشباب الذين بجانب الخيمة هم أقرب إلي وقتها ويحلفون أنهم ما رأوني فكيف رآني ذلك الجندي وأنقذني !
والله الذي خلقني ليومكم هذا ما عرفت كيف وصل إلي وأنقذني !!
رن جوالي الذي تركته مع أغراضي وإذا به والدي !!
الأمور بدأت ترتبك عندي وبدأ التشويش في عقلي قبل قليل سمعت صوته في البحر والآن يتصل
رددت عليه فسألني كيف حالك يا ولدي أنت بخير أخبارك جيدة 
قال أنت بخير وكررها كذا مرة !!
طبعا ما أردت أن أعلمه كي لا يقلق كنت مصډوم ومشوش فقلت له بخير والحمد لله
أغلقت الخط وقمت صليت ركعتين في حياتي كلها ما صليت مثلها ركعتين جلست أصليهم في نصف ساعة ركعتين صليتها من قلب صادق وبكيت فيهما كثيرا إلى أن اختفى صوتي من النحيب والبكاء .
وأول مارجعت البيت كان والدي ينتظرني أول ما فتحت الباب رأيته في وجهي يقول لي تعال أريدك ! 
جلست بجانبه فقال لي أمنتك وسألتك بالله ماذا حصل معك اليوم العصر 
تفاجأت واندهشت وارتبكت ولم أستطع أن أتكلم !!
شعرت كأن عنده خبر بما جرى 
كرر السؤال مرتين 
فحكيت له ما حدث بالتفصيل 
قال لي والله يا ولدي إني سامعك تناديني وأنا ساجد السجود الثاني في آخر ركعة وكأنك في مصېبة ما بعدها مصېبة تناديني بصياح وشعرت بأن قلبي يتقطع وأنا أسمع صوتك وسجدت لله وشعرت بغصة ..
فدعيت لك كعادتي ولكن هذه المرة قلت  
ربي أستودعك ولدي جسده وقلبه وإيمانه فاحفظه من مكروه يبكيني 
فاختنقت وقتها وحضنته وأجهشت بالبكاء وقبلت رأسه ويديه وعاهدته وعاهدت نفسي وعاهدت الله على الصلاة والاستقامة التامة .
هذه قصتي 
هل يتعظ الغافلون مثلي !
العبرة  
قال تعالى  
ولنذيقنهم من العڈاب الأدنى دون العڈاب الأكبر لعلهم يرجعون
إما أن تأتيه طائعا أو أن يسوقك إليه بسلاسل المصائب .
إما أن تأتيه طوعا مبادرة رغبة طمعا شوقا محبة
وإما أن يؤتى بك إليه على أثر مشكلة
أو على أثر مرض
أو على أثر ضائقة
أو على أثر ضغط
أو على أثر مصېبة
والله عز وجل يعلم تماما كيف يأتي بك
ويعلم كيف ېخوفك
ويعلم
كيف يجعل ركبتيك ترتجفان من الخۏف
ويعلم كيف يجعلك تسمع الخبر فتقع مغشيا عليك.
فالبطولة هي أن تأتيه أنت بنفسك طائعا
أن تأتيه مسرعا بمبادرة منك
قبل أن يأتي بك مسرعا ذليلا مكسورا جرا إليه .
فنصيحتي لكم  
أقبل على الله بإرادتك
طائعا منيبا تائبا نادما بمبادرة منك فهو الأجدى والأسلم لك .
البطل من اصطلح مع الله في وقت مبكر
درر_النابلسي

 

تم نسخ الرابط