ابنتي
المحتويات
تحمد ربها قائلة ببسمة باهتة لم تصل لعيناها
حاسة إني مرهقة هدخل أوضتي اكلم يامن وبعدين هنام
مش هتاكلي يا بنتي
اكلت مع نغم
أومأت لها ثريا وربتت على يدها بحنو بالغ جعل نادين تتمتم
أنا بحبك اوي يا ماما ثريا عارفة لو كانت امي لسة عايشة مكنتش هتبقى حنينة عليا أدك
أنا بدعي ربنا يديمكم ليا أنا مليش غيركم ومقدرش اعيش بعيد عنكم علشان خاطري مهما حصل اوعي تقسي عليا
لأ...انا اللي خاېفة ازعله ومعرفش اراضيه
هو ما بيزعلش منك أنت عارفاه قلبه أبيض من اللبن الحليب هو اه ساعات ليه قلبات ما يعلم بيها إلا ربنا بس والله طيب وبيحبك ويتمنالك الرضا ترضي...
اغمضت عيناها پألم واستأذنت منها لتدخل تستريح بغرفتها وهي تدعي الثبات رغم الړعب الذي يسكن قلبها فنعم هي محقة لذلك دعت الله بسرها أن يرأف بها.
أطمئن على والدته بالأول ليجدها تغط في نوم عميق ثم بعد ذلك سار بخطوات حثيثة نحو غرفتها ظنا منه انها نائمة ولكن حين فتح بابها وجدها تجلس منكمشة داخل فراشها ليدخل ويغلق الباب لتنتبه هي لوجوده وتهرول إليه وترتمي بين يديه قائلة بلهفة
وحشتني يا يامن
قلب يامن وروحه وعمره أنت وحشتيني اكتر...أيه اللي مسهرك كده
بررت بقلب منقبض وبملامح باهتة وهي تتوجس خيفة من رد فعله
معرفتش أنام وكنت مستنياك عايزة اتكلم معاك
أخرجها من بين يده وقال بإرهاق
لا كلام ايه انا هلكان وھموت وانام أجليها للصبح
بس...
حاولت أن تصر عليه كي تزيح ذلك الحمل الثقيل عن كاهلها ولكنه منعها قائلا بحنان
مش عايزة انقل الملكية أنا وأنت واحد وبعدين أنا عايزاك جنبي ومش مهم الشغل سيبه ېخرب انا مش فارق معايا
بس أنا مش عايزاك تبعد عني وخصوصا الفترة دي
لم ينتبه لتلميحها بل حتى انه شاكسها
كل ده علشان غبت عنك شوية...لأ ده انت بقى وضعك خطېر ويظهر كده والله اعلم بتحبيني
خرجت من بين يديه وكوبت وجهه هامسة بمشاعر صادقة وعيون غائمة بالكثير
بلاش سيرة المۏت...بلاش تقوليلي بمۏت فيك ...قوليلي هعيش ليك.
هعيش ليك وبيك و مهما
تعمل فيا مش هزعل منك و هحافظ عليك ولو معرفتش اعرف إني ھموت بعديك.
قولت بلاش سيرة المۏت... وبعدين من ناحية اللي هعمله فيك فأنا هعمل فيك كتير... أنا هكلك أكل يا مغلباني ومش هفارقك ابدا حتى في احلامك
رغم أنها لم تكن تقصد ما تفهمه إلا انها توهجت تحت نظراته ونكزته هامسة بخجل
على فكرة أنت بقيت قليل الأدب...و بطل تكسفني يا رخم...
عارف إني رخم بس ده ميمنعش انك بتعشقيني مش كده
بعشقك يا يامن وكل حب الدنيا مش كتير عليك
كفاية الله يخليك أنا صامد بالعافية ومش عايز اتهور...انا هروح انام...تصبحي على خير
اختصرت المسافة التي صنعها ومنعته وهي تكوب وجهه من جديد هامسة بإحتياج تملك منها
أنا مراتك ومحتاجة قربك يا يامن...
بأنفاس مضطربة قائلا بتحذير صريح
بتعملي أيه
نادين بلاش تختبري صبري وارحميني ...
محتجالك...
نفسي احس بالاحساس ده معاك
نادينبلاش نتسرع أنت متستهليش مني كده
بلاش تحرمني من قربك وتعالى نضحك على الزمن ونوقفه ونسرق منه وقت لينا... لتستأنف بعقلها سبلي ذكريات علشان لو سبتني اعيش عليها
لينطق لسانها
محتجالك
ثم..
غمامة ضبابية من الدخان تخيم فوق رأسه وتغشي على عينه وتغيب عقله فكان يجلس في تلك الشقة الفاخرة الذي ابتاعها لها كي ينال شرف قربها ولكنها خربت كافة آماله نحوها.
فقد رفع رأسه من على سطح الطاولة بعدما ثبت تلك الاسطوانة الدائرية الرفيعة على تلك السطور المتوازية التي صنعها ثم سد فتحة واحدة من منخاره بإبهامه و استنشق بقوة مستمتعا من تلك الجرعة الوفيرة من السعادة الوهمية التي تمنحها تلك السمۏم البيضاء ليعتصر عينه بقوة يقاوم تأثيرها الجبار على جهازه العصبي ثم دون أن يمنح اجهزته الحيوية هدنة كان يلتقط
سيجارته الذاخرة المشټعلة ينفث دخانها كي يلهي عقله عن التفكير بها ولكن كان الأمر شبه مستحيل بالنسبة له فعندما يتعلق الأمر بالفوز والخسارة لابد أن يكون هو الرابح الوحيد.
وبعد هالك يا صاحبي كفاية كده انت طينت الدنيا
قالها فايز بعدم رضا ليزمجر طارق غاضبا بكل عنجهيجة وغرور
متقوليش كفاية وملكش فيه...أنا هتجنن...هتجنن وبرج من دماغي هيطير وأنت بتقولي كفاية
يعني اللي بتعمله ده هيغير ايه
معرفش اهي حاجة بتوقف عقلي عن التفكير والسلام بدل ما أروح اقټلها واقتل الغبي اللي
متابعة القراءة