رواية غرام المغرور بقلم نسمة مالك (كاملة)
المحتويات
ويجعلك فارس الزوج الصالح اللي يقدرك ويعوضك عن تعبك وحزنك يا إسراء يابنتي قادر يا كريم يا رب ..
................................
.. بغرفة مارفيل..
تجلس ديمة معها حتى تشرق الشمس بنورها كعادتهما يوميا.. يتناولان سويا الخمور بمختلف أنواعها..
لم أتوقع هذا منك أبدا مارفيل..ترفضين عرض فارس!.. لقد اعطي لك شيك على بياض تكتبين به الرقم الذي يحلو لك يا إمرأه.. ظننت انك أذكى من ذلك..
ضحكت مارفيل وهي تتابعها بنظرة خبيثه و رفعت كأس الخمر على فمها ارتشفته مرة واحدة هي الأخري مغمغمه..
عزيزتي ديمة.. لو وافقت فارس الآن على عرضه هذا سأغادر من هنا فور أخذ المال ولن أستطيع مساعدتك بالزواج منه ولن أحصل منك على المبلغ الذي اتفقت معاك عليه..
أما الآن سنعمل سويا على خطتنا وستتزوجي من ابني واحصل أنا على المال منك ومن ثم أوافق على عرض فارس أيضا..
نظرات لها ديمة بنظرات منذهله.. لتضحك مارفيل بقوة وتكمل بفخر..
أعلم أني أستحق أن ترفعي لي القبعه..
ديمه.. هذا صحيح ولكن هل تظنين أن فارس سيوافق على خطتك هذه! ..
قالتها مارفيل بضحكة شريرة..
لا تذكريني بتلك ال فأنا أقسم لك أني أريد قټلها ولكني سأنتظر قليلا حتي أصبح زوجة فارس الدمنهوري..
...................................
.. داخل مطبخ القصر..
تصنع
إسراء أشهى المخبوزات ذات رائحة تسيل لعاب من يستنشقها.. جهزتها خصيصا حتي توزعها رحمة على روح والد ابنتها..
كان هذا صوت صابرين تتحدث بإحترام شديد..
ابتسمت لها إسراء واجابتها قائله..
شكرا يا صابرين.. أنا خلصت خلاص.. تعالي دوقي كده وقوليلي رأيك..
أكيد طعمها حلو جدا..لان ريحتها لوحدها حكاية يا ست هانم..
أردفت بها صابرين وهي تتذوق بتلذذ..
بجد أول مرة أدوق
قرص طعمها حلو أوي كدة.. تسلم إيدك يا ست هانم..
ربتت إسراء على كتفها وتحدثت بابتسامة قائله..
بالهنا والشفا يا صابرين..أدعي لرامي أبو بنتي بالرحمه انا عملاها صدقة على روحه وبلاش يا ست هانم دي تاني انا اسمي إسراء وبس..
ترقرقت أعين صابرين بالعبرات وتحدثت بمتنان قائله..
انتي مش بس ست هانم.. دا أنتي ست البنات كلهم.. انا مش عارفه أشكرك إزاي على وقفتك جنبي ودفاعك عني رغم أني غلطانه واستاهل اللي كان هيعمله فيا فارس بيه..
سارت لخارج المطبخ وتابعت بستعجال حين استمعت لصوت زوجها يودع الضيف الذي كان معه بمكتبه..
يله بقي حطي اللي برد في الأكياس اللي قولتلك عليها على ما ارجعلك..
أنهت جملتها وسارت بخطي مهروله تبحث عن فارس..
اعتلت ملامحها الدهشه حين وصل لأذنيها صوته المخملي يتمتم بإحدي الأغاني التي تفضلها هي كثيرا..
كل كلمة حب حلوة قلتها لي..
كل همسة شوق بشوق سمعتها لي..
والأمان والعطف والقلب الحنين..
والأماني كلها نولتها لي..
بس قلبي لسه خاېف من الليالي
وأنت عارف قد أيه ظلم الليالي..
تسارعت دقات قلبها پجنونوتابعت السير بخطي شبه مرتجفه وهي تحدث نفسها بتنهيده قائله..
الأغنية دي بتوصفني بيها يا فارس..
تقف أمام باب مكتبه المغلق بتوتر وخوف ظاهر على محياها.. كلما مدت يدها لتطرق على الباب تتراجع سريعا وتضع أصابعها بفمها تضغط عليها بأسنانها من شدة توترها..
تعالي يا إسراء..
قالها فارس من خلف الباب المغلق.. جحظت عينيها پصدمة وحدثت نفسها بتعجب..
عرف إزاي أني هنا!..
لا تعلم تلك الفاتنة أنه أصبح متيم بها لدرجة تجعله يستنشق عبيرها ويستمع لنبض قلبها والشعور بوجودها أينما كانت..
استجمعت قوتهاوطرقت على الباب برقه ومن ثم خطت للداخل غالقه الباب خلفها..
