قصه مشوقه

موقع أيام نيوز

 


فقرات الحفل قال الرئيس معلنا 
فريق المدرسة تحت سن 15 سنه هيستقبل لاعب جديد صاحب رقم عشرة رامى الامام 
صمت الجميع وعينهم مليئة بالدهشة
يتسألون فيما بينهم أليس رقم عشرة هو إسلام أكرم كيف يتم التبديل ولما 
نظرات الشفقه تلقى اليه كالشحاز 
وقف رئيس النادى أمام اسلام بعد ماانتهى الحفل يقول له بأسف 

أنا أسف يااسلام أنت عارف انت غالى عندى قد ايه بس كان الطلب من إمام بيه وانت عارف هو ممول الفريق والمدرسة 
رقم 11 حلو برضه قالها وهو يربط على كتفيه 
لم يشعر إسلام باى دهشه عندما سحب منه رقمه المفضل بل كان دهشته فى أنضمام رامى إلى الفريق 
فقال دون وعى وهو يهم بالخروج 
عادى 
جلس إسلام فى ساحة النادى المقابل للمدرسة نائما على ارضيه الملعب الناعمه بمفرده ينظر الى السماء متفقدا اياها وكم من القلق ينهش بقلبه الرقيق لايعرف ان كان ولدا ام فتاه 
دائما ما ينتبه الى ملابس الفتيات وحياتهم ويشعر بالفضول اكثر اتجاهم يشعر دائما بالغرابة ولايجد شئ يتجسد فيه دائما مايخبره والده انه رجل لكن تلك الكلمه مع انها تترد كثيرا الا انه يشعر بالغرابة اتجاهها 
جاء الليل مزينا السماء بالقمر ومزينا عيناه بالسحر الخاص بها 
رن جرس الهاتف المحمول معلنا عن اسم والدته فوقف من فوره ليذهب فى طريقه الى البيت فلم يشعر بالوقت الذي مر 
إسلام 
انت يا منحرف يابتاع البنات 
هتف بها زيتون العينان برموشه الطويلة ينفض بهما غبار سحر العيون الزرقاء 
الټفت اسلام ليرى من يتحدث وعلى وجهه الدهشه وهوا يري أكثر وجهه يبغضه 
ودهش اكثر لان هذا كان اول
حديث يجرى بينهم بعد الحاډثة وبعد نظراتهم الخاطفه الغامضه لبعض طوال تلك السنوات 
فرد اسلام عليه بضيق 
منحرف ايه قله الادب دي 
مالك زعلان من الكلمه كدا اوى يابني انا كل لما اشوفك الاقيك بتبص على البنات وبعدين انت نسيت عملت فيا ايه يوم الحاډثه قالها وهو يقترب منه ينظر اليه بسخرية التى انقلبت بشئ غريب وهو يرى وجهه يتلون خجلا 
الفصل الثالث 
باد وجهه كالبركان ينفجر على وجنتيه بالحمرة تسأل ماهذا الشعورالذي يوخز قلبه بالالم حتى يخفق لهذه الدرجه ولما يشعر بالتشتت والحيرة 
حاول أن يتماسك أكثر لكن عصف التوتر شفتاه فتلعثم وهو يقول 
حاډثة !! أنامعنديش فكرة انت بتتكلم عن ايه قالها وهو يلتفت ليذهب فى طريقه مسرعا 
يريد أن يهرب من أمامه بسرعه ومن نظرات رامي الغامضه له ومن شعوره بالخۏف كأن معه شئ يريد أ
حد وإن كان لايعرف ماهو !! 
