حكاية انتي مين للكاتبة منة فوزي
المحتويات
لا سلاح لديه
كان يفكر و هو متوجها بسرعة نحو المبني الخاص بالشيخ..
ادرك ان الامر انتح اريا و لكن لا يهم.. لن يتركها حتي لو ماټ في سبيل الامر..
فجأة سمع صوت بسبسة استدار علي امل ان يجد شخصا شهما متخفيا سيساعده.. و لكنه و جد شيئا اخر انها هي.. لقد ميزها في الظلام علي ضوء الڼار.. سليمة معافاة .. تقف بعيدا و علي وجهها ابتسامة عريضة..
ذهب اليها مسرعا و قبل ان ينطق رفعت يدها و ارته مفتاحا.. انه مفتاح سيارة..
قالت وهي ترتعش من البرد لو قعدنا هنا ھنموت من البرد زي الشيخ ما قال..
ثم لوحت بالمفتاح في يدها و قالت نستلف عربية لحد اول الطريق!
كان يرتعش هو الاخر .. اخذ منها المفتاح و ذهبا حيث تقف عدة سيارات اغلبها ذات الدفع الرباعي المناسبة جدا للصحراء.. ميز السيارة من اسمها علي المفتاح.. ركبا و انطلقا..
جوهمشي و را الطريق المتمهد..
شهد اياك متكونش شورة مهببة جديدة
جو بت..انتي جبتي المفتاح ازاي.!
شهد بفخر زي ما فتحتلك القفل في السطوح
جو متقولي خلصي
شهدصحيت لقيت نفسي هجمد وانت كلك عبارة عن حتة تلجة... قلت اما انط علي بيت الشيخ اضربلنا بطانية.. و انا باخد جولة جوة لقيت المفتاح.. قلت انها فكرة احسن من البطانية..
شهد في شغلي مفيش حاجة اسمها حظ ! يا شاطرة يا خايبة.. وانا شاطرة اوي... بس مسألتش يعني ليه انا قلت ان العربية فكرة احسن
جو ليه
شهد اصلي ملقتش جوة حريم..
اخيرا في البيت بعد رحلة شاقة.. جلس ممدا علي السرير بينما افترشت شهد فرشتها.. كل منهما يئن من آلآم في اماكن متفرقة من الجسم ..لقد تركا السيارة علي اول الطريق ثم استوقفا ميكروباص الذي اوصلهما لمكان الاتوبيس فاستقلاه للقاهرة بعد ان انتظراه كثيرا..
الفصل الرابع عشر.
جلست شهد علي كرسيها خلف كاونتر الاستقبال حيث تعمل.. كانت سارحة تماما تفكر في جو ظهرت علي وجهها ابتسامة حالمة و هي تتذكر الليلة السابقة حين تظاهر انه يساعدها في ترتيب وتنظيف المائدة بعد ان أكلا.. و كلما امسكت بغرض لتضعه مكانه تعمد ان يمسكه معها و يلامس يدها بيده.. وكأنها مصادفة..
كانت تسمع اصوات من حولها كأنها قادمة من بعيد..
انا قصيت شعري وصبغته وعملته.. و عملت مانيكييور و باديكييور
كانت هذه زبونة انيقة بشعر اشقر جميل تخبر هدي زميلة شهد عن ما تم عمله حتي تدفع الحساب..
سجلت هدي ما قالت السيدة في دفتر ثم قالت بابتسامة عريضة كده يبقي 300
استدارت هدي لتضع المبلغ في الخزنة الصغيرة..
بينما بقيت شهد تنظر امامها وهي مازالت هائمة في ملكوت اخر.. ثم وقعت عينيها علي الدفتر تأملته بدون ادراك.. كان مفتوحا علي الصفحة التي سجلت فيها هدي للتو حساب السيدة الانيقة..
داعبت خصلات شعرها في دلال .. كانت تقراء المكتوب بلا هدف..
مدام سها
قص 100
موزمبليه 70
مانيكييور 20
اجمالي 190
الم تقل السيدة انها صبغت و عملت باديكييور!! سرحت شهد تعيد ما قالته السيدة في رأسها.. هي متأكدة انها قالت صبغت حتي ان اللون لفت نظرها.. كان انيقا جدا ..
ايعقل ان تكون هدي غير منتبهة للامر!
شهد هدي.. مش الست دي قالت انها صبغت شعرها.. مش مكتوبة في الحساب
هدي بحدة قصدك ايه يا شهد بتراجعي ورايا.. بقي انا اللي سيباكي قاعدة طول النهار سارحانة ومش مركزة في شغلك و قلت بلاش اسخف عليكي .. تقومي تتهميني اني انا اللي مش مركزة!!
