قصه مشوقه
المحتويات
بېخاف من كلام الناس وتأذينا بسببه وضيع طفولتك فى كيان مش ليك كان ممكن يصلح عيبه ويسمع لينا بس كان أنانى
والعيب الجسدي سهل تصليحه يابنتي أنما العيب اللى فى وحاشة وسواد القلب عمره مابيتغير
وأعرفى أن الانسان هو اللى بيختار مصار حياته وهو اللى بيجبر اللى قدامه يعمل ليه شأن
عيشي طول عمرك رافعه رأسك لأنك مغلطيش ودوسي على اللى يحاول يقلل منك صدقيني هيتكسر ولا عمره تانى هيقف قدامك
أنت فيكي كل حاجه حلوة ياسمين انا طول عمرى فخورة بيكي قبل أى حاجه أنك بنتى
أنت الحاجه الحلوة اللى طلعت بيها من الدنيا دى
وانا وصيتي ليك أنك تعيشي زي باقى البنات
تتجوزى ويبقي ليك زوج ويبقي عندك ولاد واعرفى أن دا حقك وانك مبتخديش حاجه من حد
وفى الاخر هقولك
زهرة الياسمين
تلك الكلمات لمست وترا حساس للغاية مما زداته ألما وبكاءا على حاله أكثر فكيف لها ان تقول الا ينساها
وهو ېقتله الاشتياق بسيفه القاطع وصوتها وضمتها الحانية ومايزال يتردد كالصدي داخله
أفترشت دائرة سوداء حول عيناه الزرقاء لم تؤثر فى جمالها الناعم بل زادت من سحر عيناه أكثر وان أمتلكت الكثير من الدموع والكلمات الحزينة
أكثر من مرة
بحث على الانترنت على السيرة الذاتية لأشهر الاطباء يقلب هنا وهناك حتى أرتاح الى هذا الطبيب الذي يظهر على وجهه الوقار
ازدرد ريقه بصعوبة وقلبه يخفق پجنون وهو ينظر الى المبنى الخاص بالطبيب
وبعد الحاح نفسه عليه بأن يذهب أنتظر فى دوره ساعتين كاملين من تعذيب النفس بأن يهرب وهو يرى تلك العائلات وينظر الى أطفالهم وبعض الشباب والبنات لا يعرف ماهى جنسيتهم
وما أن حان دوره فى الكشف ذهب هاربا الى البيت
وتكرر الامر مرتان حتى جائت اليه قوة
أهلا ياأستاذ أسلام
أهلا
مالك خاېف كدا متقلقش يابني أنا شايف أن مفيش حد من أهلك موجود معاك
رفع أسلام يده لكى يمسح تلك الدمعه التى هربت على وجنتيه
أنا عندى ولد فى نفس سنك مغلبني اقوله يمين يقولى شمال مبسمعش الكلام خالص حتى أقوله شمال على اساس يتظبط يقولى يمين
فقال الطبيب بهدوء
بص ياحبيبي أنا هعتبرك ابني اتكلم برحتك خالص
صاد الصمت بينهم للحظات وانتظر الطبيب اسلام يتحدث
رفع اسلام عيناه الى الطبيب ليراه هادئ وقورا جدا فاقبل يتحدث مع ارتعاشه شفتاه بتوتر
أنا عملت التحاليل دى عشان لوتشوف
ماأنت شاطر أهو يااسلام واضح أنك عملت بحث عن الموضوع قبل ماتيجي
مال اسلام رأسه بايجاب ونظر الطبيب الى التحاليل وهو يميل رأسه وطلب منه ان يجلس على فراش الكشف تحت بعض الاجهزة
وبعد قضاء الوقت قال الطبيب
حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان أوى يااسلام بس مش هسألك ليه أتاخرت اكيد كان فية ظروف
أبتلع اسلام ريقه بصعوبة وانتظر الطبيب أن يكمل كلامه
بصى ياأنسة أنت محتاجة عملية صغيرة تصحيح جسدي
دهش اسلام من تصريح الطبيب وتحدثه معه على انه أنثي
لا يعلم لما هذا الشعور المريح وصل الى عروقه ينبض داخله بالحماس فأردف الطبيب
أنت أزاى مكنتيش عارفه أنك أنسة مع أن فيه دلائل كتير المهم هتيجي أمتى تعملى العملية
وقف أمام المرآة ينظر الى نفسه طويلا وطرح شعره الى الوراء
وهو يحدث نفسه
كنت صح
ياماما كنت حاسة بيا ياحبيبتي ربنا يرحمك يارب
قالها اسلام وهو يبكي ثم زفر بقوة واخذت شهيقا واردف بثقه
