رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو 

موقع أيام نيوز


أنت لحقت تنسى اسمه.
أجابها ضاحكا بمرح وثقة مرتسم فوق ملامحه الجادة الهادئة
عيب عليكي أخوكي برضو ينسى حاجة مهمة زي دي أنا سألت عنه زي ماقولتلك.
لم تستطع أن تخفي فضولها وتوترها فأسرعت متسائلة بلهفة عاشقة حقيقية علمها جواد على الفور
بجد ياجواد! وطلع إيه كويس صح زي ماقولتلك
ابتسم بتعقل ابتسامة هادئة لهيئة شقيقته الجديدة عليه وأجابها بثقة هادئة متعقلا

اه طلع كويس ومحترم كمان والأهم من دة كله أن شكلك بتحبيه بجد.
ابتسمت سما بخجل متطلعة أرضا بصمت شاعرة بدقات قلبها تتسارع پعنف لم تستطع التفوه بحرف واحد فرفع جواد وجهها إلى أعلى مازحا معها
بتحبيه جامد على كدة انتي كبرتي امتى كدة يابت دة أنتي لسة كنتي عيلة صغيرة بتجري في البيت.
ضحكت بمرح ولازالت شاعرة بالخجل متمتمة بتوتر خاڤت
ي... ياجواد بس بقى متكسفنيش على فكرة مراتك هي كمان بتتكسف أكتر مني.
شاركها الضحك بمرح مغمغما بغرور زائف
لأ انا مراتي تعمل اللي يعجبها وتتكسف براحتها دي مرات حضرة الظابط جواد الهواري انتي فاكرة ايه.
أجابته بغرور هي الأخرى ضاحكة
وأنا كمان أخت الظابط جواد الهواري على فكرة بعدين الواحد هيغير من رنيم بقى.
احتضنها بحنان مربتا فوق ذراعها فانتهزت الفرصة متمتمة بضعف خاڤت وهي شاعرة بالخجل الشديد داخلها متلعثمة في حديثها بعدم انتظام خوفا مما سيحدث في حياتها القادمة
ط... طيب ياجواد يعني أنت هتساعدني بجد ع... عشان يعني بعد كدة نتجوز بس لما اخلص اخر سنة وهو يظبط حاله.
تنهد بصعداء وأجابتها بتعقل هادئ واتزان
اه هساعدك وهقف معاكي كمان طالما هو كويس وطموح وشاريكي والأهم أنك بتحبيه بجد ياسما.
ابتسمت بارتياح وعادت ابتسامتها تزين ثغرها شاكرة ربها لوجوده معها دوما لكن سرعان ما تذكرت امر هام هو الذي سيمنع كل شئ فغمغمت بتوتر وضعف
ب... بس ياجواد ب... بابا... بابا مش هيرضى اكيد مهما حصل.
ابتسم بهدوء ليطمئنها عندما لاحظ تغيرها المباغت خوفا من رد فعله القاسې مع الجميع
مټخافيش بابا أنا هقف قصاده مش هيقدر يعمل حاجة ولا أنتي مش واثقة في اخوكي.
ضحكت بسعادة لوقوفه الدائم معها لكن قبل أن تتفوه بأي كلمة وجدت فاروق يقتحم الغرفة صائحا پغضب حاد
اه انتي لازم تثقي فيه ماهو هيعمل اللي على هواكي واللي عاوزاه حتى لو ڠصب عن ابوكي وعن الكل فلازم يبقى حبيبك بقى تعملي اكتر من كدة ماهو مقويكي.
تشبتت بذراع جواد پخوف متمتمة بضعف متلعثمة
ل... لا والله ي... يابابا مش كدة بس جواد شايف ا... اني معملتش حاجة غلط فعشان كدة واقف معايا بس
صاح بها بحدة غاضبة اخرستها تماما
انتي هتردي عليا ماتحترمي نفسك وطول منا بتكلم مش عاوز اسمع صوتك سمعتي.
اومأت برأسها أماما بصمت خوفا من حديث والدها الصارم الذي يعكس مدى غضبه منها وعدم رضاه عما تريده ويتمناه قلبها.
وجه بصره نحو جواد يرمقه بنظرات حادة مغمغما بقسۏة غاضبة مشددا فوق كل حرف بتفوهه
أنت بقى هتساعدها بتاع إيه أنت مالك بيها طريقتك دي مش هتنفع معايا خاصة لسما بالذات ولا أنت عشان وقعت في جوازة اي كلام عاوز تعمل كدة معاها وتكوش على كله فالأخر دة أنت مش سهل.
حاول جواد السيطرة على غضبه هو الأخر مردفا بجدية حازمة محاولا انهاء الحديث الثقيل على قلبه بضراوة وكأنه لم يتحدث مع والده ففي الحقيقة لم تكن علاقتهما كوالد وابنه
مالها جوازتي أنا فرحان بيها وعمري ماكنت هبقى مبسوط زي دلوقتي وأنا هساعد سما عشان هي اختي ودة واجبي وانا عمري ما هبقى زيك واحرمها من حاجة عاوزاها خاصة لو مش هتضرها.
ازدادت نظرات فاروق حدة مغمغما بلهجة مشددة حازمة يملأها الڠضب
أنت فاكر أنك هتبان احسن بكلامك دة أنت عمرك ماهتعرف مصلحة بنتي اكتر مني ماتفوق لنفسك انت بس بتدور على مصلحتك مش اكتر من كدة.
طالعه جواد بتحدي غاضب من نظرته به شاعرا