أنت يابنى رايح فين مش بكلمك 
قالها رامي وهو يهم بمتابعته لكن اسلام هرب بسرعه منه 
فأردف
رامي 
أنت سريع كدا ليه أنت يلا 
لم يستطع اللحاق به فقد كان مسرعا للغاية 
ولأن رامي يعشق الالغاز والغموض كان يري أن إسلام عباره عن لغز محير يريد أن يعرف شخصيته ويكتشفه أكثر 
لم يكن ليعتقد أبدا أن اسلام سينقذه من أمام السيارة بعد أن رأى المۏت امامه ليظهر هو من اللا مكان ليبعده فى تلك اللحظه 
تسأل كثيرا لما ينقذه بهذه الجرائة ولما لم يخشي على نفسه من السيارة وينقذ من الذي يريد أن يأذيه 
أخبر رامي نفسه مرار أنه لم يكن ليفعل ذلك أبدا فتولد داخله الفضول 
طوال الاربع سنوات ينظر اليه ويتابعه حتى أنه اراد ان يدخل نفس الفصل الدراسي الذي يوجد به اسلام فى المتوسط حتى توصل الى أن اسلام صبي وسيم مجتهد للغاية عاقل ولايتحدث مع أى أحد الا نادرا وشجاع وصاحب لسان واثق شخص كهذا أجدر بأن يكون صديق له وليس هؤلاء الكسلالة 
لذا عزم رامي على دخول نفس الفريق واخذ رقمه المفضل ليري ردة فعله التى كانت مثل ماتوقعها تماما 
ماشي يااسلام 
قالها رامي وهو يتابع اسلام وهو يجرى مسرعا من بعيد 
نظرت الى أظافرها التى انكسرت من فرط توترها ومن الهواجس التى تصاحبها فى المنام لتنتفض من نومها مفزعه بدموع الخۏف على فلذه كبدها 
فلا يشغل عقلها سواه تريد أن تنقذه من فم الفريسة ومن من من زوجها أباه الذي أثقل همه هو كلام الناس عن رجولته عن إبنه يعمل ليل نهار يأكل من حديد حتى يرمرم عظم ابنه بالرجوله يريد أن يراه ببذله العرس 
وهى !!! 
تنهيدة أطلقتها تملك صرخه إن سمع صوتها لأصمت الاذن من الۏجع الذي بداخلها لكن 
عيناها كفيلة بترجمه حزنها 
أتأخرت ليه يااسلام ياحبيبي قالتها وهى تراه يدخل من باب الشقة 
مفيش ياماما كنت بتهوى شويه 
متتأخرش عليا تانى ياحبيبي 
فى تلك اللحظه دخل الاب من باب المنزل وعلى وجهه أبتسامه غامضة ألقت الړعب فى عروق قلبها احان وقت كسر عينها وتحطيم أحلامها 
إسلام بكره ان شاء الله تيجي معايه مشوار مهم 
هتف بها الاب وهو يقف أمام إسلام وينظر اليه بقوة يريد أن يكتشف لغة عينه التى كانت منكسرة وتائهة 
أنا هاجى معاكم 
لا خليك أنت هنا 
ليه مش لازم أجى عشان أطمن على بنتى 
تلك الكلمة خرجت من أنفاسها المټألمة لتخرج قدرا من حزنها لطلما أرادت أن تهتف بالجميع أنها طفلتها تريد أن تحررها من قيود الجميع 
وان كانت مجرد كلمات الا أنها مرت على
أذانهم كالضړبة القوية 
هناك من تألم بحيرة وهو لم يعرف بعد اصل جنسه وهناك من استشاط ڠضبا كمن ألقى الماء على كومه ڼار فما حدث سوى أنها تبخرت ورجعت الڼار تشتعل أكثر 
عضد الاب على شفتيه وحاول كتم غيظه ولكن تصربت دموع هائجه وكأن موسم الحزن الخاص بها لم ينتهى بعد بل بدأ بالخۏف والتوتر من مستقبله 
أردفت الام تهتف بعصبيه صاړخه عن مكنونها 
مش هسيبك أبدا تعمل اللى فى دماخك إسلام بنت بنت 
قالو أن لا أحد يتألم سوي صاحب الۏجع لكن لم يرى أمامه الان أن عائلته من ټغرق فى معزوفة الحزن والضياع أكانو قبلا يحملون هذا القدر الكبير ويخفونه عن عينيه 
نعم كان يري الحزن لكن لم يعتقد أبدا أنه كبير لدرجة ان جبال الدنيا تدعس قلبوهم 
ألم يكن الوحيد الذي يبكى طويلا 
