قصه مشوقه
علاقتكم الاخ يا حبيبي ما يتعوضش
أرتمى باحض ان والدته وظل يبكي بحړقة وهمس بحزن
تعبان أوي يا أمي
ظلت تم سد على ظهره برفق وقالت
كل حزن الدنيا كله يهون يا حبيبي مدام كلنا اي د واحده وماحدش يقدر يبعدنا عن بعض مهما كان مين
إن أخاك من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
بمنزل فاروق
عمت الفرحة بالمنزل وتعالت أصوات الزغاريد فرحا بخطبة فريدة وسراج فاليوم قراءة الفاتحة وتم تحديد موعد الخطبة عندما يعود سليم وحياة من الخارج
انقبض قلبه ونهض عن مقعده سار بخطوات مضطربه وولج لداخل غرفته ثم اغلق الباب خلفه واجاب على شقيقه بلهفة
سلام عليكم يا حج شريف
أتاه صوته منكسرا خجلا من تصرفاته معه
استشعر الحزن والانكسار بنبرة صوت شقيقه فهتف متسائلا بقلق
خير يا أخويا مال صوتك
زفر انفاسه بضيق ثم قال
سامحني يا فاروق حقك عليا انا جيت عليك كتير يا اخويا ثم
انهمرت دموعه وقال بصوت مټألم
ام طارق صابها المړض الۏحش وبقالها شهر راقدة في السرير ومافيش في أمل في علاجها الدكاترة كلهم قالوا هي في أخر أيامها وهي عرفتني بكل اللي عملته في حق بنتك خلى حياة تسامحها وام حياة تسامحها وانت حقك على راسي يا حبيبي ومن يوم سفر طارق وأحمد البيت فضي علينا والمړض صابها ومابقاش لينا حد كنت عشمان تيجي عاوز اشوفك واديك ورثك وكل حقوقك بشرع ربنا انا ياما ظلمتك وانت كنت مسامح عاوز أوجه رب كريم وان خفيف الدنيا دي كلها ماتستهلش أن الاخوات تقطع في بعضها عشان ورث وفلوس كله رايح وفاني ولن يبقى إلا وجهه ربنا
مافيش بين الأخوات زعل ولا عتاب يا اخويا ربنا يقوملك مراتك بالسلامه وأنا أن شاء الله هكون عندك وماتشلش هم ام حياة وحياة أحنا أهل والمسامح كريم ربنا يديمك في حياتي
هكذا أفصح وأعفا فاروق عن
أذية شقيقه وزو جته له ولابنته فيبقي شقيقه مهما حدث فالقدر لا يغير شيئا
العائلة هي اللفظة التي لا يمكن للإنسان أن يحيا سويا من دونها ولا يمكنه أن يعيش إلا في أحض انها مهما تظاهر بغير ذلك لهذا فإن خير ما يفعله الإنسان مع عائلته هو أن يسامحهم ويعفو عنهم ويصفح عن أخطائهم فالعتاب لا يجر معه سوى الضغائن والأحقاد
أما عن سراج فقد كان يرمق
فريدة بنظرات عاشق ولهان يشعر بسعادة لا توصف بوجود عائلته جانبه في تلك اللحظة كما تنمى وحصل على مبتغاه من الحب الذي سكن فؤاده كما وعد والدها بأنه سيكون جديرا بابنته ولن يعود لطريق النزوات ثانيا فقد توج قلبه بحبها ولن يخسرها بعدما حصل بالاخير عليها
وتتطلع له فريدة بخجل كما أنه عشق خجلها وابتسامتها الرقيقه التي تظهر عن غمزاتها المحببة لقلبه فتلك الفتاة تصيبه بالجنون كلما تعلقت عيناه بعينيها وتاه في ملامحها يود لو يفر بها هاربا من حصار العائلتين والبوح له بمشاعره الدفينة ويتمنى أن يكسب ثقتها ويكون لها الامان والكتف التي تستند علي ولكن العيون محاطة بهما من كل جانب كان ېختلس بعض النظرات العاشقة في صمت تام عيناه تفضحه فالعين لغة القلب ومرآة الروح تفصح عن كل ما يخفيه القلب بالداخل
بعد مرور شهرا
انقضى منه أسبوعين داخل الحرم المكي والاسبوعين الآخرين بالمدينة المنورة فقد كانت زيارة لن تنسى كان يقضون يومهم داخل الحرم المكي ولن يعودون للفندق إلا لنوم بضع ساعات فقط ثم يعاودن استكمال ما بدءو من طقوس رحلتهم المقدسة داخل الحرم المكي وبعد إنتهاء مناسك العمرة توجهوا إلى المدينة المنورة لزيارة البيت النبوي الشريف والصلاة في الروضة الشريفة أو الروضة المباركة هي موضع في المسجد النبوي واقع بين المنبر وحجرة النبي محمد بن عبد الله ﷺ ومن فضلها عند المسلمين ما قاله النبي محمد ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي
وزيارة الحجرة النبوية الشريفة وتسمى أيضا المقصورة الشريفة هي حجرة السيدة عائشة بنت أبي بكر التي كانت تسكنها مع الرسول محمد وهي التي ډفن فيها بعد ۏفاته ثم ډفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق وكان قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رفيقه محمد بن عبد الله فلما ټوفي حفر له وجعل رأسه عند كتفي محمد بن عبد الله وډفن أيضا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأصبحت تلك الحجرة هي قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ورفاقه ابي بكر وعمر
روحانيات المدينة ونفحاتها الطيبة التي ابكت حياة عندما أت موعد رحيلهم عن تلك البقعة المباركة وازداد نحيبها فهي لا تريد تركها بعد ما قضته من أيام لا تنسى
وعدها سليم بتكرار تلك الزيارة كل عام وودعوا المسجد النبوي الشريف وتوجهون إلى الحافلة لتعود بهم إلى جدة ومن ثم يستقلون الطائرة العائدة إلى القاهرة
أما عن أسر فقد تم تطليق نور رسميا وأرسل لها مستحقاتها وقرر أن يطوي صفحتها ويفكر في حياته مع زو جته ميلانا فقط يكفي ما مر به من حزن وعاد يباشر عمله بالشركة مع صديقه سراج ريثما يعود سليم
وفي ذلك الوقت كان سليم أخبرهم بأنه تم شفاءه واصطحب زوجته لأداء مناسك العمرة ولكن رفض الإفصاح عن ما حدث ب لندن ومازال على وعده لا يريد بأن يفشي سر والده ويفضحه بعد مامته وخلال ساعات سيكون أمام والدته
لم تصدق خديجة فرحتها بأن ابنها تماثل الشفاء وقررت بأن تستقبلهما بحفل بسيط وساعدتها ميلانا في ترتيب ذلك الحفل بحديقة الفيلا كما أن
تم أخبار عائلة حياة وعائلة سراج لكي يشاركونهم الاحتفال بعودة العروسان وشفاء سليم
وتم تزين الحديقة خصيصا بالإضاءة الخاڤتة وزينت الحديقة باقواس من البالونات الملونه وعلى جانبي الاقواس وضع شريط طويل بالإضاءة المنبعثة باللون الذهبي لتشعل جو من البهجة والسرور
وأكاليل من الورود البيضاء والبنفسج والزهور العطرة الملونة التي طغت رائحتها بالمكان
وتزين الكراسي الموضوعة لاستقبال أفراد العائلة زينت ميلانا الكراسي بالتل الأبيض
وظلت خديجة واقفة على قدم وساق لإنهاء أعباء الاحتفال وبين الحين والآخر تنظر لساعتها تتفقد مرور الوقت
في ذلك الوقت أتت عائلة حياة متلهفين لرؤية ابنتهم وات سراج هو الآخر بصحبة والديه وجدته
بينما على مرم البصر وقف القناص الذي يرتدي ثيابه السوداء ولم يظهر من ملامحه سوا عينيه التي يصوبها بحدة اتجاة ذلك الاحتفال المقام بفيلا سليم السعدني وهو على الجهة الأخرى يقف أعلى الفيلا المقابلة لفيلة السعدني ويشهر بندقية القناصة وينتظر قدوم هدفه
بعد لحظات كانت السيارة تدلف لداخل الحديقة وترجلا منها سليم مسرعا وهو محاط بكتف زو جته التي لم
تصدق تلك المفاجأة ووجود عائلتها التي ركضت إليهما ترتمي باحضان والدها الذي التقفها بحنانه وطوقها بذراعيه بشوق كبير يرؤي عطش اشتياقه لها فلم يراها منذ شهر ولن تتحمل والدتها فراقها أكثر من ذلك فجذبتها من بين ذراعي والدها وض متها هي باحض انها الدافئة وتهمس لها بجانب أذنها عن مدا اشتياقها لها وأن المنزل لم يعدا مبهجا بعدما تركته
على قدميه بعد ما مر به من أعوام شداد وهو قعيد لذاك الكرسي المتحرك
وعندما انض م إليه شقيقه تلاقت أعينهم بلحظات من الصمت أبلغ من الكلام فقد كانت عينهما تشكي للآخر مدا أشتياقهما
وقبل أن تتعانق أج سادهم
أخرجت طلقة مدوية بالمكان تعرف هدفها وطريقها المحتوم وقد كانت تلك الفاجعة الكبرى
لحظات فاصلة من الزمن لحظات تحبس فيها الأنفاس لحظات قاسېة على هتان العيون المتشتة والهلع الذي أصاب الجميع وهم يرؤن بركة الډماء شلت الصدمة حواسهما وأتسعت أعينهم عندما دوت الړصاصة الثانية تعرف طريقها
لتجعل من الصدمة کاړثة اصاپة العائلة كلها بل اصابت كل من حضر الحفل
إلى لقاء في الجزء الثاني