أنه يتعامل مع شخص غريب لم يعلمه ليس والده وهتف بحدة هو الاخر
انا اللي بيهمني سعادة اختي بس أنت للأسف اللي بيهمك اي حاجة تانية غير سعادتنا وانا فعلا هقف معاها وهعملها كل اللي عاوزاه طالما صح ومغلطتش واديني معرفك.
تطلع نحو شقيقته وواصل حديثه بنبرة اهدأ
ارتاحي انتي ياسما نبقى نكمل كلامنا بعدين ياحبيبتي لما نبقى لوحدنا.
ظلت صامتة كما هي پخوف لا تعلم ماذا يجب عليها أن تفعل او تتحدث وهي في أمر هكذا كانت نظرات فاروق حادة غاضبة كأنها ستق تله لكن جواد لم يبالي ووقف يطالعه بجدية يخبره بنظراته انه لن يفعل شئ خاطئ ليصمت لأجله.
سار فاروق تاركا الغرفة بخطوات واسعة غاضبة مقررا ألا يصمت في ذلك الأمر بل سيفعل كل شئ حتى يجعله مستحيل..
غمغمت سما بتوتر وخوف بعدما ذهب والدها
ج... جواد بابا شكله مش هيسكت باين عليه أنه مش هيوافق خالص مهما حاولنا.
ابتسم لها بثقة لتهدأ وتطمئن عندما رأي حالتها الخائڤة وأجابها باتزان
مټخافيش اللي عاوزه ربنا هو اللي هيحصل اهدى بس وعاوزك تركزي في دراستك اهم حاجة.
ابتسمت له بهدوء وحنان فسار هو الآخر تارك الغرفة ليتركها ترتاح شاعرا بالډماء تغلي داخل عقله من والده القاسې الحاد الطباع الذي دوما يتعامل معه بقسۏة دون النظر لمشاعر من حوله.
ولج جواد الغرفة پغضب وجسد متشنج ذو عروق بارزة فرمقته رنيم بدهشة متعجبة لحالته التي تبدلت تماما بعد عودته من غرفة شقيقته.
اقتربت منه بهدوء جالسة بجانبه متسائلة بتعقل
في إيه مالك ياجواد ايه اللي زعلك كدة ما انت كنت راجع كويسة
ابتسم بهدوء أمامها حتى لا يجعلها تشعر بشئ مغمغما بلا مبالاه
مفيش حاجة يا رورو متشغليش أنتي بالك بس.
رمقته بعدم اقتناع وكادت تتحدث لتفهم ما به لكنها وجدته يضع رأسه فوق ساقها بهدوء لينعم من حنانها بدأت تمرر يدها بين خصلات شعره بحنان متسائلة بقلق
ج... جواد أنت متأكد انك ك... كويس بجد في إيه مزعلك
مسك كفها طابعا فوقه قبلة حانية بهدوء
مټخافيش أنا كويس اهو خليكي معايا بس.
اومأت تنفذ ما يريده پخوف من حالته ظلت صامتة لكنها تشعر بالقلق خوفا من أن يكون به شئ لكنها ستتحدث معه في وقت آخر لتفهم ما به وقبل أت يمر شئ وجدته يتحدث هو مغمغما بحزن
مش عارف هو عاوز ايه ولا بيعمل معايا كدة دة أنا ابنه هو في أب بيعمل كدة في ابنه.
أجابته بحزن شديد متذكرة تطابق حديثه وأفعال والده بافعال والديها القاسېة عليهما
في ياجواد في اكتر من كدة بكتير في بيرموا عيالهم ولا بيسألوا فيهم حتى انا اكتر واحدة مجربة.
اعتدل في جلسته عندما شعر بدموعها التي تسيل فوق وجنتيها بحزن محتضنها مغمغما بحنان
انا جوزك واهلك وكل حاجة ليكي سيبك من الكل اعملي زيي خليكي قوية زي جوزك حبيبك.
ابتسمت لطريقته معها مغمغمة بشغف لتجعله ينسى كل شئ يحزنه
انت عارف ان انت الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي كلها مش عاوزاك تزعل ابدا.
صمتت لوهلة بحزن وغمغمت متسائلة بحزن ودموعها تسيل فوق وجنتيها بصمت
تفتكر ك... كنت هبقى أم كويسة و.. ولا ربنا ع... عمل كدة عشان هبقى أم وحشة.
ابتسم بهدوء ليخفف عنها مقبلا كفها بحنو بعد استماعه لحديثه الذي يقطع أنياط قلبه
والله ما في أم ولا ست في الدنيا كلها احلى منك دة أنا محظوظ أوي عشان ربنا جمعني بيكي.
حديثه يجعلها تنسي كل حزنها تنسي ذاتها باكملها تود أن تنعم باقترابه منها وحنانه عليها فقط
في الصباح...
ولجت مديحة المكتب الخاص بفاروق مغمغمة بجدية غاضبة تظهر عدم رضاها ونفاذ صبرها
فاروق مش كفاية كدة أنا اروى بدأت تزعل وتزهق وأنا كمان وابنك عايش حياته مع البت دي كأنه ماصدق لأمتى هيفضل كدة ماخلاص يرميها ونخلص.
تنهد بجدية وعقله يفكر في أمر آخر وغمغم يجيبها ببرود
هو لحق يامديحة ما تهدي شوية هو هيزهق منها بس اصبري بعدين لما يلاقيني عاوزه يسيبها هيتمسك بيها أكتر لكن كدة هيزهق ويرميها من نفسه.
مصمصت شفتيها بضيق مردفة بتهكم ساخرا
اه بنتي تقعد مستنياه لغاية مايزهق وأنت مش هتدخل بس دة مش كلامنا يافاروق ولا اتفاقنا أنت بترجع في اتفاقك كدة ودة هيزعلنا كلنا.
هدر باسمها پعنف حاد أخرسها مشددا فوق حديثه عالما جيدا ماتعنيه بحديثها الماكر
مديحة بلاش الأسلوب دة أنتي عارفة كويس أوي أنه مش معايا أنا فاروق الهواري اللي يقف قدامي امحيه من على وش الأرض مينفعش تنسي كلامي لانك بتغلطي لما تنسي إنك بتتعاملي مع فاروق الهواري.
لم تتراجع عن حديثها مثلما تفعل دوما بل ردت عليه بجدية هي الأخرى
أنا منستش حاجة بس أنت بتظلم بنتي بعد ما اتفاقنا وخلصنا الاتفاق دة من زمان.
هب واقفا بجسد متشنج غاضب مغمغما بعصبية ضارية مسيطرة عليه
أنا مش فايق لكلامك بتاع كل شوية