انا ميهمنيش نفسي انا هعمل كل دا عشانك ياماما عشان ترتاحي فى قپرك
وبعد مرور اسبوعا كاملا حاول أسلام أن يخبر عمه لكن فى كل مرة يفشل وكلما يراه يحاول أن يجلس معه يأتى أدم ولا يجعله بمفرده أبدا
حتى ذهب اليه أدم فى غرفته واغلقها باحكام
و اقبل يصيح به
لو اللى فى دماخى دا حقيقي انسي انك تاخد من ابويا ولا مليم مش مكفيك الاكل اللى بتاكله والفلوس اللى كان بيرميها لابوك وامك
اقترب منه ادم يريد ان ېقتله ولكن لم هذا الشعور يعود اليه ثانيا
شعر اسلام بالخۏف منه ومن تصرف ادم حاول ان يدفعه بقوة لكنه اقترب منه اكثر يطوق رقبته حتى سعل اسلام بشدة ومرت ثوانى ثم ابتعد عنه فجأة بعد ان ألقاه على الارض
عيناه تمر على كامل جسده وملابسه
وقد عزم على الذهاب الى من جاء بخاطره
فى تلك اللحظة طرق الباب يعلن العامل فى المنزل أن أحد يريد أن يقابله
فذهب الى غرفة الجلوس ليري من كان يفكر فيه
بقالى كتير بدور عليك لولا أدم قال
أنتبه رامي الى اسلام الذي كان يطرح شعره الى الخلف فدهش من مظهره فأردف
ايه دا حلقت شنب المراهقين بتاعك هاهاها
لم يبدي اسلام اى ردة فعل فشعر رامي بالاحراج فأردف
البقاء لله ياصحبي زعلت جدا والله وكان نفسي أبقي معاك
روحت الشقه بتاعتك قالولى أنك بعتها
رامى خلاص أسكت
أنا أنا محتاج محتاج
هاااه فلوس
دهش اسلام من رامي فرد عليه باحراج
أاه
كم
500 الف
اييييه 500 الف ليييه أنا قولت أخرك 10 الاف
مش بتقول فى عقد تبع الفريق أكيد فيه فلوس
أيوة بس مش لدرجة دى
خلاص هاتلى الفلوس والزياده هرجعهم ليك بعدين
لمح اسلام تردد رامي فاردف
أنت غنى ومعاكم فلوس كتير وأنا قولتلك هرجعهم
يابني انا هتجوز اهو ومش هعرف اعطيك حاجه وبعدين ماعمك ناجي معاه فلوس كتير
عض اسلام على شفتيه بضيق وقال
خلاص مش عاوز منك حاجه
حاتلى فلوس النادي هما كام اصلا
30 الف
على كم سنه
سنتين
صاد الصمت بيهم لحظات فأردف رامي
على فكرة أنا فرحي بعد اسبوع خد الدعوة ومتنساش تيجي
خرج اسلام من شروده وبسط يده اليه وأخذها منه وعلى وجهه الضيق
فاردف رامي بعد ان ذهب الى الباب ليمشي
بس هفكر برضه وارد عليك
لا ياعم مش عاوز خلاص
هنتعازم على بعض ولا ايه
ماشي تمتم بها اسلام وقد تضايق أكثر فكان يعتقد ان رامي سيعطي له المال بسهولة وشعر بتغير فى شكله وملابسه علم ان تلك الفتاة زوجته المستقبلية قامت بتغيره بالفعل فزفر بقوة وقام بإغلاق الباب فى وجهه رامي
وبعد اسبوعين كاملين من التفكير وكيف له ان يحصل على المال جاء اتصال من رامي مباغتة أخبره أنه يوافق لكن عليه أولا أن يمضي على وصل أمانه بينهم
تحمس اسلام وبالفعل أخذ منه المبلغ وقام بامضاء العقد
الفرح بكرة هتيجي قالها رامي وهو يعطي اسلام حقيبة ظهر المليئة بالمال الذي اتفقا عليه
طبعا
العيادة النفسية لتأهيل المړضي النفسيين
بحس باحساس غريب لما اشوفه قدامى بيخليني افكر بتفكير مش من طبيعتي ودا بيتعبني اكتر
انا بحب مراتى وبحب انى اكون جنبها لكن الولد دا انا كنت بكره دلوقتى بقيت معرفش مالى
ياريت تساعدني يادكتور
كان الطبيب ينظر الى صورة هذا الشاب فى الهاتف ويستمع الى كلام الرجل فتنهد وهو يقول
هو فيه شبه من البنات فعلا ودا يأكدلى ان حضرتك سليم ممكن تكون انتبهت ليه عشان فيه من الجمال والبراءة اللى فى الاناث بس دا مايمنعش انه ولد ودا خطړ عليك تكون معاه فى نفس المكان
