رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
تأكدت من حب جواد لها تطلعت نحو والدتها وأردفت پغضب عارم
يعني إيه ياماما يعني ايه الكلام اللي جواد قاله تحت دة جواد هيتجوز البت دي.
صمتت لوهلة مشيرة بسبابتها نحو ذاتها
بغرور
بقى يسيبني أنا أروى الهواري ويبص لواحدة زي دي... دي مجرد واحدة خدامة هنا.
تمتمت مديحة بعصبية محاولة أن تجعلها تهدأ وتصمت ولو قليلا حتى تستطع التفكير فيما ستفعله لتفشل نلك الزيجة قبل أن تتم
جلست أروى أمامها پغضب يملأ كل ذرة بداخلها لازال حديث جواد يرن داخل أذنيها وتمسكه بها أمامهم بالأسفل
اهو ياماما قعدت هنفكر ازاي دة وقف قدام أبوه عشانها وعشان يتجوزها مبقاش في ايدينا حاجة.
تطلعت مديحة أمامها بمكر شيطاني وتمتمت بصوت يملؤه الخبث والشړ
لا يا اروى لسة في ايدينا عمك فاروق عمره ماهيوافق على الجوازة دي واحنا مش هنسكت ولا هنسيب جواد يقدر يقنعه.
مش فاهمة حاجة ياماما! أنتي قصدك ايه ناوية تعملي ايه!
بدأت تشرح لها ماتود فعله حتى تمنع حدوث زيجة جواد ورنيم التي تراها حية قد خطفت جواد من ابنتها لكن في الحقيقة هي لن تفعل ذلك جواد أحبها منذ زمن من قبل زواجها وهو يحبها في صمت بل قرر التخلى عن صمته الآن عندما اتاحت له الفرصة مقررا استغلالها بكل قوته ليصل إلى مايريده شاعرا ان ربه قرر أن يجمعهما معا..
معاكي حق ياماما حلوة أوي الأفكار دي لما نشوف عمو هيعمل إيه.
اكملت حديثها بوعيد والغيظ يملأها شاعرة بنيران داخل قلبها من رفضه لها وتقليله من شأنها
بس وربنا ياماما ماهسيبه أنا هخليه يعرف أنا مين وازاي يرفضني كدة وقدام الكل يقول أني زيي زي اخته هوريه أخته بقى على حق هو فاكر نفسه مين.
في الصباح الباكر توجهت جليلة إلى غرفة جواد دقت فوق الباب بتوتر متمنية أن يكن تراجع عن حديثه فالأمس لتهدأ أمور العائلة التي انقلبت رأسا على عقب بسبب حديثه لاحظت أن فاروق لم ينم من ليلة أمس بعد علمه بحديثه ومايريد فعله.
ينفع كدة ياجواد ينفع اللي عملته امبارح دة وازاي قدرت تقول كدة دي عدتها لسة مخلصتش حتى!
اعتدل في جلسته أمامها ورد عليها بجدية هو الآخر شارحا لها موقفه كما يفعل دوما
اه ينفع دلوقتي مفيش حاجة غلط اللي مينفعش اني اضيعها من بين ايديا تاني اضيعها واسكت طب ازاي هقدر اسيبها لمرات عمي وبنتها يعملوا فيها زي ماعملوا امبارح واتفرج عليهم واسكت لأمتى هفضل ساكت بس.
شعرت بما يشعر به من نبرة صوته المجهدة التي عكست جميع مشاعره المتضطربة لكنها حاولت معه مرة أخرى بتعقل
محدش هيعملها حاجة تاني انا هتصرف وترجع عن حوار جوازك دة ونقفل الباب بتاعها خالص شوف حياتك بعيد عنها ومش هخلي ابوك يقولك على أروى كمان لأ اختار أنت اللي يعجبك.
تطلع داخل عينيها بتعب حقيقي قلبه لم يستطع الإبتعاد أكثر من ذلك كيف يبتعد عنها وهو يراها كل يوم! كل يوم يود أن يحتضنها ويجلس يتحدث معها يبوح لها بالعديد العديد من الحديث الذي لم يخبره لأحد سواها.
