روايه الشيطان يعشق لكاتبتها زينب سمير
المحتويات
يخرج كاميرا صغيرة يعلقها بثيابه غير ملموسة تماما وكشاف ينير له طريق ووجهه
ليظهر فقط قناع اسود من القماش يخفي ملامحه الا عيونه المضيئة بوميض غريب ...غريب جدا
كانت تقف في شرفتها تنظر للحديقة بالمنزل ويظهر علي ملامحها الشرود حزينة علي هذا التشتت الذي تمر هي به قلبها حزين علي ريما صديقتها والحزن الاكبر علي امير فهو ايضا يعشق فتاة ببساطة لا تبالي به هل تلك الفتاة حمقاء الي تلك الدرجة
حقا تلك الفتاة مچنونة أو بلهاء
فهي اتمني أن يعشقها أحدهم نصف عشق امير لتلك الفتاة هي تتمني أن تعشق لحد الجنون وان يعشقها أحدهم لحد الهوس لكن الان هي وقعت بيد الشيطان تعرف جيدا انها الان بعقله
تعرف انها الان بين يديه
تعرف انها لن تستطيع أن تهرب من براثنه
تعلم جنونه بالتملك كما يعلم الجميع ذلك
تعلم أنها قريبا لن تخرج من سجنه
لكن ستحاول أن تنفد من جنونه
ستحاول أن تسرع بالهرب
ستقف أمامه
ليست هي من تستلم ..ليست هي من تضعف
عزيزتي حواء انتي ليست لعبة بين يده
بل انتي تستطيعين أن تجعله هو لعبة بين يديكي
هي تريد عشق كعشق امير
ولا تدري ان هناك من يعشقها عشق تعدي عشق امير وتعدي الجنون.. وتعدي الهوس.. لا تدري انها بالنسبة لاحدهم العالم بأسره
ولكن هي أيضا تملك عشق يدمي القلب من جماله وألمه وايضا لا تعلم
هي أصبحت غافله عن مرارة الحب والعشق
هي فقط تتمني ولكن عليها أن تفتح أهدابها لتري ما اتمنته أمامها
ليعلم الصباح أنه كان دواء يمنع البعض من جنون التفكير ليعلم أنه شعاع أمل.. وليعلم أنه بدايه حياة للبعض
الليل سکينة وراحة
بينما الصباح كان دوما يتولد فيه امل جديد
كان خبر وجود أحد أبناء الأكابر بالمدرسة قد انتشر اخيرا رغم أنه لم يكن يفضل هذا وكان يحب أن يظل هكذا ليري كيف سيعامله الناس وكيف يتعاملوا الأشخاص مع بعضهم لبعض
وفي أحد الفصول
كان يدخل للفصل بعد انتهاء طبور الصباح وجاء ليتجه نحو مقعده الذي دوما يجلس به برفقه ياسر صديقه لكن وجد شاب اخر يجلس مكانه ويبده علي ملامحه بعض الإجرام وكأنه ليس شابا في الثانوية ابدا بل وكأنه من ضواحي مصر
_هيي انت المكان دا بتاعي انا
نظر له الفتي بسخرية وقال
_والله... بس انا مش شايف اسمك عليه
نظر له
بضيق وقال
_مش لازم يكون عليه اسمي بس انت دايما بتشوفني قاعد هنا وبعدين انت دايما اصلا بتقعد هناك
وأشار إلي أحد الجهات
ليقول الشاب
_والنهاردة انا عايز اقعد هنا ومزاجي اني مقعدش غير هنا كمان
_مزاجك دا تعدله بعيد عن هنا وقوم من مكاني دلوقتي
وقف الاخر بعصبية ثم قال
_انت عارف ياض انت بتتكلم مع مين
فارس بسخرية
_لا الحقيقة محصليش الشرف اني اعرف
وقف اتباع ذلك الشاب بجواره وتجمعت جميع الطلاب حولهم منتظرين أن يعرفوا ماذا سيحدث فذلك الشاب معروف بأنه بلطجي كما أنه ما يريده يحصل عليه فهل سيستطيع ابن القصور الدلوع أن يهزمه ام ماذا
قال الاخر كتحذير اخير
_بص ياحلو انت علشان انا مش عايز اتعصب عليك ياريت تروح تقعدلك في اي مكان غير هنا علشان معملش معاك الصح
هتف فارس بتحدي
_انا عايزك تعمل معايا الصح
هتف ياسر بهمس له
_يافارس سيبك منه وتعالي نقعد في مكان تاني
فارس برفض
_لا...وابعد كدا ياياسر
اقترب الاخر منه وهو يقول
_تعلالي كدا ياحلو انت علشان شكلك عايز تتربي
نظر له فارس بأستخفاف استفز الاخر
ليمد يده كي يضربه والجميع ينتظر ان يقع الاخر كغيره
لكن تفاجئوا بيد فارس التي مسكت يد الاخر ولفها بحركة سريعة خلف ظهره وضغط عليها بقوة شديدة جعلت الاخر ېصرخ پألم
