رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
يحتضنها لتهدأ قليلا بعدما رأها ترتعش وملامحها المصډومة يخشى أن يحدث لها شئ سئ لكنها باغتته بدفعتها القوية التي جعلته يرتد إلى الخلف مبتعدا عنها بعض الخطوات وغمغمت بضعف من بين دموعها
طلقني يا فاروق طلقني كفاية كدة.
سارت من أمامه متوجهة نحو غرفتها لم تستطع أن تظل أمامه تتطلع إليه بعد كل ما فعله بها هي اليوم وفي تلك اللحظة اكتشفت حقيقة أخرى لزوجها جميع حياتها معه السابقة كانت كڈب استطاع أن يخدعها بحبه الغير المتواجد كيف تتطلع نحوه وهو من قام بفعل كل ذلك بها! هو اليوم سبب ټدمير قلبها وحياتها تماما بعد علمها بالحقيقة التي أخفاها طيلة السنوات الماضية استطاع أن يخدعها بمهارة دون الإهتمام بمشاعرها..
وقف فاروق تحت تأثير الصدمة بعد استماعه لحديثها ونبرة صوتها التي آلمت قلبه تطلع نحو مديحة بنظرات حادة تعكس مدي الڠضب الذي يشعر به بسببها يسبها بداخله ولا يعلم ماذا سيفعل مع جليلة لأول مرة يراها بتلك الهيئة ولأول مرة تقرر الإبتعاد والإنفصال..
تفاجأ بها عندما رآها تضع ثيابها في الحقيبة وتعد ذاتها للرحيل أسرع مقتربا منها يمسكها من ذراعها بحنان لتتوقف عما تفعل مغمغما بتوتر
جليلة انتي فاهمة غلط والله الموضوع مش زي ما سمعتي اديني فرصة افهمك.
لا أنا دي المرة الوحيدة اللي أنا فاهمة فيها صح بقى مش هسمحلك تضحك عليا المرة دي خلاص يا فاروق كل حاجة اتعرفت ابعد عني وطلقني اللي بتعمله دلوقتي مش هيفيد بحاجة بعد اللي عرفته.
ظل ممسكا بها وغمغم بتوتر خوفا من فكرة ذهابها وابتعادها عنه
جليلة طب اسمعيني الأول نتفاهم الأول وبعدها هسيبك تعملي اللي عاوزاه اللي سمعتيه دة مش الحقيقة والله اسمعيني..
ابعد عني يا فاروق كفاية اللي عرفته مش عاوزة اسمع حاجة كفاية لغاية كدة كفاية اوي وابعد عني كل اللي عيشته معاك دة كان كدب.
لم تستطع منع ذاتها من البكاء مرة أخرى اجهشت في دوامة بكاء مريرة شاعرة بالشفقة على حالها وحياتها فقد عاشت عمرها بأكمله في حياة كاذبة يخدعها طوال الوقت كيف فعلها! ماذا فعلت هي لتتلقى منه ذلك!!..
لأ والله يا جليلة أنا بحبك بجد والله محبتش قدك اللي حصل دة كان زمان غلطة وللله وندمان عليها من زمان انا عمري
ما بصيت لواحدة غيرك صدقيني يا جليلة والله ما بكدب عليكي
ابتسمت من بين دموعها ابتسامة مريرة بحزن تبدي مدى القهر والحزن المتواجد داخلها وتمتمت بنبرة خاڤتة حزينة لكنها تحاول أن تتماسك وتدعي القوة لترد على حديثه التي لم تصدقه
صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها بصعداء وتابعت حديثها مستنكرة بدهشة
ازاي قدرت تعمل دة كله تكتب ابنك باسم اخوك عملتها ازاي أنت استحالة تكون فاروق جوزي اللي حبيته واستحملت كل حاجة عشانك..
حركت رأسها نافية عدة مرات وبكت پعنف متمتمة بنبرة خاڤتة بضعف
مستحيل... مستحيل تكون نفس الشخص اللي اتجوزته وحبيته مستحيل..
حاول تهدئتها خوفا من أن يحدث شئ لها أسرع يحتضنها مربتا فوق ظهرها بحنان مغمغما بهدوء
طب اهدي بس عشان خاطر العيال بلاش أنا اهدي أحسن يحصلك حاجة.