كان فارس يجلس على
معني كده إنك الليله هتكوني مراتي رسمي قولا وفعلا يا إسراء ..
نظرته لها بكل هذا الشغف والاشتياق دبت الزعر بأوصالها جعلتها تهذي بالحديث دون تعقل منها..
فارس بيه أنا عارفه ان في بينا إتفاق وأنت التزمت بيه الصراحة مقدرش أنكر دا.. بس لازم تعرف أني مش قادره أنسى رامي الله يرحمهولا هقدر أنساه أبدا ومعاملتي الكويسه معاك الفتره اللي فاتت دي علشان انت صعبت عليا مش أكتر من كدة.. فأرجوك بلاش تغصبني عليك يا بيه و
خليك مع خطيبتك هي أولى بيك مني..
حديثها كان كالخناجر الحادة تقطع نياط قلبه على حين غرة.. رغم أنه على يقين أنها كاذبه..
ابتلعت لعابها بصعوبة حين رأته يبتعد عنها قليلا ودار حول نفسه.. يمسح على شعرة بكف يده پعنف كاد أن يقتلعه من جذوره مدمدما بذهول..
اممم.. بلاش اغصبك عليا!!..
هدوئه أثار قلقها أكثر.. فهبطتت من فوق مكتبه بحذر وسارت من خلفه دون أن تلمسه متوجهه نحو باب المكتب وهي تقول بصوت حاولت إخراجه طبيعيا إلا أنه خرج مرتعش..
أنا هروح أصحي إسراء علشان أخدها ونروح لأبوه!..
صړخت بصوت خفيض حين وجدت نفسها مرفوعه فجأه بين يديه وسار بها لخارج مكتبه بخطوات شبه راكضه..
انتي رايح بيا فين يا فارس..أعقل لو سمحت ونزلني لخطيبتك تشوفك..
حاولت أبعاده عنها ولكنه أحكم سيطرته عليها وخطي بها داخل المصعد ضاغطا على الطابق الخاص بجناحه مغمغما بابتسامة مصطنعه تظهر أسنانه ناصعة البياض..
هغير عليك من
بأنفاس لاهثه..
وماله
لم يستطع التوقف عن التحديق في أعين زوجته.. كانت عينيه متوسعة..متوهجة..
ينظر في عينيها مباشرة دون أن يزيح نظره عنها..
همساتها المتوسله جعلته يتوقف عن غمرها بعشقه ولكنه لم يبتعد عنها انش واحد.. هي محض انتباهه الكامل..
بينما إسراء التي أصبحت بحالة يرثي لها كعادتها مؤخرا كلما ضمھا لصدره.. متمسكة به بكلتا يديها.. قابضه على قميصه بكفيها بقوة.. تبادله نظرته بأعين متسعه أيضا وصدرها يعلو ويهبط بشكل ملحوظ..
تحاول قرأه ما يدور بخاطره.. على ثقه انه لن يجبرها على القيام بأشياء لا تريدها فقط لتحقيق رغباته.. تقر لنفسها أنه دائما يحترم قراراتها.. صبور معها لأقصي حد..
هو يكن لها مشاعر حب حقيقي ولذلك يظل صبورا ولطيفا معها طيلة الوقت..
حتي عندما يتشاجران مؤخرا يظل هادئ وحنون عليها فقط لإصلاح الأمور حتى لو لم يكن ذنبه حيث أن خوفه من فقدانها أكبر من رغبته في إثبات أنه على حق..
بل إنه مستعد للتضحية بالوقت والنوم والمال فقط لجعل حياتها مريحة..
كما أنه لن يستغلها لتلبية احتياجاته الخاصة..
على علم هي بكل هذا.. تري فيه الرجل العاشق الذي يضاعف جهده دائما ليجعلها تشعر بأنها مميزة رغم أنه لا يفعل هذا ليثير إعجابها بل لأنه يريدها أن تعلم مقدار حبه لها..
شعرت بخزي وإحراج شديد من نفسها حين داهمها ذكريات كل ما يفعله معها.. وهي بالمقابل تخبره بكل جحود أنها لا تستطيع أن تنسي زوجها السابق..
غبيه يا إسراء..
اجهشت بالبكاء أكثر تتذكر حديثها مع خديجة وما اخبرتها به بخصوص خطوبته من تلك ال ديمه والخسارة الكبيرة التي سيتعرض لها إذا أنهى هذه الخطبه والتي من الممكن أن يعلن عن إفلاسه بسببها..
.. فلاش باااااااااااك..
انتي حبيتي فارس يا إسراء!..
أردفت بها خديجة بابتسامة رقيقه..
توردت وجنتي إسراء بحمرة الخجل وخفضت عينيها وهي تقول بستحياء..
مش عارفه يا ديجا.. أنا لما بكون معاه ببقي في دنيا تانيه خالص.. بحس انه بيحبني أوي.. لا بحس انه بيعشقني..
صمتت لبرهه وتابعت بتنهيده..
