الملك والنسر

موقع أيام نيوز

كان في قديم الزمان ملك عظيم يحكم مملكة واسعة وله رعية تحبه وتطيع أوامره. ومع ذلك كان الملك حزينا دائما لأن الملكة كلما حملت وضعت طفلا مېتا.
في أحد الأيام بينما كان الملك جالسا في حديقة قصره يفكر في مصيبته هبط نسر كبير أمامه وقال له أيها الملك العظيم! إنني أستطيع أن أبعد عنك الحزن إذا وعدتني بتنفيذ ما أطلبه منك .

نظر الملك إلى النسر بدهشة وأكمل النسر كلامه سوف تعيش لك أميرة جميلة لا مثيل لحسنها في الدنيا بشرط أن تسمح لي بأخذها يوم زواجها.
فكر الملك قليلا ثم رضي بشرط النسر لأنه يحب أن يعيش له طفل مهما كان الثمن. وعند ذلك صفق النسر بجناحيه وغاب في الفضاء.
صدق وعد النسر وحملت الملكة ثم ولدت طفلة جميلة فاحتفل الملك بولادتها احتفالا كبيرا ووزع الهدايا وأنعم على الفقراء والمساكين وسماها نسرين ..
مضت الأيام وأصبحت نسرين صبية رائعة الحسن والجمال. وبدأ الأمراء يخطبونها من أبيها وهو يرفض تزويجها لأي منهم بسبب وعده المشؤوم للنسر وهو لا يستطيع أن يبوح لأحد بسره ولا يريد أن يفقد ابنته. ولهذا عاد الحزن يسكن قلبه وحزنت الأميرة لحزن أبيها ولرفضه تزويجها دون سبب.
في إحدى الغابات البعيدة كان يعيش حطاب شاب بهي الطلعة حسن الأخلاق يعمل طول النهار ويأوي إلى كوخه في المساء. كان اسمه شادي.
ذات مساء طرق بابه رجل غريب فأسرع شادي وفتح الباب ورحب بالزائر الغريب وأخذ يعد له المكان ويحضر له الطعام والماء الساخن.
عندما قدم له الماء نظر الى عيني الزائر فرأى شيئا غريبا جعله يجمد في مكانه.
فقال له الزائر لا تخف يا عزيزي أنا اسمي ناظر وعيناي هاتان هما زمردتان أستطيع أن أرى بهما ما أريد في أي مكان في الدنيا ولي أخوان أحدهما أسمه سامع يملك أذنين كبيرتين يستطيع بهما أن يسمع صوت الإبرة وهي تسقط في أعماق البحر وآخر اسمه مجنح له جناحان كبيران يستطيع بهما أن يصل الى أي مكان في الدنيا بأسرع من لمح البصر. وسأفكر في طريقة لمكافأتك على
حسن استقبالك لي.
أمضى ناظر أياما في ضيافة الحطاب فازداد إعجابا به وأحب أن يفتش له عن أجمل عروس في ذلك العصر. فحرك زمردتي عينيه ذات اليمين وذات الشمال فأخذ بريقهما يزداد سطوعا والحطاب ينظر اليه ويتعجب من حركة عينيه ثم فجأة قال أبشر يا شادي لقد وجدت لك فتاة لا نظير لها في الدنيا وسأطلب من أخي سامع أن يكشف لنا عن سبب حزنها. قم معي اليه.
أقفل شادي باب كوخه وودع حيوانات الغابة ثم سار مع ناظر الى بيت أخيه.
في الطريق قال ناظر إياك أن تسخر أو تضحك من كبر أذني أخي وإلا امتنع عن مساعدتنا فوعده شادي بالسمع والطاعة
 

تم نسخ الرابط