رمقته باستهزاء ساخرة منه مغمغمة بتهكم غاضبة نادمة على كل يوم في حياتها مر وهو معه
وانت بتهمك أوي مصلحة العيال سيبني امشي يا فاروق وابعد عني أنت طول عمرك بتتعامل معاهم غلط ولا اهتميت لمصلحة حد منهم دايما بسكت وبحاول اطلعك عكس كدة بس في الحقيقة أنت مش بتحب غير نفسك ومصلحتك أنا ظلمت نفسي وظلمت العيال دول معايا لما خليتك أب ليهم.
رمقها بذهول متعجبة لأول مرة يشعر أنها تراه بتلك النظرة هل هو حقا يفعل هكذا! لم يهتم سوى بذاته هذا نفس الحديث الذي يردفه جواد دوما وهو لم يعطيه اهتمام ها هي الآن تخبره نفس الحديث غمغم بعدم تصديق وذهول
جليلة انتي بتقولي ايه أنا بحبك انتي وهما وانتي عارفة أنكم اهم حاجة عندي أنا بعمل كل دة عشانكم..
ضحكت بسخرية مستهزءة حديثه الغير صحيح مغمغمة بضيق حاد
بلاش الكلام دة خلاص عشان عرفته لأ يا فاروق أنت لو بتعمل حاجة فبتعملها عشان نفسك زي ما كنت بتيجي على ابنك عشان نفسك وعاوز تجوزه ڠصب أنت أناني متستاهلش ولا حد من العيال دول ولا حتى أنا سيبني امشي وطلقني..
وقف في ذهول تام بعد استماعه لحديثها لا يعلم هل هذا صحيح بالفعل هو فعل بهم كل ذلك لأجل ذاته ليس لأجلهم لأول مرة يرى الحقيقة في أعينهم لكن كيف سينفذ طلبها هو لم يقوى على فكرة الإبتعاد عنها حاول التأثير عليها بهدوء وتعقل
جليلة مينفعش تمشي عشانهم هيقولوا ايه انتي عارفة أنهم مش هيسكتوا..
طالعته بحزن تام أنهك عينيها الباكية شاعرة بالوهن وتمتمت بضعف خاڤت
لا متقلقش مش هفضحك قدامهم ودة مش عشانك دة عشان عيالي ملهمش حق يشوفوا ابوهم بالنظرة دي بسبب اختياري الغلط..
رمقها ينظرات حزينة يملأها الندم مقتربا منها بحزن لاعنا ذاته على كل أفعاله ممسكا يدها بحنان مغمغما بصدق وصوت أجش نادم
جليلة أنتي عارفة أنتي ايه عندي والله يا جليلة ما بحب قدك.
جذبت يدها منه پعنف تزجره پغضب وتمتمت بسخرية تحمل بين طياتها حزن وقهر متواجد في قلبها ينهكه بعدما تلقت أكبر صدمة ډمرت قلبها
كنت فاكرة إنك بتحبني بس خلاص اللي حصل خلاني اكتشف الحقيقة كلها وعرفت قيمتي كويس عندك.
نفى حديثها مسرعا وتحدث بصدق ولوعة بالرغم من غضبه لرؤيتها بتلك الهيئة وجهها الشاحب كشحوب المۏتى وعينيها المتورمة من فرط البكاء لتلك الحقيقة الشديدة عليها التي علمتها اليوم
والله ابدا مفيش اغلى منك عندي كل اللي حصل زمان كانت غلطة والله غلطة وندمت عليها
تمتمت پغضب مبتعدة عنه محركة رأسها بنفي
عشان كدة عاوز ابنك يشيل غلطتك ويصلحها هو لما يتجوز أروى ڠصب عنه أنت قاسې وظالم أنا غلطت لما كملت معاك كل اللي حصل كان غلط ولازم تتصلح.
وقف لعدة لحظات متطلع أرضا بخجل من أفعاله الخاطئة لكنه كيف سيتركها تذهب هو لن يقوى على تركها حاول التأثير عليها بجدية وتعقل محاولا استمالة عقلها
جليلة مينفعش خالص عشانهم حتى مش عشان هيقولوا ايه انتي عارفة لو عرفوا حاجة هيحصل إيه وقتها.
رمقته بخذلان وضعف شاعرة بتخاذله معها وتمتمت بجدية مقررة تنفيذ ما تريده والتوقف مع ذاتها تلك المرة بدلا من تفكيرها في الجميع
ياما فكرت فيهم واستحملت كتير عشانك وعشانهم فالآخر أنت عملت إيه ولا عملت اعتبار لدة كله المرة دي لأ بقى.
دفعته بقوة إلى الخلف وحملت حقائبها متجهة نحو الخارج مقررة الذهاب وترك المنزل الذي سلب منها روحها وحياتها وفي النهاية تلقت الخېانة والحزن والقهر منه..