أنا لسة عند كلامي وبنفذه شوفي مين اللي منفذش كلامه بقى وبيقول كلام عالفاضي.
قطبت مابين حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم
منفذتش إيه وقولته على الفاضي مانا عملت كل حاجة من زمان
تنهد بصعداء ناهيا ذلك الحديث بحزم مشدد
أنا مش قصدي كدة انتي مش قولتي هتبعدي سما عن موضوع الواد النصاب دة منفذتيش ليه كنتي بتثبتيني
ضحكت ببرود بعدما علمت مايريده مغمغمة بجدية وبرود
ماهي بعدت عنه اهو بعدين انت مكبر الحوار على الفاضي دة برصاصة كان زمانه خلص.
لازال رافضا تلك الفكرة مغمغما بتعقل جاد
ملوش لازمة اننا نعمل حاجة زي دي بعدين جواد كان بيسأل عنه يعني لو الواد حصله حاجة جواد هيعرف ومش هيسكت وقتها.
ازدادت ضحكتها ساخرة بعدما طالعته بدهشة من طريقته الغير معتادة وغمغمت متسائلة بمكر لتشعل النيران بداخله كعادتها
إيه يافاروق مالك شايفاك متغير عامل حساب لجواد كدة ليه من امتى وأنت بتفكر كدة
أجابها بحدة وشموخ ولازال متمسكا برأيه بتعقل
دة الصح واللي لازم يحصل مينفعش اتصرف بالسرعة دي انتي اللي مش فاهمة وبتتعاملي بتهور من غير ما تفكري في اللي بتعمليه.
رمقته بعدم رضا عندما رأته يقلل منها وأجابته بغيظ غاضب
لأ وماله ابقى اغير طريقتي زي ما أنت عملت.
لم يهتم بحديثها الذي بلا فائدة وسألها مردفا بجدية ونفاذ صبر 
سيبك من دة كله يامديحة هتعرفي تتصرفي في حوار سما زي ماقولتي ولا اشوف حل تاني.
التمعت عينيها بشړ وابتسامة ماكرة تشبهها زينت محياها مغمغمة بثقة وخبث مقررة انتهاز تلك الفرصة جيدا
لا هعرف اعتبره حصل وبعد عنها أنا هتصرف بطريقتي احسن تلاقي جليلة هي كمان بقت واقفة معاها وتجوزها.
لم يعقب على حديثها فرمقته بغيظ وخرجت من الغرفة متمتمة بجدية
خلص حوار ابنك دة بسرعة عشان أروى زعلانة.
خرجت من الغرفة تاركة إياه يفكر بصمت لما سيفعله مع أولاده الغير متفقين معه في شئ هما حقا يشبهون جليلة في جميع صفاتها وحنانها وهدوءها وقلبها الطيب هي من
 

تم نسخ الرابط