بصوت عذب جميل وفي يوم من الأيام خطبني راع من رعاة الغنم. وكنت سعيدة في حياتي مع أسرتي. وقبل أن أتزوج بيوم واحد لبست ملابس الفرح والعرس لأجربها على نفسي وأتأكد من أنها مناسبة لجسمي. وأخذت أغني غناء يدل على أني مسرورة سعيدة فسمعني الساحر الشرير وهو مار في الطريق يلبس كما يلبس الفلاحون الذين يزرعون الأرض وأعجب بصوتي فدخل من باب حجرتي كأنه زوبعة أو ريح شديدة وأخذني وأنا بملابس الفرح وحملني إلى هذه الغابة وطار بي كالريح في الجو وأخذت أصيح بأعلى صوتي وأطلب من يساعدني ويخلصني من بين يديه وخرج خطيبي وأهلي وأقاربي ورائي وحاولوا إنقاذي فلم يستطيعوا ورجعوا كما أتوا. ومنذ ذلك الوقت أعيش طائرا في الغابة وأغنى للساحر في أي وقت يريده وأشتغل كأني مغنية خاصة به. تألم نبيل لحالها وفتح الصندوق وأخرج منه المرآة السحرية وأبعدها عن وجهه وقال لها انظري إلى المرآة وكررى هذه العبارة السحرية أت سرب ثلاث مرات ليزول عنك السحر وترجعي إلى صورتك الأولى. نظر الطائر إلى المرآة ونفذ ما أمر به فتحول الطائر في الحال بقدرة الله إلى فتاة جميلة تلبس ملابس الفرح والعرس كأنها في ليلة الزفاف والزواج. عجب نبيل كل العجب وتأكد أن هذه خطيبة الراعي. ولحظ أنها صغيرة السن في حين أن عريسها الذي انتظرها كل السنوات الطويلة الماضية صار هرما كبير السن أبيض الشعر مجعد الوجه.
أسرع نبيل وذهب إلى المكان الذي ترك فيه القطة البيضاء والقمر طالع. وتبعته العروس الجميلة فوجد القطة تنتظر رجوعه وقد استغربت حينما رأت معه هذه العروس. فقال لها لقد أخذت المرآة السحرية من الساحر وعرفت الكلمة السحرية التي يزول بها السحر وقد رجعت إلى صورتها الأولى وصارت الآن حرة ولا سلطان لأحد عليها. وقد عاقب الله الساحر وصار ضفدعة وزالت عنه قوته السحرية بعد أن أخذت منه الصندوق المعدني ومفتاحه والمرآة السحرية ولم أقتل الضفدعة وتركتها لحالها. ويكفي عقاپا للساحر أن تكون ضفدعة طول حياته. فتح الصندوق وأخرج منه المرآة
وناولها للقطة البيضاء فنظرت إليها وكررت العبارة السحرية ثلاث مرات فزالت القطة وتحولت إلى صورتها الجميلة الأولى ووقفت مكانها ابنة العمدة التي خطفت ليلة عيد ميلادها أمام نبيل . رآها نبيل فأحس أنه وجد أخيرا الفتاة الكاملة التي يريد أن يتزوجها. وتأكد أنها ابنة العمدة المخطۏفة ابنة الشيخ مصطفى. وحينما طلعت الشمس ذهب نبيل وابنة العمدة وعروس الراعي إلى مدخل الغابة المسحورة فوجدوا الطيور الثلاثة البيضاء لا تزال نائمة كما تركها فأخرج نبيل المرأة من صندوقها وحركها أمام الطيور النائمة وكرر الكلمة السحرية ثلاث مرات فتحولت في الحال إلى ثلاثة أحصنة بيضاء وأخذت تصهل كأنها تريد أن تترك هذه الغابة السوداء. ركبت ابنة العمدة حصان وركبت عروس الراعي حصانا آخر وركب نبيل الحصان الثالث ورجعوا جميعا وكان نبيل في المقدمة لأنه عرف جيدا أن الراعي الأمين ما زال ينتظره تحت الشجرة في الحقل وأمامه الغنم. فكر نبيل وهو راكب كيف يكون شعور الراعي الكبير السن حينما يرى عروسه لطيفة الجميلة ثانية وكيف يكون شعورها حينما ترى عريسها بعد هذه السنوات الطويلة وتحس أن حبه العميق لا يزال في قلبه كما كان عندما خطفت منه وأنه انتظرها عشرات من
السنين ولم يفكر في غيرها
واستمر مخلصا لها الإخلاص كله تلك السنوات الطويلة.
وحينما وصلوا إلى الراعي عرف عروسه وناداها باسمها وعرفته ونزلت من فوق