تفاجأت سما بهيئة والدتها فأسرعت مقتربة منها معترضة طريقها بقلق خوفا من أن يصيب والدتها شئ وتمتمت متسائلة بعدم فهم
في إيه يا ماما مالك! انتي رايحة فين هو ايه اللي حصل هاتي الشنط دي.
تناولت منها الحقائب وهى ترمق والدها منتظرة منه التحدث فأجابتها جليلة بإصرار بنبرة حزينة
ضعيفة
هاتي يا سما أنا ماشية خلاص اوعي كفاية لغاية كدة.
رمقتها بذهول متعجبة طريقة والدتها لكنها علمت أن بالطبع والدها قد فعل شئ كما يفعل دوما فاحتضنتها بحنان وتمتمت بتوتر
تمشي فين ياحبيبتي عاوزة تسيبيني أنا وجواد ده هو بيمشي ومتطمن على مراته عشان أنتي موجودة ياحبيبتي هو إيه اللي حصل بس.
اڼهارت باكية في أحضان ابنتها شاعرة بالتشتت كيف تخبرها بما يوجد بداخلها بالطبع لن تشوه صورة والدها أمامها مهما حدث لكنها لا تعلم كيف ستتركها هي وجواد وتذهب مبتعدة عنهما ظلت سما تحاول تهدئتها مردفة بحنان
اهدي طيب عشان خاطري تعالي معايا في اوضتي خليكي معايا ومتعيطيش عشان خاطري خلاص محصلش حاجة.
سارت معها بضعف وهي لازالت مشتتة لا تعلم ماذا تفعل بالطبع هما لن يتركونها تذهب دون معرفة سبب مفسر لكل ما يحدث وهي لن تقوى على إخبارهم الحقيقة لن تدع الأمر يصل إلى هنا فماذا يجب عليها أن تفعل! لكنها أيضا لن تتحمل كل ذلك بمفردها لن تستطع أن تكمل مع فاروق بعد معرفتها بالحقيقة...
صعدت مديحة نحو غرفتها بخطى واسعة مرتسم فوق وجهها ابتسامة واسعة لم تصدق أن حدث ما تتمناه تستمع إلى صياح جليلة وبكاءها بعد أن حدثت الفرصة التي كانت تتمناها وآتى اليوم التي ظهرت به الحقيقة التي تتمناها منذ أن حدث ذلك اليوم تشعر بتراقص قلبها فرحة بكل ماحدث شامتة لما فعلته في ذلك المنزل الذي تكرهه بشدة.
دلفت أروى لوالدتها وهي تشعر بالدهشة لسعادة والدتها المرتسمة فوق وجهها سألتها بعدم فهم
في ايه يا ماما وايه اللي بيحصل بين أونكل فاروق وطنط جليلة
اتسعت ابتسامتها وضحكت بغرور ثم تمتمت بمكر غامض
مفيش كل اللي عملاه جليلة ده عشان عرفت الحقيقة اللي كان مسيرها هتبان كان لازم تفوق وتعرف مكانها الحقيقي هنا وفي حياته.
ظلت أروى تطالعها ولم تفهم حديث والدتها فسألتها مرة أخرى
حقيقة ايه! وايه اللي عرفته طنط جليلة خلاها تقلب كدة في ايه يا ماما مش فاهمة
لم تجيبها مديحة وتشرح لها الأمر كما تريد فتمتمت ببرود ولا مبالاه
مش مهم سيبك من ده كله المهم أن حصل اللي أنا عاوزاه في الآخر..
طالعتها بعدم رضا وتمتمت پغضب حاد فهي الأخرى مثلها تشبهها في جميع صفاتها الخبيثة السيئة فامرأه مثل مديحة لن يوجد بها صفات حميدة بعد كل ما تفعله هي كل ما يقودها مطامعها وتحقيق أهدافها وجعلت ابنتها مثلها كل منهما لم يريد سوى مصلحته فقط
طيب يا ماما فين بقى اللي أنا عاوزاه انتي مش قولتي هتتصرفي وتظبطي الموضوع بتاعي في ايه دلوقتي بقى.
رمقتها بنظرات حادة وتمتمت بحدة غاضبة مشددة فوق حديثها
مين قال اني سيباه ولا مش عارفة اتصرف أنا عاوزة الموضوع دة يتم قبلك وأكتر منك بكتير.
سألتها أروى مرة أخرى وهي تبادلها نظراتها الغاضبة پغضب أكبر
يعني
متابعة القراءة