الم يكن الوحيد الذي ينظر الى كل انثى وذكر ولا يعرف من هو 
ألم يكن الوحيد الذي يريد أن يصيح بأعلا صوته باكيا 
لم يستطع الاب ان يكتم غيظه أكثر وزوجته تهتف بكلمه يخشي بقائها أبعد ان ربا رجلا أمام الجميع 
مرت هذه الكلمه على
عقله كالسيف القاطع فأقترب من زوجته يصب غضبه طويل المدى عليها بيده الطويلة التى اخذت مهمه الكرباج على جسدها 
لكن يد أخرى منعته فبقت النظرات تتلاقى عيون زرقاء براقه تغوض فى بياض عينه الذي أصبح دماء شعر أملس يغطي مقدمه رأسه يطير مع كله حركه 
مش هسمحلك ټضرب أمى تانى حتى لو أنت ابويا 
تساقطت الدموع على خد الاب بمرارة وهو يراه بهذا الجمال ومن صوته الرطب فخرجت شهقاته وما أدراكم بدموع الرجال 
فسحب يده منه بقوة وأمسك معصمه وأخذه الى الحمام تحت صرخات أمه التى تدوى داخل قلبه المفطور 
دفعه الاب ليجلس امام مرأة الحمام وأخرج جهاز لحلق الرأس 
كأنه يزيل الزهور البيضاء التى بالحديقه الخضراء 
جفت الدموع فلم يبقي سوي الشهقات 
فى اليوم التالى 
ذهب الاب الى الطبيب وسحب معه اسلام الذي اصبح جسدا بلا روح 
نظر اليه الطبيب طويلا وطلب ان يجلس معه بمفرده 
قولى يااسلام أنت بتحب ايه مثلا بتحب فستاتين البنات ولا المسدسات بتحب تصاحب البنات ولا الولاد 
شعر إسلام بالوضاعه التى يعامله بها الطبيب فنفر منه ومن طريقته فرد عليه اسلام 
معرفش 
لا أنا عوزك تركز معايا كويس ياجميل وبعد خمس دقائق طلب منه الطبيب أن يخلع ملابسه حتى يتم الكشف 
أراد أن ېموت ألف مرة
ولا ينظر اليه هذا الطبيب 
ومن خشيته من والده استسلم للأمر وهو يشعر بأن سيوف ټطعنه تحت ملامسه يد الطبيب له 
خرج إسلام يجلس فى غرفه الاستقبال بمفرده جسدا خاليا من الروح وان كان يستنشق الهواء فلا يشعر به ابدا بقي ينظر فى الارض طويلا 
بتتكلم بجد هاهاهها يلاهوى دا تيييت لسه شاكله زي الرجاله الناس دى بتقضي طول عمرها محدش بيرضي يبصلها ولا حتى يتكلم معاها 
كانت الاصوات تصل الى الجميع حتى الي الفتاه الجميع أفواههم تضحك تسخر الا واحدا كان ينظر الى الفتاه بنظرات متشابهه بنفس طعم المرارة 
الفتاه تهرب من أمامهم وهى تبكي !!! والجميع فقط يضحك 
خير يادكتور طمنى التحاليل اهى 
خير أن شاء الله ياأكرم بيه الحاله ينفع تعملها من دلوقتى تحويل لبنت ودا بنسبه 70 فى الميه بس للأسف هيحتاج تظبيط شوية وخاصا الجزء العلوى 
وهتبقي زي الفل وتعيش وتخلف زي اى ست 
وقعت تلك الكلمات على قلبه كالصقيع البارد جحظت عيناه وتساقطت الدموع بغزارة وقال 
بنت !! يعنى اللى كنت خاېف منه اتحقق 
مينفعش ولد 
تنهد الطبيب وقال 
طبعا ينفع 
عاد وجهه الى لونه وقال بلهفه
بجد يادكتور 
قولت لحضرتك كل حاجه تنفع بس فيه مشكله 
دلوقتى لو ولد مش هيعرف يخلف لأن للأسف عنده ضمور فى الجهاز التناسلي الذكرى بس ممكن الحلول تظهر بعدها 
ظل أكرم صامتا ولأنه كان يتوقع الاسوء أرتاح بعض الشئ فهدفه الاساسي أن لايكون فتاه حتى وانا لم يستطع أن ينجب أطفال 
مرت الايام على شاكلتها لاشئ جديد فقط الزهور السوداء تطبع أكثر تحت عيناه 
ولا يستطيع أن ينسي رؤية تلك الفتاة وما مرت به 
دائم الحيرة لما لم يشعر بالراحة 
تنهد وهو ينظر الى الفريق وهما يلعبو كرة القدم حتى جاء من خلفه يخفى عينيه عن الرؤية 
أنا مين !!! 
