قصه مشوقه
المحتويات
مؤبد .. ليه كده يا هانى انا قصرت معاك فى ايه يابنى
تبادل فارس مع الدكتور حمدى النظرات المشفقة على الرجل وأنحنى فارس بأتجاهه وربت على كتفه قائلا
التربية يا استاذ عبد القادر مش معناها أنك تديله فلوس وتخليه مش عاوز حاجه .. أنت كنت بتشوفه بيخرج مع بنات وكنت بتشوف بنات فى عربيته وكنت مخصصله شقه بتاعته يروحها وقت ماهو عاوز مع اللى هو عاوزه من غير رقيب ولا حسيب على تصرفاته ..
مسح الرجل دموعه وهو يقول بحزن
أنا كنت بقول ده راجل مش بنت علشان أخاف عليه
ربت فارس على كتفه وقال
الحلال والحرام مفيهوش راجل وست .. وأنت لو كنت ربيته
على الحلال والحرام كنت كسبت راجل فى ضهرك دلوقتى يقف جنبك ويساندك.. لكنت أنت سبته للبنات والعربيات والخروجات والفسح ونسيت حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
أعتدل فارس فى جلستة وقال
يعنى حضرتك أنت وأمه هتتسئلوا عن تربيتكوا ليه وعن الحال اللى وصله علشان معلمتهوش دينه
نهض الرجل بتثاقل وقد شعر أن جبلا قد وضع على ظهره فلم يعد يحتمله وقال بوهن
متشكر يا دكتور فارس بس أنا فوقت متأخر أوى بعد ما ابنى ضاع مني وماليش حيلة خلاص
ياريت كل اب وأم ينتبهوا على ولادهم وبناتهم قبل ما يضيعوا من أيديهم وساعتها مفيش رجوع
متقلقش حكم الاعډام هيتخفف ان شاء الله
أومأ الرجل برأسه حزنا وهو يشعر بالضياع ..ضياع حياته وولده من يده فلم تنفعه امواله فى أن ينشىء رجلا حقيقيا يعتمد عليه فى مراحل عمره المتقدمة ومرضه الذى بدا يزحف إليه رويدا رويدا ...
بعد خروج الرجل من مكتبه أخرج فارس جواب استدعاء من النيابه وقدمة للدكتور حمدى قائلا
قرأ الدكتور حمدى جواب الاستدعاء وهو يومىء برأسه ثم قال
ده كان متوقع يا فارس طبعا ..
متنساش أن اسمك فى التوكيل أول اسم .. مط شفتيه قائلا
عموما متقلقش فى أكتر من اثبات أنك مكنتش شغال القضية دى
تنهد فارس بعمق وقال
نظر له الدكتور حمدى ببإشفاق قائلا
معلش يا فارس أنا عارف أن اللى حصل مش سهل عليك وصدمتك فى مراتك مش قليلة بس أنت قدها ان شاء الله وهتتجاوز الازمة دى بسرعه زى عادتك دايما .. ثم ابتسم قائلا
وبعدين عندى ليك خبر حلو هينسيك كل ده
نظر فارس إليه بفضول ..فقال حمدى على الفور بمرح
هو أنت يابنى مش معاك الدكتوراه ولا ايه
أومأ فارس برأسه وهو ينظر إليه بفضول كبير فأردف الدكتور حمدى قائلا
طب استعد بقى علشان تستلم شغلك فى الجامعه يا دكتور
حدق فارس به غير مصدق وعلى وجهه ابتسامة وقال بسرعة
بجد يا دكتور
ابتسم الدكتور حمدى وقال بخشوع
قال الله عزوجل إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا
كانت عبير تضع الأطباق على المائدة وقد ارتسمت ابتسامة رضى على شفتيها ثم ضحكت ضحكة صغيرة وهى ترى بلال يمرح مع الاولاد ويداعبهم ويقوم بتعليمهم الملاكمة وهم يتدربون فيه فمنهم من يلكمه فى معدته ومنهم يلكمه فى وجهه ومنهم من يقفزون على ظهره ويلكمونه فى ساعديه وهو ېصرخ بمرح ويصيح
ألحقينى يا عبير ولادك هيموتونى
ضحكت وهى تقول
أحسن ..أنت اللى علمتهم
ثم صفقت بيدها وهى تقول للاولاد
يالا يا ولاد أدخلوا صحوا تيتة علشان نتغدى سوا
ولكنهم لم يعبأوا ظلوا يلكمونه ويضربونه ولكنه استطاع أن يفلت منهم جميعا ويهرول بأتجاه عبير وهو يصيح بمرح ألحقونى هيموتونى وهم يجرون خلفه ويضحكون بشدة .. جرى بلال حتى وصل عند عبير
خرجت أم بلال من غرفتها على اصوات الضحك ونظرت إلي بلال محدقة بالاولاد يضحكون وهى تضحك .. نظر بلال الى والدته وقال
لا ارجوكى يا أمى متفهمنيش غلط
حاولت عبير فكاك يده من حولها وهى تشعر بالخجل وهو مازال مطبقا عليها بقوة لا يريد تركها فصاحت فى والدته
ألحقينى يا ماما خاليه يسيبنى
جلست والدته على الاريكة وهى تهتف به
سبها وبطل استعباط
نظر الاولاد إلى بعضهم البعض وكأنهم يقررون خطة ما لفك أسر والدتهم ... أندفعوا بقوة نحوهما وسقط الستة أرضا وسط ضحكات عالية .. استطاعت عبير أن تتحرر وتنهض مسرعة تجرى
متابعة القراءة