مش هكدب عليكي مافيش حد يقدر يقاوم عشق زي عشق فارس وبصراحة أنا حبيت عشقه ليا..
ترقرقت عينيها بالعبرات وبأسف تابعت..
بس خاېفه أكون مجرد نوع جديد عليه مجربوش قبل كده ويجي يوم عليه ويمل أو يزهق مني وعشقه دا ينطفي.. ساعتها هتقهر ومش بعيد أموت فيها..
ربتت خديجة على وجنتيها بكف يدها بحنان وتحدثت بثقه قائله..
اطمني فارس بيحبك بجد وعمره ما هيزهق ولا يمل منك في يوم..بدليل انه مستعد يخسر كل ثروته علشان يكسبك أنتي يا إسراء ..
اعتلت ملامح إسراء الدهشه وبعدم فهم أردفت..
يخسر ثروته علشان يكسبني إزاي!! مش فاهمه يا ديجا.. فهميني..
أخذت خديجة نفس عميق وبأسف قالت..
انتي عارفة ان فارس خاطب ديمة بنت رئيس الوزراء..
حركت إسراء رأسها بالايجاب مردده..
أيوه عارفه وهو قال إن الخطوبة دي مجرد شغل وبس ومش هيتم جوازه من ديمة دي..
بكت خديجة بنحيب وتحدثت بصوت يملؤه الآسي..
لو فارس متمش جوازه من ديمة هيخسر كتير أوي فوق ما تتخيلي.. مشاريع و صفقات كبيرة تعتبر أساس رأس المال عنده هيخسرها ولو دا حصل ممكن تخليه في فتره قصيرة جدا يعلن إفلاسه.. دا غير أن ديمة وبابها مش هيسبوه في حاله وممكن يوصل بيهم الأمر أنهم ېقتلوه يا إسراء..
جحظت أعين إسراء پصدمة وانقطعت أنفاسها پخوف ظهر على محياها التي شحبت فجأه وانسحبت منها الډماء وهمست بصوت متقطع من شدة فزعها قائله..
معقوله ېقتلوه! ..
حركت خديجة رأسها ايجابا متمتمه..
أيوه ومش لوحده كمان وممكن ېقتلوني
معاه لأني شريكته ودا بزنس كبير ومافيش فيه هزار ولا تراجع بالساهل كده ولو صمم إننا نتراجع عنه يبقي هندفع شرط جزائي برقم خيالي هيخلي كل أسهم شركتنا ټنهار..
أغلقت إسراء عينيها كمحاولة لكبح عبراتها ورسمت ابتسامة حزينه على ملامحها مدمدمه..
اممم.. يعني أفهم من كلامك دا انه لازم يتجوز ديمة..
اجابتها خديجة بلهفه..
اطمني.. هيبقي مجرد جواز صوري على ورق.. بس فارس مستعد يخسر كل ثروته عشانك
زي ما قولتلك و رفض يتجوز ديمة من بعد ما حس أنك تقبلتي حبه ليكي..
نظرت لها إسراء وجدت الخۏف والقلق يسيطر عليها.. تستجديها بعينيها ان تتفهم موقفها.. من الممكن أن تخسر هي الأخري أموالها وعمرها إذا تم إنهاء علاقة زوجها بالمدعوه خطيبته..
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعا وابتسمت بسخريه على حالها وحال من سقط في عشقها.. أصبح محاصر بين طمع والدته التي سيعطيها مبلغ كبير من المال هي
الأخري لتتوقف عن محاولة قټله وبين ديمة ووالدها وأعمالهم التي تقدر بمليارات الدولارات..
دفنت مشاعرها بين ثنايا روحها وتحدثت بهدوء عكس نيران قلبها المشتعله..
اطمني يا ديجا أنا مستحيل أكون السبب في أي خسارة ليكي أو لفارس..
انهمرت عبراتها بغزاره بعدما فشلت في السيطرة عليهم وتابعت بمراره..
ديمة هتكون عروسة جوزي..
.. نهايه الفلاش بااااك..
سرحانه فيا وأنتي بين يديه.. يود لو يخفيها داخل اضلاعه..
حاولت السيطرة على حدة بكائها وابتعدت عنه بضعة انشات.. ليسرع هو ويزيل دموعها بكلتا يديه بمنتهي الرفق..
اهدته ابتسامتها الخلابة واحتقن وجهها بحمرة الخجل أكثر وعضت على شفتيها السفليه بأسنانها متمتمه بصوت يكاد يكون مسموع..
هقولك.. بس الأول خلينا نتم أتفقنا..
تصلب جسده فجأه حين شعر بأناملها الصغيره تفك أزرار قميصه واحد تلو الأخر بستحياء شديد.. أخذ منه الأمر لحظات حتي تفهم أنها وأخيرا تريده زوجا لها بكامل أرادتهاوقد ألقت كل شيء خلف ظهرها الآن وعقدت عزمها على تعويضه عن كل ما مر به من ألالام مپرحة ستمحي
متابعة القراءة