غمغم يرد على حديث والدته بتعب حقيقي
مش هقدر يا أمي وللله ما هقدر لا هقدر اختار ولا اشول غيرها أنا الحب كله متوزع ليها مقدرش اشوف غيرها كنت اتجوزت اي واحدة في الفترة دي لو الأمر سهل كدة.
من يرى حالته الآن لم يصدق أنه هو جواد الهواري الذي يقف بشموخ يعطي التعلميات بصرامة للجميع هو الآن يشعر بالضعف لأجلها يا له الإبتعاد من صعب فقد قهر قلبه حقا.
لم تستطع جليلة أن ترى ابنها وهو في تلك الحالة أسرعت تحتضنه بضعف وبكت هي الأخرى
خلاص ياحبيبي اهدى انا هحاول والله مع ابوك هحاول معاه واتجوزها ماعاش ولا كان اللي يعمل فيك كدة.
طالعها بضعف حقا يظهر أمامها جميع مشاعره الذي يخفيها عن الجميع وغمغم بجدية وإصرار محاولا التحكم في ذاته قليلا
أنا هتجوز رنيم عرفيه أن مش هقعد هنا ولا في
اي حتة في البلد دي غير ورنيم مراتي انا مش عيل عشان حد يختارلي مراتي.
شهقت پصدمة بعد استماعها إلى حديثه مردفة بعدم تصديق
إيه ياجواد اللي بتقوله دة ايه دة اللي مش هتقعد في البلد أنا عارفة أنك بتحبها بس هي مش نصيبك فخلاص مش هتعاند مع نصيبك.
أجابها بجدية تامة والإصرار يلتمع في عينيه متمسكا بحديثه وما يود فعله
لا في الحالة دي هعاند وهعاند الكل فاروق بيه مش موافق عشان مكانته مش عشاني يا أمي لو بيدور على مصلحتي كان زماني متجوز رنيم من زمان لكن هو ازاي يجوز ابنه لواحدة زيها عاوز واحدة ليها اسم وعيلة وأنا مش هسيب رنيم تاني تضيع مني واقعد اتفرج وانا بمۏت كل يوم.
طالعته بصمت لا تعلم بما تجيبه هي آخر شئ تريده هو وقوفه أمام والده لن تتحمل أن يحدث شئ هكذا تنهدت بصوت مجهد مرتفع وأجابته بهدوء لتحاول تهدئة الأمر
طب اهدى ياجواد الأمور مش بتتاخد كدة بعدين مهما حصل دة أبوك ياحبيبي والبنت قالت امبارح أنها مش موافقة ولا هتغصب عليها.
هي الوحيدة التي لم تستطع أن يجبرها على أي شئ لذلك أردف يجدية
هتكلم معاها ياماما وهشوف.
اومأت باقتناع وتمتمت هي الأخرى بجدية مقررة المحاولة مع زوجها بعدما تأكدت من إصرار جواد وعدم تراجعه عن قراره
أنا هكلم فاروق وهحاول معاه تاني هيوافق بإذن الله.
بحب وحنان أموي دوما تعطيه لأولادها وجواد بالتحديد لتعوضه عن بعد وحدة فاروق معه مقررة أن تحاول مع فاروق لعلها تنجح في تغيير رأيه بمحاولاتها..
كانت رنيم في غرفتها واقفة أمام المرآه تتطلع على ذاتها ولازالت تفكر في حديث جواد الذي دار أسفل هل حقا يود الزواج بها! بالطبع لم يفعل كل ذلك شفقة عليها لأجل ماحدث لها من مديحة أمامه هي لم تستحق الحب ولا أي شئ لأجلها لن تبقى أنانية وتفكر في ذاتها فقط ستظلمه معها.
كيف ستجعله يتزوج من فتاة مثلها هو يستحق الأفضل هي فقدت جميع مميزاتها اصبحت بلا روح ولن يوجد أحد يستطع أن يجعل روحها تعود إليها من جديد فقدت جمالها أيضا فبالرغم من شفاء عدة چروح لكن هناك بعض العلامات الدائمة على جسدها علاماته التي تكرهها وتتمنى التخلص منها كما فقدت أهم شئ على يده فقدت أمومتها أيضا كيف ستجعله هو يعيش معها كل ذلك الألم والعڈاب لن تكون هكذا بل ستظل حاملة جميع ۏجعها وحزنها في قلبها محتفظة به لذاتها هي فقط.