جاهزة قالها الطبيب وهو يربط على كتفيها وهى نائمة على فراش الجراحة ومن حولها ثلاث ممرضات يعطينها حقنة بنج
الفصل الثامن
اغمضت العينان الزرقاء الناعمة تحت تأثير البنج الطبي لياخذها الى بحيرة الذكريات الخاصة بعالمها الصغير الذي تأسس بخيوط الۏجع منذ الصغر حتى سنوات الشباب
يعيد ترميم هيكله الهش الضعيف بهيكل اعطتها لها الايام البائسة بعروق الدموع تسدل لها درعا حديدي لعيناها التى لن تنظر للأسفل بعد الان
مر أسبوعا كاملا بعد نجاح عملية التصحيح الجسدي وإزالة الاعضاء الذائدة
نائمة على ظهرها تتألم قليلا لكن عقلها يفكر ولايتوقف أبدا
قلبها ينبض بالحماس لكن كيف ستواجهه عمها ناجى والجميع
ماذا سيحدث هل سيفرحون لأجلها أم يطعنونها بنظرات تخشاها الى حد المۏت
الشئ الوحيد الذي يجعلها تتنفس الصعداء براحة هو كلام والدتها التى تزورها كثيرا فى الاحلام
دخل
الطبيب عليها بابتسامة وهو يقول
ها أخبار الأنسة ياسمين ايه
قولت لحضرتك يادكتور زهرة الياسمين
ماشي
ياستي ها جيبلك معايا مفاجاة
التصريح من الازهر أهو زى ماوعدتك بالضبط
شكرا يادكتور
العفو يابنتي بصي ياسمين أنا عجبني الثقة دى أتمنى ألقيها مرسومة على وشك على طول
وأضاف الطبيب كلمته وهو يقوم بالاطمئنان على جسدها بعد أن دخلت الى عمليات التجميل
لو فى يوم حسيتي بالضغط و حبيتي تفضفضي مع حد فأنا أرشحلك الدكتور لبيب
وانا بشجعك أنك تروحى فى البداية تجنبا لاى ضغط
قالها وهو يعطيها الكرت الخاص بعنوان هذا الطبيب النفسي
ترددت ياسمين قليلا وأقبلت تنظر اليه طويلا ثم
بسطت يدها اليه تأخذ العنوان وتقول
حاضر
قام الطبيب يربط على كتفيها مشجعا إياها فهو يشعر بالشفقة بعد أن وجد شهادة الۏفاة الخاصة بوالدها ووالدتها معها
فأسرع بأن يحصل على تصريح خاص من الازهر الشريف لها بتقديم حالتها لهم والحصول على الختم المثبت
ها ساكته ليه أحنا بقينا تمام أوى أهو بس ناقص حاجه واحدة
شعرت ياسمين بالخۏف ورفعت رأسها تنظر الي الطبيب بعد أن كانت شاردة فى تصريح الازهر
فأردف الطبيب
أنك تضحكي
فابتسمت ياسمين پألم وقالت وقد تجمعت الدموع فى عيناها
حاضر
يعلم الطبيب كمية الحزن الخاص بها وان كانت صامته الى ان عيناها بها الكثير والكثير من الكلمات التى تنذف ۏجعا
قدامى قد أيه وأخرج يادكتور
مستعجلة أوى على الخروج لسة قدامك بالضبط عشرين يوم وتخرجي بقي ومعدناش نشوفك تانى
وتمضي الايام ولا تفارق المرآة تنظر الى غرتها التى نمت حتى غطت عيناها تبلل شعرها وتطرحه الى الوراء و تخرج من الغرفة الخاصة بالعناية الصحية وتجلس فى الحديقة الصغيرة الخاصة بالمشفي ينظر اليها الجميع
لا تعلم كيف يروها تريد أن تسأل أحدهم وتخبره بما يرى فيها
فما تزال لا تعرف من هى
وجاء اليوم الموعود الذي أنتظرته كثيرا وبنفس الوقت ترجوا أن يتأخر قليلا فهى ليست مستعدة بعد
أرتدت ملابسها التى أتت بها الى هنا لم تتغير كثيرا وان كانت معالم الانوثة ظهرت الا أن ملابسها الواسعة تدارى القليل
طوال الطريق تنظر الى المارة والمارة ينظرون اليها
شعور غريب احتل كيانها جعلها تضم يدها الى صدرها حتى تخفى نفسها عنهم
نطق قلبها بكلمة خائڤة جعل جسدها بالكامل يرتعش لتنتفض مسرعة من أمام الناس وأوقفت سيارة اجرة وعيناها لا تتوقف عن سكب الدموع
عقلها
متابعة القراءة