هتفت بها فتاة فأصاب إسلام الخۏف والتوتر 
فقام
بإزاحه يدها وقام يقف أمامها بطوله المرتفع 
لبني !! 
ازيك يااسلام وحشتيني 
هتفت بها لبني وهى تقترب منه أكثر حتى يراها هذا الشخص الذي تحاول جذب أنتباه وإشعال الغيرة فى قلبه أكثر 
ونجحت بالفعل فأقترب منهم وفى
عينيه الڠضب 
ايه اللى جابك هنا 
وانت مالك ياادم 
هكون جايه لمين يعني غير اسلام قالتها بدلال لتثير الغيرة أكثرفى قلبه الثائر 
فالټفت ينظر الى اسلام پغضب الذي أهتاجت وجنتاه من الڠضب والضيق حتى التمعت الدموع فى عينيه حاول كتمها وابتعد من أمامهم 
كان لاعبوا الفريق يتابعونهم تحت تظراتهم الساخرة والمعجبه فقال احدهم 
بص البت لبني دى صاروخ ايه دا ياعم مشفتش فى الحلاوة دى 
هتف الاخر 
الواد اسلام واقف جنبها ومغطي جمالها خالص شوف عنيه بتسرج ازاى من بعيد تخيل لو كان بنت كان هيفلق البنات دى كلها 
ضحك الجميع وكان أكثرهم رامي 
قال المدرب يصيح باسلام حتى لا يبتعد ويأتى فحان وقت التدريب 
وعندما ذهب واجتمع الجميع تحت اشعه الشمس اللطيفه والنمسات البديعه 
هتف المدرب 
يارجاله طبعا أحنا لازم ندرب عشان الماتش اللى بينا وبين المدرسه التانيه لازم تفوقو شويه وأقطعوا علاقاتكم بالبنات أنا بنبهه أهو عشان لو شفت بنت تيجي هنا لحد هنزله لاعب احتياط واعرفوا


الكورة متحبش البنات عوزين قوة يرجاله 
ضحك الشباب بسخرية فاردف المدرب لاسلام 
ايه ياسلام حلقت شعرك ليه 
هز رأسه وقال 
عادي
فضجك الشباب بسخرية أكثر لم يشعر إسلام بالراحه مع هذا التجمع أبدا ولأنه يكرهم جميعا وخاصة هذا الشابين 
انقسم الفريق الى شطرين ينافسون بعضهم فى التدريب طلب المدرب من اسلام أن يكون بالفريق الابيض ومن حظه السئ دخل معه رامي فكان هو المهاجم الايسر ورامي المهاج الايمن 
ضد الفريق الاصفر الذي يوجد به أدم أكثر من يبغضه 
أطلقت الصفارة وبدأ الماتش فى التحرك بين الفريقين 
كان اسلام ينسي كل شئ عندما يري الكرة ويبقي ينظر اليها كالصياد الذي يترقب أن تكون الفريسه بقدمه 
اكثرهم مهارة سرعه برغم ضعف جسده عنهم ونحافته المقبولة 
لعب أسلام على أن الجميع خصمه لم يلتزم بقواعد الفريق فكلما تكون الكرة مع اسلام لا يعطيها الى رامي مهما أشار اليه ويحاول ان يسدد هو فى المرمي 
أما ادم كان يجرى ويحارب هذا السياف الكروى لكن أن تأخذ الكرة من
اسلام الذي يلقب بسونيك الكرة أمرا صعبا 
فهو يرى أن الكرة هى الامل الذي يهرب منه فى هذه الحياه فتزيد قوته كلما يراها مع أحد يريد أن يخطفها لنفسه 
أنتهى الماتش 56 فكانت أخر تسدية من قدم اسلام فى أخر دقيقه وتم هزم الفريق الاصفر 
وبرغم أعجاب المدرب الشديد باسلام الا أنه دائما ما يوبخه حتى يتعاون مع زملاءه وكالعادة لم يكن اسلام ينصت 
مرت سنه كامله بمرها الشديد يتجرع منه المټألم دخل اسلام الى الثانوى لم ينزل من قدره فهو مازال المجتهد الوسيم البارع فى الكرة الذي تتهاتف عليه الفتيات 
ومازال يلعب بمفرده ولا يشارك زملاءه فاستشاط ڠضبا هذا اللاعب الجديد الذي انضم اليهم حديثا فكان هو العدو اللدود بينهم 
اسلام دايما بيلعب لوحده كانه عاوز يظهر أنه أحسن مننا وناسي اننا فريق 
هتف اللاعب الجديد بحنق 
أنا بقي هعرفه قيمته كويس أووى 
فى تلك اللحظة دخل أسلام فكان ينتظر خروجهم حتى يغيروا ثيابهم ويتجنب النظر الى اجسادهم ولم يعلم أنهم ينظروه فى الداخل 
التفتت بسرعه ليخرج بعد أن لمح أن اللاعب الجديد وباقى الفريق 
لكن أسرع اللاعب الجديد وقام بسحبه من كتفيه فكان القوة له ودفعه بقوة من صدره حتى أرتطم بالجدار 
فسقط اسلام على الارض من شده الالم 
فقام اللاعب الجديد بمسكه ورفعه حتى يقف مقابلا له واقترب منه بقوة ينظر اليه پغضب هادر 
نزل ايدك ياسيف بدل ماكسرهالك !! 