تفاجأت بجواد يقف خلفها يطالعها بصمت نعم هي رأت انعكاس صورته في المرآه التفتت نحوه مسرعة وتمتمت متسائلة بقلق
ج....جواد باشا هو في حاجة عشان تدخل كدة.
كان يقف يتطلع نحوها في جميع تفاصيلها يتطلع في ملامحها الهادئة الخلابة التي تسحره عينيها المتيم في عشقهما وكأنهما عالم آخر يدلف به ما أن يتطلع بهما كما يرى ايضا بغض أثار لصڤعات زوجة عمه أمس التي أغضبته كثيرا.
كان تائه بها في دنيا أخرى متخيلها معه دوما منذ زمن وهو ينتظرها لكن هل سيظل منتظر فقط بلا نتيجة أم سيحترق قلبه بلوعة الإنتظار!
حاول أن يستجمع ذاته جيدا أمامها مردفا بجدية وتعقل
أنا جاي عشان عاوز اتكلم معاكي وبعدين والله أنا لقيت الباب مفتوح وخبطت انتي كنتي واقفة زي ما انتي ومردتيش فدخلت.
ابتسمت بهدوء ابتسامة مصطنعة لم تتخط شفتيها واومأت برأسها أماما بجدية
لأ عادي محصلش حاجة قول اللي حضرتك عاوزه.
جلس فوق الأريكة فتوجهت بجانبه تاركة بينهما مسافة وبدأ حديثه ببعض المرح ليخفض من توترها وخۏفها الذي شعر بهما
أول عشان نعرف نتكلم بلاش باشا دي هتزعليني عشان دخلت شرطة بقولك عاوز اتكلم معاكي عادي مش قابض عليكي.
صمت لوهلة وتابع حديثه مرة أخرى متسائلا
هو أنا اسمي وحش اوي كدة مش عاجبك
حركت رأسها نافية وأجابته مسرعة
لأ طبعا اسمك حلو أوي والله.
عقب على حديثها بمرح مرة أخرى
طب امال ايه باشا دي عاوز اعرف اتكلم قولي جواد بس.
أشارت له ليتحدث مردفة بهدوء وبعض من الخجل تنفذ ما طلبه لتجعله يتحدث بما يريد
طب اتفضل اتكلم ياجواد.
ابتسم معحبا باسمه عندما يستمع إليه منها لكنه أسرع محمحما بجدية حتى لا يزعجها فسألها بهدوء
هو انتي ليه قولتي امبارح إنك مش موافقة تتجوزيني.
هربت من عينيه ونظراته المحيطة بها متطلعة أرضا بخجل وأجابته بتوتر
أنا مش موافقة...ومش بفكر في الجواز أصلا وبعدين مش محتاجة شفقة اللي حصل امبارح من مديحة هانم أنا متعودة وكان بيحصلي اسوأ من كدة منهم كلهم فشكرا ليك.
استشعر كم الحزن والألم الشاعرة بهم يود الاڼتقام من الجميع والٹأر لحقها لكنه حاول أن يظل هادئا حتى يستطع تكملة حديثه معها فسألها مرة أخرى متعجبا من حديثها عليه
ومين قالك أصلا أن انا عاوز اتجوزك شفقة ما لو كدة كان ممكن اشوف أي حل تاني
هقف قدام ابويا والكل عشان شفقة مثلا.
شعرت بالتوتر من حديثه هاربة من نظراته التي تعلن حبه لها تدعي جهلها لتفسيرهم حتى تتهرب من ۏجع قلبها وتمتمت متسائلة هي الأخرى مدعية عدم الفهم
ا... أنت قصدك إيه بعدين عاوز تتجوزني ليه لما هو مش شفقة...
ابتسم بثقة عالما ماتفعله الآن لكنه رد عليها بمهارة
عشان حاجات كتير أوي بعدين انتي رافضة ليه ماتديني فرصة وتجربي هتخسري إيه
أجابته بضعف وقد اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن
أ... أنا معنديش حاجة أخسرها ولا عندي حاجة أجرب بيها برضو أنا مستنية مۏتي بس.
ربت فوق يدها بحنان ورفع وجهها إلى أعلى حتى يجعلها تتطلع نحوه لترى حقيقة مشاعره نحوها نظراته التي تخبرها
متابعة القراءة