فهم ظنوا أنه دلوع لكنهم لا يدركون أنه يعشق الكاراتية والكونغو وبعض الألعاب الاخري
ظل يضغط علي يده بقوة شديدة بينما الاخر حاول أن يستخدم يده الاخري في لكمه قبل ان يمسكها فارس بيده اليسرى وبحركه سريعة لف يديه وهو يمسك بيده الاخر ليجعل الاخر يقف أمامه ويديه معاكسين لبعضهم ويظهر عليه الالم بشدة بعد أن كان يستند علي ركبيته أرضا
شهقات مرتفعة خرجت منهم
بينما قال ياسر
_سيبه يافارس وتعالي يلا
فارس
_لما يتعلم الأدب الاول
ثم نظر للاخر وقال
_اعتذر يلا
قال الاخر
_في احلامك
ضغط علي يديه بقوة أشد
لېصرخ الآخر ولكن أيضا نفي بوجهه ولم يتحدث
ابتسم وهو يترك يده قائلا
_عجبني كبريائك
ثم تركه وجاء ليذهب
لياتي الاخر من الخلف ويرفع قدمه وكان سيضربه بقوة في بطنه
والجميع نظر له بزهول ولا يعرفون ما سيحدث قبل أن يلتفت فارس سريعا ويضع قدمه اليسري خلف قدم الآخر الذي يقف عليها ويشدها بقوة ليقع أرضا
ليقول ببسمة سخرية
_متكبر غبي
وتحرك باتجاه أحد المقاعد الفارغة وجلس عليها ببرود وهو يهمس لنفسه
_البت فريدة لو هنا كانت زمانها بتزعق من الحماس...للأسف اهلي مخلفين هبلة
وقفت بسيارتها أمام الجراج لتهبط من سيارتها وتتجه نحو الحارس الذي يقف عند بوابة الجراج وتمد يدها له بالمفاتيح بابتسامة قائلة
_اركنها جوه والنبي ياعم فتحي
_حاضر يابنتي
ابتسمت له وتتجه للخارج
لتصطدم باحدهم وهي تخرج رفعت نظرها سريعا لتجده امير الذي كان ينظر لها بتوتر كعادته تلك الأيام
لتقول بأبتسامة
_اهلا ياامير اخبارك
أجابها بابتسامة أيضا
_تمام..تمام اوي..وانتي اخبارك أية يافريدة
فريدة بنفس ابتسامتها الرائعة
_اهو الدنيا ماشية بس بزمتك كنت تتوقع انت أن فريدة حسان ابو عوف تبقي متجوزة دلوقتي
قالت اخر كلماتها وهي تضحك بشدة
ليهمس هو داخله
_عمري ما اتوقعت انك تبقي لغيري
بينما هتف بصوت عالي
_قدر بقي
اؤمات بنعم ثم قالت
_مقررتش تتجوز انت وريما برضوا
نظر لها بتعجب وكأنه يسألها ريما مين
قبل أن يتدارك سؤالها ويجيب سريعا
_ربنا يسهل
فريدة وهي تتركه وتتحرك للخارج
_طيب باي دلوقتي علشان عندي مدير استغفر الله العظيم بيعض
وضحكت بمرح
ليبادلها الضحك وهو يطالعها وهي تختفي من أمام عينيه يطابعها بنظرات عميقة وكأنه يراها لأول مرة وهذا حاله كلما رأها
في المكان المخصص لتجمع أفراد فريق فريدة
لكن بدونها اليوم
هتف ذلك القائد
_الجهاز كدا جهز إلا من حاجات بسيطة عايزه تحديثات وزي ما قلنا كل واحد فينا كدا معاه واحد وكلهم مرتبطين بنظام تتبع بتملكه فريدة كل واحد جهازه زي التاني بالظبط كل زرار ليه اهميه واهم زرار الاحمر لان دا اللي بيفجر اي مكان حوليك بكل اللي حواليه من اماكن حتي لو بلغ الطول ل متر ودا اللي مجربناش نستخدمه حتي الآن
وعندما الزر الازرق دا من خلاله بيطلع ليك حاجة شبة الدائرة دي قنبلة قاټلة بتفتت خلايا الجسم لكل اللي موجودين من غير ما تسيب اثر ليه أما الزر الاصفر دا جهاز تقدر تعرف فيه أية اللي بيحصل في المكان اللي عايزه بتضعط علي الزر بيجيلك شاشة بالظبط طولها خمسة سم لكن المهم الصوت زي ما قولنا بيطلع صوت منها مشفر محدش هيفهمه غيرنا ودا اخر اضافات اضافتها فريدة للجهاز واخيرا الزر الاسود ودا علشان لو حد فينا اتمسك يضغط عليه وفي حاجات هتبدأ تدخل جسمه هتدمره وتقتله في الحال وكدا مش هيقدر يعترف وأعتقد كلكم هتستخدموه لو اتمسكتوا
اؤما الجميع بنعم
ليقول هو بصوت عاليا مرددا
_يااما احرار يااما اموات
هتفوا جميعا بهتاف
_يااما احرار يااما اموات
ظلوا يكرروها العديد من المرات ثم قال