هتف بها من سكن بعينه أوراق الشجر المتناثرة فى الخريف فى ظل الاضاءه الخافضه وعلى وجهه تزين الوان الڠضب قسماته 
الفصل الرابع 
تقابلت عيون اللاعب الجديد المليئة بالڠضب التى تملك سواد الليل مع نظرات إسلام التى التمعت بالدموع بها و رأت الطريق مفتوح امامها فاسرعت تلتمس الحرية بعد حپسها طويلا 
ملأ الړعب قلبه بالخۏف بجريان أنفاس هذا الشاب الغاضبة على وجههلا يعرف كيف يتصرف وهو يقترب منه بتلك الطريقة بعد ان لكمه وعنفه بقسۏة 
داخله يحدثه بألا تبكي ايتها العيون ارجوك 
حاول بأقصي قوته ان يدفعه من صدره حتى يبتعد عنه لكن هيهات فكان ضحېة لأكثرهم عرضا وطولا 
كلما ينظر اليه اللاعب الجديد ويرى خوفه يزداد قوة يريد أن يكسر ثقته ورجولته التى يتفاخر بها فى لعب الكرة 
فمن هو حتى يخطف الكرة من أمام سيف الامام ويسرق منه الاضواء 
توقفت انفاسه الداهشة عندما لثم تلك الرائحة الغريبة
التى تفوح منه حتى تركت أثرا غريبا داخله وعيناه التى ڠرقت فى دموعها وشهقاته التى بدأت 
تابعته ضحكات الشباب وسخريتهم الحاقدة على بكائه أمام سيف التى أنتهت بدخول رامى وهو يهتف پغضب 
نزل ايدك ياسيف بدل مااكسرهالك 
أنتبه سيف لرامي الذي يتحدث معه بطريقه مهينه أمام الجميع ونسي أنه قائد الفريق وأخيه الأكبر 
فابتعد سيف وتقدم نحوا أخيه بعينان غاضبه أيقن الجميع أنه بدأ شجار بين الاخوة 
فى تلك اللحظه ظهر صوت بكاء مرتفع جدا هز أذن الجميع پصدمة 
يعرفه جيدا من ذاق طعم المرارة فى كأس الحزن مرات عدة ويترجمه من يقرأ القلوب من دفتر العيون المنكسرة 
صوتا يطلب نجاة 
صوتا بنغمات حزينة رنانة لا ترى أمامها سوي تعقدات الحياة 
وكأنه ميعاد انفطار القلب بالضعف الذي يعلنه القوى أمام الذئاب 
الټفت الجميع الى إسلام وهو يبكى بهذا الصوت الذي صدم الجميع وعند طريقته وهو يضم ركبتيه الى صدره 
ضحك الغالب على رؤيته بتلك الطريقه والبعض الاخر مشفقا 
هنا 
دخل المدرب ليري هذا المشهد ويأمر الجميع بالانصراف 
قولتلك قبل كدا كنت حاسس إن دا هيحصل ونبهت عليك بس أعرف يااسلام ان دى نتيجه طمعك 
استمر المدرب على الكلام تحت شهقات إسلام الذي لا يسمع ولايري سوي ذكريات بكاء والدته ودموع أبيه وحياته التى لا تمتلك وجها ثابتا لكى يتعرف على نفسه 
مرت ساعتين ولم تذهب الدموع وكأنها فرصتها فى الهروب حتى لا تسجن ثانيا 
فتلك الدموعةالثائرة
لا تعرف أن أصلها لغه القلب المفطور 
ولن تستطيع الهرب الا برجوع دماء الحياة الى هذا القلب العليل 
عيل جبان 
هتف بها أدم بعد أن بعثه المدرب حتى يخبره أنه حان وقت الانصراف بحجه أنهم أقارب 
لكن لم تتوقف الشهقات وذهب أدم من فوره فبداخله السعادة لان رجولته انكسرت ببكاءه الضعيف وخاصة بعد أن كسر غروره 
هنفضل مستنين كدا كتير ياحضرت قالها سائق الاتوبيس الخاص بفريق المدرسة 
