رائف الحديدى
المحتويات
مقاومتها الشديدة بمحاولة تثبت قدميها بالارض كمحاولة واهية تمنع دخولها للسيارة لتتذكر فجاءة كوب القهوة الساخن بيدها فلم تمهل نفسها لحظة واحدة للتفكير تلقى بحتوياته فورا فى وجهه ذلك الواضع يده فوق فمها ليتركها فورا صارخا پعنف عند ملامسة القهوة الساخنةلوجهه وفى تلك اللحظة اخذت بالصړاخ الشديد وهى تلتفت الى الاخر تشده من شعره بيدها الحرة بعد ان سقط الكوب الاخر من يدها وهى مازالت تصرخ حتى انتبه على صوتها احدى المارة فى الطرف الاخر من الطريق ليسرع الى نجدتها وعندما لاحظه شاهين اسرع بامر الرجلين بدخول السيارة فورا ليسرعوا فى تنفيذ امر يدفعوا بزينة پعنف بعيدا عن طريقهم فتسقط پعنف على ركبتيها فوق الارض الحجرية تصطدم جبهتها بحافة احدى الحواجز البارزة من الرصيف فشعرت لوهلة بسواد يحيطها بها لكنها انتبهت على صوت رجل يسألها بقلق
وجدت زينة نفسها تهز راسها بالنفى فيكمل الرجل
طيب تعالى نروح المستشفى نطمن عليكى ونعمل محضر بلى حصل
نهضت زينة بصعوبة تشعر بالالم فى ركبتيها لكنها تحاملت على نفسها تحاول النهوض قائلةبضعف
لاااا مفيش داعى انا كويسة والحمد لله انها عدت على خير
امسك الرجل بها يحاول اسنادها قائلا بقلق
زينة بضعف وهى تتلمس جبهتها پألم
لااا انا شغالة فى شركة قريبة كلها خطوتين واوصل
هز الرجل راسه بالموافقة يدعو لها بالسلامة بينما تتحرك زينة بضعف وخطوات بطيئة مټألمة حتى وصلت الى الشركة فحاولت السير باعتدال تحاول الا تثير الفضول تحمد الله بأنشغال مها عنها لتمر سريعا حتى وصلت الى مكتبها بجسد متهالك مټألم بشدة فجلست فوق مكتبها تتألم تشعر كما لو كانت بداخل كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه تحدث نفسها بړعب الى هذا الحد قد يبلغ بيهم الامر الى درجة محاولة اختطافها ولكن لماذا ما اهميتها لهم لدرجة ان يصل الامر بهم الى حد الاختطاف
زينة وهى ترجع خصلات شعرها خلف اذنيها قائلة بضعف
هى الساعة كام ووصلتم امتى
شاهى بسخرية
من زماااان رائف بيه فضل ينده عليكى واخر
ما زهق طلب منى ان اصحيكى وتحصليه على مكتبه
تنبهت جميع حواسها فوق نطقها كلماتها تلك ټلعن نفسها الف مرة لاستسلامها لتلك الغفوة فالان سيظن انها تستغل وضعها فى المكتب لفعل ما تريد دون خوف من عقابه او تأنيبه
اوعى تفتكرى علشان وضعك الجديد هيسكت على اى حاجة غلط تعمليها بالعكس ومدام انتى
بتشغلى معاه يبقى زيك زاى اى موظف هنا
زينة بفروغ صبر تنهض من مكانها تتجه الى مكتبه
خلاص يا شاهى فهمت والله انى زاى اى موظف هنا وانه بعتلى علشان اتعاقب حاحة تانية تحبى تضفيها ولا ادخل
جزت شاهى فوق شفتيها بغيظ من رؤية زينة بتلك الثقة امامها لا تخاف من استدعاءه لها كما لو كانت واثقة من مكانتها عنده
جلس فريد داخل مكتبه فى مقر شركته فوق اريكة عملاقة تجاوره سوزان تنفث دخان سيجارتها پعنف قائلة بعصبية
شوفت يافريد البت كملت معاه عادى والجوازة لسه ماشية ومسمعناش اى خبر عن انفصالهم
اتكأ فريد بظهره الى الخلف قائلا ببرود
لا واللى متعرفهوش هما الاتنين جاين مع بعض الصبح الشغل يعنى كل الامور تمام
اعتدلت سوزان تنظر اليه تهتف
طب والعمل خلاص كده استسلم وضاع الميراث منى
فريد ببطء ينظر الى اطراف اظافره قائلا
انا عندى الحل بس اضمن حقى الاول
سوزان بعينين لامعتان بلهفة تهتف
اى حاجة تطلبها يا فريد بس تخلصنى من موضوع الجوازة ده
اعتدل فريد فى جلسته يسألها بفضول
طب لما نخلص من البت دى ما هو يقدر يتجوز غيرها وغيرها ولا انتى ناوية تلفى وراه تفشكلى اى جوازه ليه
اسرعت سوزان تعتدل هى الاخرى قائلة بسرعة
لااا ماهو سليمان مكنش غبى وعارف دماغ ابنه علشان كده شرط ان تكون اول جوازة ليه وتستمر على الاقل سنة لانه كان عارف ابنه استحالة يكمل مع ست خصوصا بعد اللى حصل من ااااا....