_لو في حد خان فريدة حاطه حاجة في الجهاز محدش يعرفها غيرها لما بتستخدمها بتدمر الشخص دا بس هو واللي اداله الجهاز وللاسف بېموت بمۏته بشعة وأعتقد كلكم عارفين فريدة لما بتفكر في طرق قتل بيطلع معاها ايه
اؤمئوا بنعم فالجميع مجرب ومدرك انها ټقتل بدم بارد من يخونهم ومن يأتي عليهم ومن يظلم عموما
ولكن قال آخر
_لك هدا جهاز ماله الجهاز الالكتروني صحيح
القائد
_ايوا مش هو دا الجهاز الالكتروني او بمعني اصح النظام
قالت فتاة معهم
_طيب فريدة هتستخدمه أمتي أو كيف
قال بهدوء
_فريدة حاليا في مقر شركات الشيطان بتحاول تلاقي اقرب مكان لكل الشبكات في المقر
قال أحدهم
_وهو الشيطان مش هيكتشفها
قال القائد
_صعب لان ببساطة هي بتستخدم جهاز من أجهزة الشركة ومن صنعهم
هتف أحدهم
_انا مش فاهم حاجة
القائد
_بصوا شركة الشيطان هي اللي بتصدر لكل الجهات الأمنية أو الحكومة أو المخابرات أجهزتهم وبتصنعها ليهم علي مستوي الوطن العربي والغربي ودا لأن الشيطان بيخلي لكل دولة نظام معين محدش يقدر يقتحمه وكل الأنظمة دي والشبكات اللي بتوصلهم ببعض موجوده في مقر الشركة وهي بقي عايزة تربط كل دول بجهازها
_طيب ازاي
القائد
_من خلال البرنامج بتاعها أو نظامها الجديد هتقدر تربطهم كلهم عندها وهتعمل دا من جهاز من صنع شركتهم بحيث أنه ميشكش فيها انها هكر أو كدا وهي ربطت بين جهاز الكومبيوتر الخاص بيهم بجهازها هي وحطته جواه
_لك ممكن يشك بها مشان هي اجديدة وهاد بيدخله الشك لقلبه
القائد
_بلال لما نقص التمن للنص الكل اشتري أجهزة منه ومنهم الحكومات المصرية وغير وهي هتدخل وكأنها منهم وطبعا انها تستخدم جهازه في الوقت دا عادي لأنه حاليا الكل بيدخل في النظام بتاعه من جديد يعني الحكومة المصرية كانت ليها مثلا عدد معين من الأجهزة بتستخدمه لكن اشترت اكتر حاليا فبتدخل دول كمان للنظام علشان يبقي في امان ويصعب اختراقه من اي حد وهي كدا هتقدر تربط كل الأجهزة بجهازها هي وتقدر تراقب الكل ودا سر جهازها اللي حدثته بحيث محدش يفكرها هكر
قالت أحدهم
_يعني حاليا كل الاسرار بين ايد فريدة
قال القائد
_هي لو ربطت كل الأجهزة بجهازها هتقدر تعرف كل مخططات أي دولة لكن احنا بس هنشوف الدول اللي عيزينها
_لك فريدة ما لها سهلة ابنوب
القائد بأبتسامة
_فريدة هنا القائد الأساسي بعد القائد الأكبر انا بس وجهه
بنفس ذات الوقت
في شركات الشيطان
دخلت لمكتبه دون أن تطرق
الباب بينما بذات الوقت كانت رانيا في أحد الاجتماعات بدلا عنه لذلك دخلت هي دون استأذان
رفع نظره من الأوراق التي بيده ليلمحها أمامه تتقدم نحوه بوجوم لينظر للاوراق امامه دون اهتمام بها
وصلت لإمام مكتبه لتجلس علي المقعد المقابل له
وظلت صامته دقيقة ..اثنان..ثلاثة..عشرة
وهو ايضا لم يتحدث
ظلوا هكذا حتي ترك الأوراق التي بيده ليعود للخلف يريح جسده وهو ينظر لها ويضع يديه الاثنين علي ذراعي المقعد الذي يجلس عليه ظل ينظر لها قبل أن يهتف بهدوء
_عايز قهوة
نظرت له بعدم فهم وتوهان ولكن سرعان ما قالت پغضب
_تقصدي اني اعملك قهوة
اؤما بنعم وارتفعت زاوية شفتيه ببسمة استفزاز وسخرية
لتقف هي صاړخه
_تبقي بتحلم يابلال ياعز الدين انا مش الخدامة بتاعتك
وقف فجأة هو أيضا صارخا
_صوتك دا ميعلاش عليا سامعة علشان لسانك دا ميتقطعش...والقهوة تكون قدامي خلال عشر دقايق حضرتك مراتي يعني تنفذي اوامري من غير كلام
فريدة بعصبية شديدة
_لا طبعا انا مش حمارة علشان انفذ اللي تؤمرني بيه يابلال باشا ولو عايز قهوة خليهم تحت يعملوها مش في تحت
متابعة القراءة