ابن عمه هيجيبه من هناك أهو استني بس يااسطي قالها المدرب برجاء 
ثم الټفت الى اللاعبين وهم جالسون فى الاتوبيس وأردف
ينفع اللى حصل دا ياسيف دا أنت قائد الفريق يعني لو حصل مشكله بينهم انت اللى تحلها 
يعنى ينفع اللى عمله دا خبطني ووقعنى على الارض عشان ياخد الكورة منى وأحنا اصلا معاه فى الفريق مش خصم 
مهما كان هو أصغر منكم برضه 
عشان أصغر مننا يحترمنا 
وبعدين الواد دا مايلعبش معنا انا هخليه يخرج 
فقال بقيه الفريق بنفس واحد يوافقون على كلام قائدهم 
تنهد المدرب وهو يفقد السيطرة على جميع اللاعبين فكلما يكبرون تتعقد الامور اكثر 
ولكن يعرف أن كلامه صحيح فاسلام هو من بدا وتمرد عليهم 
فجأة خرج
رامي من الاتوبيس وهو يري أن أدم قادم بمفرده 
تلاقت نظراتهم ببعض بشئ من الغموض 
دخل رامي على اسلام وهو يراه فى نفس موضعه بشهقاته فقال 
الرجاله مبتعيطش ولا أنت شايف أيه 
مرت الكلمه على مسمعيه فطبعت بملمس خشن داخله 
رفع رأسه له بنظرات غاضبه أكثر وعيناه حمراء كالډماء وقال بدون وعى غاضب 
ليه مش أنسان كل واحد عنده عيون من حقه يعيط زي ماهو عايز 
طب قوم ياعم عشان نمشي وابقي عيط براحتك 
قالها رامي وهوي يقترب منه ويمد يده له 
فقال اسلام پغضب 
كلكم شبه بعض 
لا يعرف لما تلك الكلمه ظهرت من فمه ايعتبر نفسه غريبا عن الرجال 
فأبتلع ريقه بصعوبه وقد توتر قليلا وبدأ وعيه فى استيعاب أن تصرفاته تشبه !
فقام من جلسته بدون أن يقترب من يد رامي الذي كان يتابعه بزهول 
وأغرق رأسه تحت سنبور المياة لتخفى أثار دموعه وسخونة وجهه من الانفعال 
ورفع راسه بقوة الى الوراء لتتناثر قطرات المياة على رامي 
ايه دا غرقتنى يا تيييييت 
أنا أصلا غلطان أنى 
تقطعت كلماته وهو يرى شعره الرطب مطروحا للخلف ليظهر وجهه كاملا بعد أن كان يخفيه بغرته 
تحت عبوس وجهه 
شفاة وخدود وردية بشړة بيضاء عينان واسعه زرقااء بها نعومة 
حتى مر بخاطره كيف لرجل أن يمتلك هذا الجمال حتى يتأثر به حاول طرد تلك الفكرة من رأسه 
وخطى بجانبه حتى وصلا الى الاتوبيس 
وصعد اليه الاثنان 
الجميع يرنوا اليه بغرابة وعلى وجهه حمرة شديدة الفتنة 
مقعده الذي يجلس به بالجانب الاخر من هذا الاحمق الذي اصبح يخشاه 
كتم خوفه داخل صدره وجلس تحت نظراته التى تشبه الذئاب 
طوال الطريق يري بطرف عينه انه ينظر اليه ويراقب كافة تحركاته 
حاول أن يبعد شعور النوم من عيناه لكنه استسلم لأمره 
وغفى فى أسارير خوفه 
وكما الذئب يراقب فريسته كان سيف يراقبه وبعقله علمات الاستفهام كيف يمكن لرجل أن تكون رائحته مثل النساء 
لابد أن تكون غليظه نافرة أوليس رجل عاد اليه ذلك الشعور وهو ينظر اليه وهو نائما وشعره الذي مازال رطبا بعض من أطرافه على رقبته 
رقبته !!! البيضاء الناعمة !!! 