هز فريد راسه بتفهم قائلا مقاطعا حديثها
مفهوم .مفهوم . كانت دماغه مش سهلة سليمان الحديدى
زفرت سوزان بغيظ قائلة
ولا ابنه كمان الاتنين شياطين محدش يقدر عليهم
صدعت ضحكة فريد الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بغرور متباهى
الا انا يا روحى انا الوحيد اللى ادى قلم لرائف الحديدى بعمره كله
هممت سوزان بتهكم كما لو كانت تحدث نفسها
متاكد انك انت اللى اديته القلم مش هو
الټفت اليها فريد يهتف بۏحشية
تقصدى ايه بكلامك ده
اسرعت سوزان تصلح ما تفوهت به تهتف بلين
ولا حاجة يا قلبى هو لو انا مش عارفة انك الوحيد اللى تقدر على رائف كنت طلبت مساعدتك لتكمل بلهفة فى محاولة لتمرير الامر
هاااا هتعمل معاه ايه واى حاجة هتطلبها انا موافقة عليها بس تخلصنى من الموضوع ده فى اسرع وقت
فريد وقد التمعت عينيه بجشع
قصر الحديدى عاوز قصر الحديدى ليا
نهضت سوزان من مكانها بحدة تهتف
نعم يا سى فريد قصر ايه اللى عوزه انت عارف القصر ده يسوى كام
نهض فريد على قدميه هو الاخر قائلا ببرود
هشتريه ياسوزان متخفيش وبس هتهودى معايا فى السعر شوية ولا ايه
سوزان قائلة بارتباك وتوتر
طبعا طبعا بس نخلص الاول من حوار جوازة رائف وبعدين نشوف الموضوع ده
صفق فريد كفيه غبطة قائلا
يبقى اتفقنا وسبينى انا بقى الاعب رائف بمزاج
سوزان بلهفة لم تستطيع اخفائها
هتعمل ايه عرفنى
فريد هو يفرك كفيه ببعضهم قائلا بخبث
الاول نشوف العروسة تتستاهل ادخل شخصيا ولا نلعب من بعيد لبعيد
اتسعت عينى سوزان بعدم تصديق تلتمع بخبث قائلة
تقصد انك هتااا..
هز فريد راسه بالايجاب قائلا بخبث هو الاخر
طبعا يا حبى بس ده هنخليها لاخر الاول نرمى الورقة اولى ونشوف هتعمل ايه وسط العرسان وبعدين نقرر امتى انا هدخل
هزت سوزان راسها بعدم تصديق قائلة
انت مصېبة يا فريد بجد مصېبة
ارتفع جانب فمه بابتسامة شرسة بينما عينيه تلتمع بغبطة فرحا من كلماتها تلك له
دخلت زينة الى الغرفة تراه يجلس فوق مكتبه رافعا لاكمام قميصه الاسود حتى منتصف ساعديه يمسك بقلمه يدون به فوق الاوراق امامه دون ان يعيرها ادنى اهتمام فظلت تتابعه بعينيها واقفة مكانها تتنقل من قدم الى الاخرى بتملل يذكرها هذا المشهد باول مرة حضرت فيها الى مكتبه مع فرق انها الان حقا لاتستطيع الوقوف فوق قدميها كثيرا تشعر بالالم يدق عظام ركبتيها وضربات عڼيفة فوق صدغها فاغمضت عينيها بضعف علها تخفف من ضربات صداعها هذا لكنها اسرعت بفتحهم على اتساعهم حين وصل لها صوت والقاء قلمه فوق الاوراق تراه ينهض على قدميه مقتربا منها بخطوات سريعة قائلا پعنف واستهجان
انتى ايه حكايتك النهاردة بتحاولى من الصبح توصلينى لاخر حدود صبرى معاكى
لېصرخ بحدة يكمل يقف امامها تماما يسلط عينيه المشټعلة پغضب فوقها
لو فاكرة بحركات العيال اللى بتعمليها دى انك تخلينى ازهق واقولك مع السلامة تبقى غلطانة ومتتخليش انى هفوت ليكى اى غلطة بعد كده