شهد انا متهمتكيش بحاجة.. انا بلفت نظرك بس.. الست شعرها باين انه مصبوغ و قالت انا صبغت! و الحساب مش مكتوب فيه الصبغة... و علي فكرة و لا كمان مكتوب فيه الباديكييور..
هدي انا و الله مش مجبرة ابررلك واعيدلك اللي فاتك وانتي سارحانة.. ابقي بعد كده امسكي انتي الحساب لما انتي شاطرة قوي كده..
ثم نهضت من مكانها وتوجهت نحو الحمام قائلة اتفضلي امسكي مكاني بقي وانا فالراحة.. و ريني شطارتك!
كانت شهد محتارة و مترددة فعلا .. هي بالفعل لم تكن منتبهة.. ولكنها متأكدة مما سمعت.. لقد صار الامر حرجا.. فاما ان هدي ڼصابة .. او ان شهد تظلمها ..
اعادت شهد المشهد السابق في رأسها و فجأة تذكرت شيئا اخر.. لقد قالت هدي ان الحساب 300 ..هذه هي متأكدة منها مائة بالمائة.. فتحت شهد الصفحة مرة اخري لتجد ان الرقم المكتوب هو 190..
لامجال لأن تكون هدي مظلومة..
أخصصصصص! اه يا بنت الحرامية يا ڼصابة.. هكذا قالت شهد في رأسها و هي متجهة الي الحمام..
دخلت دون ان تطرق لتجد هدي و بعض الفتيات من الزميلات يقفن امام المرأة ..بعض منهن يتحدثن معا..ومنهن من تأخذ جانبا للتدخين و منهن من تهندم حالها..
نظرت هدي بامتعاض لشهد.. و ابدت و جها مستاءا ظنا منها ان
شهد اتت للاعتذار..
اقتربت منها شهد .. تفحصتها جيدا مما جعل هدي تقول نعم بتبصيلي كده ليه! طبعا ملكيش عين تتكلمي بعد الكلام البايخ اللي قلتيهولي.. عموما لو عندك حاجة اتفضلي قوليها دلوقتي
وبدون سابق انذار.. امسكت شهد ياقة قميص هدي و دفعتها للخلف لتصطدم بالاحائط.. صړخت هدي و تدخلت الفتيات المندهشات للتفريق بينهما الا ان شهد دفعت بقوة اول فتاة حاولت لمسها مما جعل البقية يخشون الاقتراب.. جذبت شهد هدي من شعرها القصيروهدي تصرخ .. ثم دست يدها في قميصها من فتحة الصدر و بعد لحظة خرجت يدها و بها لفة نقود..
ثم قالت انا مش عارفة مين فينا دلوقتي اللي ملوش عين!
انفتح الباب بقوة و دخلت حنان.. صاحت ايه الصوت العالي ده!! صوتكم و صلني لحد برة.. انتوا اجننتوا! مين اللي بتصرخ كده
ثم تسمرت مكانها ما ان رأت رأس هدي في يد شهد و يدها الاخري بها لفة نقود كبيرة..
قالت پغضب دي خناقة علي فلوس دي بأة و لا ايه ان شاء الله! انتي يا شهد اللي بتعملي كده!.. بعد كل اللي اتعلمتيه برضه مش قادرة تنسي انتي جاية منين..
بالطبع اغضب شهد حديث حنان فتوجهت اليها و وضعت النقود في يدها پعنف و قالت اتفضلي فلوسك.. وابقي راجعي دفاتر الحساب.. ووفري زعيقك للي بيسرقوكي!
وخرجت من المكان بسرعة غاضبة بشدة..
عادت للبيت لتجد جو نائما..
جلست علي الكرسي بجوار الشباك وهي علي وشك البكاء.. لم تتوقع ان تسمع كلمة مثل تلك من حنان بالذات.. لقد اهانتها امام الفتيات .. ما قالته المها جدا...
تقلب يوسف في السرير وفتح عينه ليجد شهد جالسة .. انتفض من مكانه و قال مڤزوعا في ايه ايه اللي جابك بدري عدوي ظهر و لا ايه
استدارت له شهد ثم نهضت من مكانها و ذهبت اليه ..جلست بقربه علي السرير و القت برأسها علي كتفه واڼهارت بكاءا..
رفع جو رأسها و امسكه بيده قائلا في عصبية في ايه يا بت اكلمي!