تعلم أن زوجها كاذبا وانه يفعل المستحيل لكى يجعل طفلها رجلا تعلم أن خوفه من البشر قد جعله أعمى البصيرة بل أعمي القلب 
لا تتوقف عن البحث وراءه وعن أى وثيقه تثبت صحه كلامها لكن البحث وراء الثعلب كان عبثا 
انت ازاى مؤمن وبتصلى زينا كدا متفتكرش انى مبفهمش أنا
عارفه نوياك كلها 
أنت لو حصلك حاجه بعد اللى هتفذه هتقف قدام ربنا تقوله ايه 
فوق حرام عليك مش عشانا حتى عشان ربنا 
تمر الايام والشهور تلو الاخر ويظل يسمع هذا الكلام منها ولا يتاثر به ويهمل حق الله كل ذلك لأجل مكانته أمام البشر 
معاملة جافة للغاية تخرج منه لعائلته لم تستسلم الام فى المحاولة ولم يستسلم الاب 
طوال تلك السنوات يجد بعمله ويثمر المال ويضعه محفوظا برغم الجوع برغم قطع الكهرباء دائما لم يتحدث ففى اوقات الجوع تصب داخل بطونهم المرارة والالم 
لطلما كان الظلام داخل أوصالهم فلم يكن لنور طريقا الى أعينهم 
ولقد اقترب الموعد 
أصبح عمر إسلام ثامنة عشر وقد أنتهى موسم الامتحانات 
وظهر مجموع الثانوية العامة الذي لم يحمل همه أحد ولم يسأله أى شخص عن مجموعه الرقمي 
إسلام انت هتشتغل مع عمك ناجى أنسي أنك تدخل كليه 
دهش اسلام من تصريح والده فقال 
بس انا
نفسي ادخل هندسة حرام عليك يابابا متحرمنيش انى ادخل الجامعه 
مينفعش
انت لازم تشتغل عشان تجيب حق العملية معايا انا مش هقدر اكون المبلغ دا لوحدي 
رأى أكرم الحزن فى عين ابنه والكسرة كأنه قد خسر كل شئ فى حياته ولم يعد لديه شئ 
فأردف الاب بعد ان تنهد 
بص يااسلام بعد مانظبط امورك كلها هقدملك فى الجامعه ماشي ياحبيبي صدقني يابني انا عاوز مصلحتك 
متفتكرش انى عاوز اذيك انا نفسي تكون احسن واحد شوفت أمك مش حاسة بحاجه عوزة تغلبني وخلاص 
يابني الدنيا دي مبترحمش حد 
فى تلك الكلمه تذكر اسلام رؤية الفتاة وكلام الناس المؤلم لها 
فسكت وهو ينصت الى والده وبعقله رياح شديدة تتقابل مع ڼار والدته البائسه وحديثها الدائم لها بأنها فتاة !!!!
تسأل فى نفسه 
لما لا يسألوه ماذا يريد 
ابتسم بسخرية على نفسه وهو يعلم انه حتى لا يعرف مايريده فاعتقد والده انه يسخر منه 
فكتم غيظه وربط على كتفه وقال 
بكرة هتروح لعمك ناجي الساعة عشرة قالها وهو يهيم بالخروج من المنزل فأوقفه اسلام وهو يقول 
بابا مسألتنيش ليه جبت مجموع كام 
وقف الاب وزفر بقوة زفرة خرجت من جسد متعب مثقل بالهموم فرد عليه 
عشان يابني الدنيا دي عمرها ماهتقف فى صفك ولا هتاخد بايدك مهما كنت ناجح وانا مش عاوز اتوجع بيك أكتر
 

 

تم نسخ الرابط