اغمضت زينة عينيها بضعف وهى تخفض راسها قائلة مرارة
عارفة حضرتك وضحت ده النهاردة الصبح وانا اسفة انى نمت اثناء الشغل واوعد حضرتك مش هتتكرر تانى
رفعت كتفيها بجزع حين سمعت صرخته نافذه الصبر قبل ان يهتف بها بحنق
انتى ايه حكايتك عاوزة ليه تخرجينى عن شعورى
لم ترفع زينة راسهاا
بل ظلت تخفضه تتمنى من الله ان ينتهى من توبيخها سريعا حتى تستطيع الخروج من هنا فورا فهى بدات تشعر ان قدميها لا تقوى على حملها فعلا وجسدها اخذ بالارتعاش بشدة
قائلا بلين ورقة فى محاولة منه لتلطيف الاجواء بينهم
زينة حاولى تبطلى عندك ده صدقينى وقتها الامور هتمشى بينا اسهل من كده
نظرت اليه بعينين يغشاهم الدموع تشعر برغبة شديدة فى البكاء لتعلم انها فى مرحلة متاخرة من الصدمة ظهرت عند اول محاولة تعامل برقة ولين منه لاتدرى لماذا شعرت بحاجتها لكلمة طمئنة منه هو بذات الان
ذهل رائف حين راى تلك الدموع بعينيها فتسلل احساسه بالندم اليه
ايه اللى فى وشك ده حصلتلك ازاى وامتى
هنا لم تستطيع زينة التماسك اكثر من هذا تتذكر محاولة اختطافها ولحظات هلعها ورعبها وقتها فتساقطت دموعها رغما عنها رغم محاولتها
زينة ردى عليها ايه اللى حصل وعورك بالشكل ده
لم ترد عليه بل اخذت شهقاتها
بالتعالى كما لو كانت كل محاولتها لتماسك منذ حدوث تلك الحاډثة اڼهارت فجاءة وامام من امامه هو بالذات فحاولت الالتفاف والخروج سريعا من الغرفة غير راغبة ان يكون شاهدا على لحظة اڼهيارها تلك لكنها وجدتت نفسها تلتف حول نفسها
احسن دلوقت
هزت راسها بالايجاب تخفض راسها خجلة من لحظة اڼهيارها تلك لكن لم يمهلها ليسألها برقة تحمل القليل من الحزم
مش هتقوليلى ايه اللى حصل وايه الل خبطك بالشكل ده
ظلت تخفض راسها لا يصدر عنها صوت سوى تنهدات ناعمة من اثر بكاءها لكنه لم يستسلم بل مد انامله يرفع عينيها اليه يناديها بلطف
فاسرعت بخفض عينيها قبل ان تقول بصوت فزع متحشرج تعاودها غصة البكاء مرة اخرى
كانوا هيخطفونى النهاردة وانا كنت بره الشركة
شحب وجهه بشدة قبل ان يهتف بها پصدمة
مين يا زينة مين اتكلمى احكيلى كل حاجة حصلت
اخذت تقص عليه كل ماحدث حتى وصلت الى ذلك الجزء المتعلق بشاهين لينهض رائف على قدميه هاتفا بۏحشية وعينين مشټعلة بالنيران
مبقاش رائف الحديدى اما دفعته تمن اللى عمله ده غالى وغالى اوووى
لم تنبه زينة لكلماته بل اكملت بضعف يختنق صوتها بالبكاء مرة اخرى
هما بيعملوا معايا كده ليه انا عملت ايه علشان توصل معاه انه يحاول يخطفنى
جلس رائف مرة اخرى بجوارها يضمها اليه مرة اخرى بحنان ولكنها هذه المرة لم ټقاومه بل القت بنفسها فوق صدره ټدفن وجهها فى عنقه وهى ترتعش بشدة وړعب ادرك رائف وقتها انها فى مرحلة الصدمة مما حدث لذلك اخذ يتمتم لها بكلمات هامسة رقيقة يحاول بها بعث الاطمئنان الى جسدها حتى استكان جسدها اخيرا تهمس
متابعة القراءة