بدر الجمال

موقع أيام نيوز


في كامل وعيه بسبب تلك المخډرات التي يتناولها احيانا... 
خاصة حينما نطق بنبرة غريبة وهو يتفحصها
أنا لاقيتك مابترديش على تليفوناتي فقولت لازم اجي اشوف في إيه
فهزت مريم رأسها نافية وبملامح متجهمة أجابته
لأ مفيش الحوار اللي كنت هتساعدني فيه وهتاخد القرشين خلص خلاص! فمبقتش محتاجة مساعدتك ولو في حاجة تاني هبقى اقولك
ثم توجهت نحو الباب تنوي فتحه وهي تستكمل ببرود
ودلوقتي يلا بقا من هنا يا حسن ومتطلعش هنا تاني! 
فصاح الاخر بضيق واضح
أنتي بتطرديني يا مريم افهم إيه من كلامك ده يعني! 
فعقدت مريم ذراعاها معا ثم قالت وهي تضغط على كل حرف قاصدة إياه

يعني مش عايزه أشوفك تاني يا حسن ومتشكرة ليك ياخويا على محاولتك
ليشيح حسن بيداه بطريقة همجية ويزمجر فيها پجنون كان وقوده المخډرات التي اذهبت عقله
ده إيه اصله ده هو انا لعبة في ايدك! تعالى يا حسن امشي يا حسن لااااا مش انا اللي ابقى لعبة في ايد مره! 
ثم اقترب منها ببطء 
هو انتي كل ده مش واخده بالك! 
فابتلعت مريم ريقها وهي تسأله بريبة
واخده بالي من إيه! 
فجذبها له بحركة مباغتة يلصقها به وهو يتابع همسه المريب
إني عايزك أنت يا جميل 
كادت مريم تصرخ وهي تدفعه بعيدا عنها ولكنه أحكم قبضته على فاهها وهو يهز رأسه نافيا بهدوء غريب مرضي
تؤ تؤ خلينا حلوين مع بعض عشان منزعلش من بعض! 
فارتفع الادرنالين لدى مريم وهي تحاول التملص من بين يداه بهيستيرية خاصة حينما رأت الإصرار ينضح من عيناه... ولكنها شعرت أنه ليس هناك مهرب.... اصبح قلبها ينتفض في فزع مهلك هي كانت تشعر داخلها أن النهاية ستأتي لا محالة ولكن لم تتوقعها أن تأتي سريعا وتكون عقاپ لها ايضا...! 
الفصل التاسع عشر الأخير 
بعد مرور ثلاث أسابيع....
خرجت ليال من المرحاض تجفف وجهها بعد عودتها من الخارج وتلك الابتسامة اللامعة تشرق ملامحها... حتى تلك اللحظة لا تصدق نتيجة التحليل التي أكدت أنها.... حامل! 
نبضة هادرة عڼيفة سيطرت على كلها وهي تحيط بطنها بيدها وذلك الشعور اللذيذ الرائع ينثر وهجه الساطع بين ثناياها... يا الهي.. تحمل قطعة منه بين احشائها.. قطعة ستصبح القفل المتين الذي سيحيط قلبيهما ليحفظ تلك العلاقة بعيدا عن صدئ الماضي....
توجهت نحو يونس الذي كان جالس ممسكا باللابتوب الخاص به يعمل بتركيز لتتنحنح وهي تجلس جواره مباشرة متمتمة بصوت خاڤت
يونس
فهمهم وتركيزه مسلط على ما يفعله فأكملت ليال بغيظ لأنه حتى لم ينظر لها
يونس ركز معايا شوية 
فرمى نظرة خاطفة نحوها وهو يعود ببصره لما يفعل وتمتم في هدوء
ايوه معاكي اهوه يا حبيبتي
فكزت ليال على أسنانها ثم انتشلت اللابتوب من بين يداه لتغلقه وهي تقول من بين أسنانها بحنق
اهوووه اللي مش مخليك تركز معايا ركز معايا بقا لو مفيهاش اساءة ادب
فزفر يونس على مهل وهو يستدير نحوها يسألها برقة محاولا امتصاص غيظها وڠضبها
معاكي يا حبيبتي في إيه لكل ده! 
فنهضت ليال لتقف امامه مباشرة ثم وضعت كفها على بطنها تتحسسه ببطء وتلك البسمة المثقلة بالمشاعر تعود لتستوطن ثغرها ولكن سرعان ما محيت تلك الابتسامة حينما سمعت يونس يردد قاصدا مشاكستها
إيه ده كرش ! اه منا واخد بالي منه من زمان
فأردفت ليال من بين أسنانها والغيظ يتربع داخلها
كرش!! هو ده اللي لفت نظرك! 
ثم نظرت لبطنها وهي تتلمسها من جديد ليهز يونس رأسه يتابع وهو يضرب كفا على كف بنبرة مشاغبة
طب والله كرش يابنتي لو عامله رچيم والمفروض أقولك الكرش راح نبهيني طيب! 
لتزمجر ليال فيه بانفعال وهي تحيط  وكأنها على وشك قټله في التو
لأ انت فاكرني رقيقة ده انا قتالة قتلة 
فضحك يونس وهو يتلقفها بين أحضانه مردفا من وسط ضحكاته بنفس النبرة الشقية التي استفزتها
اهدي بس يا حبيبتي الكرش علامة من علامات الجمال برضو
لتصرخ فيه ليال بحنق طفولي وهي على وشك البكاء
أنا حامل.. حامل يا أبو النباهه يا عديم الرومانسية والاحساس والمشاعر! 
ليتجمد يونس مكانه وتلك الهالة العڼيفة من المشاعر تضربه مرة واحدة ليشعر بها كصاعق كهربائي أصاب بؤرة جوارحه.... هو راوده شك حينما تحسست بطنها ولكنه لم يتيقن... ولكن حينما تيقن.... أحس أن كل ذرة به تصرخ كالبوق في احد الحروب لتهلل بفرحة معلنة أحد اهم سطوره في صفحة هذه الحياه...!
فنهض من الأريكة ينظر نحو بطنها تارة ونحو وجهها تارة وهو يسألها وقسماته تصرخ عدم تصديق وسعادة هل طيفها على الأبواب
انتي بتتكلمي جد! حامل حامل
يعني 
فأومأت ليال مؤكدة بحماس طفولي وابتسامة حلوة واسعة وهي ترى تلك اللمعة تضوي كالقمر في ليلة مظلمة
ايوه والله العظيم حامل وبعد ٨ شهور بالظبط هتبقى ابو يزيد
ودون مقدمات كان يونس يحملها ليدور

بها بسرعة پجنون... وضحكاتهما تتعالى لتنشر البهجة في ارجاء الغرفة لتعلن أن الفرح الذي كان يستوطن حياتهم... قد تم تتويجه عليها في تلك اللحظات...! 
ثم أنزلها يونس ارضا لتقفز وهي تصفق صاړخة بفرحة طفولية عارمة والسعادة والحماس قد وصلت اقصاها حد السماء
هنغير يونس وهتبقى ابو يزيد واخيرا
 

تم نسخ الرابط