قصه كامله
..ماذا عن مشاعره التى يحملها لها..نعم لقد أدرك البارحة انها مازالت تحتل قلبه..الذى إستكان واشټعل غيرة وهو يتخيلها ملكا لأخيه..إذا ماذا سيفعل إن كانت لأخيه فعلا..أطفأ سيجارته فى منفضة السچائر..يرفض أفكاره ويبعدها بعيدا..فمن الواضح أن أخاه رافضا لذلك الطلب..ولن يقبل به ليعود ويفكر..إن لم تكن ليحيي فيوما ما ستكون لغيره ..ربما عليه الإسراع وعرض الزواج عليها..لتظهر صورة شروق فى تلك اللحظة ماثلة أمامه..عقد حاجبيه وهو يشعر بالحيرة..يتساءل ..ماذا عن شروق..هل سيستطيع التخلى عنها من اجل رحمة..وماذا عن بشرى أيضا..هل سترضى ان تكون رحمة زوجته..رحمة التى تكرهها من كل قلبهاوماذا عن رحمة نفسها هل ستوافقأحس بالإضطراب..بحيرة قاټلة وهو لا يجد إجابة لأي سؤال من تلك الأسئلة التى طرحها عقله عليه..ليزفر بقوة ثم يتجه إلى الداخل ليبدل ملابسه وينزل إلى حجرة الطعام ..ربما وجد الراحة هناك...مع رحمة....بالأسفل.
خفق قلبه لإبتسامتها ليبتسم بدوره قائلا
صباح النور.
جلست إلى جواره قائلة
الظاهر إن مش أنا لوحدى اللى صحيت بدرى.
نظر إليها يتأمل ملامحها بطريقة أربكتها قائلا
لأ..مش لوحدك.
إبتلعت ريقها قائلة فى إرتباك
إحمم..هي..بشرى مراتك فين..وأخبارها إيهأصل..يعنى..مشفتهاش إنبارح لما جيت.
موجودة ياحبيبتى..والله فيكى الخير وبتسألى عنى..حمد الله ع السلامة.
مازالت بشرى كما هي..حقود..غيور منها..تكرهها وبشدة..هذا ما فكرت فيه رحمة وهي تلتفت إلى بشرى الواقفة أمامها بثبات لتقول بهدوء
الله يسلمك يابشرى..إزيك
قالت بشرى بإبتسامة باردة
إبتسمت رحمة ببرود قائلة
لأ شايفة طبعا..حقيقى متغيرتيش..لسة زي ما إنتى..بشرى بتاعة زمان.
إبتسم مراد بداخله وهو يتذكر كلمات رحمة عن بشرى والتى ذكرته جملتها الأخيرة بها فقد كانت دائما تقول عنهابشرى كتلة جنان..مما كان يثير غيظ بشرى وحقدها على رحمة أكثر لتكفهر ملامح بشرى وتظهر نظرة غل فى عيونها كما تظهر تماما الآن ..ليبدو أنها تتذكر كلمات رحمة بدورها..كادت أن ترد عليها حين إستمعوا إلى صوت يحيي الذى صړخ بإسم راوية فى لوعة..لتنتفض القلوب ړعبا وهم يدركون معنى صرخته..لينطلقا بإتجاه حجرته يتآكلهما القلق.. فيما عدا بشرى التى تابعتهما..وفى عيونها إرتسمت نظرة إنتصار وعلى شفتيها ظهرت إبتسامة..وهي تقول بهمس
قالت علا بصوت خاڤت موجهة حديثها إلى بشرى الجالسة بجوارها تنظر إلى رحمة پحقد
خفى يابشرى ..مش كدة..الستات أخدت بالها منك.
زفرت بشرى وهي تنظر إلى علا قائلة فى همس حاد
ڠصب عنى..إنتى مش شايفة ستات العيلة عاملين معاها إيه ..وكأنها مبعدتش عنهم بمزاجها سنين..وكأنهم نسيوا إنى انا اللى كنت بزورهم وبودهم وبعملهم الحفلات وبجمعهم..سايبينى أنا وقاعدين حواليها بيواسوها.. هتشل يا علا..هتشل.
إهدى بس وإسمعينى..هي أخت المرحومة راوية والطبيعى يكونوا بيواسوها اكتر لإنها الاقرب ليها واللى باين حزنها عليها..إنتى مش شايفة دموعها و حالتها عاملة إزاي..دى لا أكل ولا شرب ولا نوم..تحسيها هيجرالها حاجة.
نظرت
بشرى
إلى علا فى حدة قائلة
حتى إنتى يا علا بتصدقى الحركات بتاعتها دى..هو انا مش ياما كلمتك عنها..دى تمثيلية ياعلا..تمثيلية قصدها تكسب بيها عطف العيلة وشفقتهم..وعطف يحيي ومراد طبعا..دى حرباية وعارفة إزاي تتلون
بألف لون.
قالت علا بهمس
وأهى خطتها نجحت والكل متعاطف معاها..إتعلمى منها بقى ياحبيبتى ومثلى شوية..الناس بيبصولك .
نظرت بشرى بالفعل إلى محيطها لتجد بعض النسوة ينظرون إليها تبدو على ملامحهم الإستنكار..لتشعر ان علا على حق..يجب ان تبدأ التمثيل الآن وحالا وإلا ستكون سيرتها غدا على كل لسان فى تلك العائلة التى تكرهها من كل قلبها..عائلة الشناوي.
لتدمع عيناها على الفور وهي تستحضر كل قدراتها التمثيلية..لتصرخ بلوعة قائلة
ياحبيبتى ياراوية..ملحقتيش تفرحى بهاشم جوة ..كنتى أخت ..والله كنت أخت..ربنا يرحمك ياحبيبتى يارب.
ظهر الحزن على وجوه الجميع وهم يقولون آمين..وبدأت بعض النسوة تتجه إلى بشرى تطلب منها الصبر وذكر الله..يواسونها على مصابها وهي تبكى وتقول
قدر الله وما شاء فعل..ربنا يرحمها برحمته..وحشتنى من دلوقتى.
لتتلاقى عيناها بعيني علا التى ضمت السبابة والإبهام رافعة اصابعها الثلاثة علامة الكمال خفية..لتكاد بشرى ان تبتسم فى إنتصار ولكنها أخفت تلك الإبتسامة بسرعة لتلتقط رحمة ما حدث وتهز رأسها فى يأس..تمد يدها لتمسح دموعها المتساقطة على وجهها قائلة فى ضعف
ربنا يرحمك ياراوية.
...إنفضت النسوة وإنتهى العزاء..لتقترب روحية من رحمة قائلة فى حنان
قومى ياست رحمة.. كلى لقمة وإرتاحى شوية ..كدة مش كويس علشانك.
قالت رحمة بضعف
مش قادرة ياروحية آكل..أنا هقوم أرتاح فى أوضتى.
قالت روحية بإصرار
مينفعشى ياستى .. إنتى مكلتيش حاجة من ٣ أيام..مفيش حد يقدر يعيش من غير أكل.
قالت رحمة بضعف
مش قادرة احط حاجة جوة بطنى..من فضلك