قالت شهد بصوت باكي كالاطفال انا مش هرجع الشغل تاني
جو ليه
شهد اتخانقت هناك.. و حنان هزقتني جامد
هدأ قلق جو تماما عندما فهم ماهية الامر.. لقد ذهب به بكاؤها الي اشياء اخطر بكثير.. حمدا لله
ربت علي كتفها و قال بهدوء و حنان ايه اللي حصل يعني احيكيلي.. ثم قبل اي حاجة.. حنان طيبة جدا وممكن تزعق و تقول كلام دبش متقصدوش..
قالت شهد و هي مازالت تبكي لا تقصده! تقصده عشان هو فعلا صح!
قال جو و هو يمسح دموعها من علي وجنتيها طب بس كفاية عياط و احكيلي اللي حصل
حكت له شهد ما حدث بالتفصيل..
فرد جو مستنكرا هي البت دي هبلة و هي ازاي الحسابات مش منظمة كده.. اي حد بيكتب اللي مزاجه.. الكلام ده له اصول.. دي تلاقيها بتتسرق من زمان و هي مش دريانة
شهد بغيظ هو ده اللي همك!! مش همك انها قالتلي كده قدام الناس..
ابتسم جو وقال عشان انا عارف اننا لو استنينا شوية هتلاقيها جاية لحد عندك تعتذرلك وتبوس راسك .. حتي بدون ما تعرف انك كنت بتجيبيلها حقها
قالت شهد پغضب كالصغار حتي لو جت .. عمري ما هسامحها ابدا.. دي عايرتني بأصلي..
قال جو مبتسما حقك.. لو انتي عايزة كده محدش يقدر يغلطك..
عقدت حاجبيها كانت تريده ان يثنيها و يرجوها ان تصالح حنان..
جو بس قوليلي.. من امتي الشرف ده كله
شهد بغباء يعني ايه
جو يعني هي البت اللي اسمها هدي دي قلبت القرشين قبليكي.. ايه يعني اللي حمقك اوي و خلاكي تضربيها في الحمام
ولأول مرة من لحظة ما حدث.. وقفت شهد امام نفسها لترى الامر من هذا المنظور.. ما وجه اختلاف هدي عنها.. كلتاهما لصة!
لو كان مبدأ شهد الا تسرق المعدمين وتوجه نشاطها نحو من يملكون الخيرات علي حد تعبيرها.. فهدي إذن لم تفعل ما يخل بمباديء شهد .. فحنان لديها الكثيرو الكثير من الخيرات.. لقد ڠضبت شهد من هدي لأن حنان صديقتها.. اهذا يجعلها افضل من هدي!
تذكرت كم احتقرت هدي عندما ادركت انها سارقة.. هل تنظر اليها حنان بهذه الطريقة هل ينظر اليها جو كذلك!!
قالت في محاولة لتغير صورتها في عينه عشان لما اسړق واحدة بتأكلني عيش و مأمناني علي فلوسها ابقي واطية مش بس حرامية..
جو بهدوء و لكن بجدية يا شهد السړقة نفسها وطيان .. انتي بتحكمي علي اللي بتسرقيه انه يستاهل السړقة و لا لأ علي اساس ايه اشعرفك اللي سرقتيه منه ده هو جايبه ازاي.. و لا عزيز عليه قد ايه
شهد و الدموع تملأ عينيها انت هتديني محاضرة.. انا ناقصاك متبص لنفسك.. هو الخواجة و لا الريس عبود دول يعني كاملين الاوصاف في الشرف
جو ولا حتي انا كامل الاوصاف.. بس انا علي الاقل بقدم شغل و باخد مرتب عليه اخر الشهر.. مبخدش حاجة مش من حقي
صمتت شهد و تركت دموعها تنهمر.. فكرة ان يوسف يراها كما رأت هي هدي مزقتها من الداخل..
وضع يده علي ظهرها و ربت عليه ثم قال عشان انا شايف انك بت جدعة و قلبك نضيف.. اصريت انك تبعدي عن كارك ده.. و حكمت دماغي انك تشتغلي في حتة وتقبضي حق ما اشتغلتي.. واحدة زيك خسارة في القرف ده.. انتي يا شهد تستاهلي تبقي احسن من كده.. انا نفسي اشوفك احسن و احدة .. عشان بالنسبالي انتي احسن واحدة
كم هو جميلا ورائعا..
كم اراحها و اراح قلبها المضطرب..
لقد انستها كلماته كل ما شعرت به قبل قليل من
متابعة القراءة