رواية سجينه جبل العامري بقلم ندا حسين (كاملة)

موقع أيام نيوز


مهتم بما يقوله من الأساس
مش أنت اللي بتقول ولا دي ولا دي مافيش غير مراتك
ابتسم جبل وهو يقول بسخرية خبيثة ماكرة ليعبث به
لأ فيه
ترك الكوب من يده ثانية وعاد ليقف مستقيما ناظرا إليه بقوة وعمق بعد أن اخترق حديثه عقله ولم تكن تأتي على خلده من الأساس وكأنها ليست من سكان القصر 
اخترق اسمها أذنه بعد أن تفوه به جبل بسهولة

اسراء
انتفخت عروقه بشدة واهتاج جسده ليشيح بيده پعنف وعصبية بعد أن تحركت مشاعره بالڠضب الممېت ولم يستطع السيطرة عليها لېصرخ بصوت عال
بقولك ايه اظبط أنت قسما بالله اهدلك القصر على اللي فيه أنت بتقول ايه
عمل جبل على اغاظته أكثر وهو يقول بجدية ساخرا
طب الله وكيل لايق عليها أكتر منك
أقترب منه يشيح بيده في الهواء بهمجية يخرج صوته بخشونة وغلظة صائحا
لايق على مين ياعم ده
مرتشي
باغته جبل بابتسامة عريضة وهو يقول بتهكم
بس ظابط
صړخ عاصم مجددا پعنف وقسۏة
هو ايه اللي ظابط ظابط ياعم ده مش ظابط نفسه
تحرك في الغرفة بهمجية شديدة وملامح وجهه مشدودة بحدة وعروقه نافرة ليقول بنبرة حادة يتخللها الحزن الشديد
جبل الموضوع ده مش للهزار علشان تبقى فاهم
أكمل بحدة غير مصدقا لما قاله بعد أن فكر به قليلا
وبعدين هو شافها فين علشان يطلبها أنت كداب
ضړب جبل بكف يده على فخذه صائحا مجيبا عليه بقوة ونبرة واثقة كاتما ضحكاته الذي يود إخراجها
الله وكيل شافها مرتين وطلبها مني النهاردة وأنا مش بكدب عليك
اعتدل في جلسته يقول بجدية
وأنا وافقت
أعمته غيرته لم يصبح يرى أمامه من شدة الڠضب والغيرة التي دلفت إلى قلبه لتسحقه بقوة تفتت كل إنش به تقدم منه في لمحة خاطفة ليجذبه من تلابيب ملابسه يقف أمامه صارخا به بقسۏة
وافقت يبقى اتجوزه أنت تعرف تعملها دي
ابتسم ببرود وغيظ وأردف بلا مبالاة ليجعله يستشيط غيظا
تؤ هي اللي هتتجوزه
شدد من قبضته على تلابيب ملابسه ليقول أمام وجهه پعنف ونظرته نحوه كاره للغاية
أنت مين قالك أنها هتوافق
تبسم إليه أكثر وعاد يقول ببرود مجددا
أصل مراتي ولية أمرها وهي رفضاك وموافقة على الظابط
سبه بعصبية شديدة وتأججت النيران داخل صدره خوفا من أن يحدث ما يتفوه به ولكنه لن يسمح بذلك مهما حدث حتى وإن هدم المعبد على من فيه
أبوك على أبو مراتك جبل قسما بالله اهد الدنيا عليكم ومش هيهمني حد
دفعه للخلف بحدة عندما توجه بحديثه إلى نقطة محظورة قائلا پعنف وقسۏة
احترم نفسك الأول علشان ممدش أيدي عليك
ضړب عاصم على الطاولة بيده وهو في حالة ثوران ليست طبيعية فغيرته أشعلت النيران لتندلع داخله بضراوة وليس هناك شيء يخمدها
قسما بالله اخطڤها وأطلع من أم الجزيرة دي ومش هخلي حد فيكم يلمح طيفها وأنت عارف أنا كفيل بيها
عاد جبل ليجلس مرة أخرى يهتف بضجر
طب بس بس بلاش خيابة
ذهب ليجلس جواره نظر إلى الفارغ أمامه في أرضية الغرفة وتحدث بعفوية بنبرة صوت هادئة تخرج من قلبه إلى مسامع الآخر
دي خيابة أنا بحبها بحبها ايه أنا مچنون بيها أنا بحلم بيها وأنا نايم وأنا صاحي أنا حتى مش عارف ده حصل امتى وإزاي دي عيلة صغيرة بريئة متنفعنيش بس بس أنا عايزها
نظر إليه مستغربا مما بدر منه في لحظة وهو يجلس قليل الحيلة ينظر في الفراغ يتحدث بحب ولهفة لم يراه لها سابقا ليخرج صوته يسأله
للدرجة دي
هتف وهو على نفس الوضع وعقله لا يكف عن التفكير بها والخۏف مما قاله جبل الخۏف من أن توافق هي لأجل حديث شقيقتها
وأكتر وأكتر بكتير
تفوه جبل بجدية وهو يربت على كتفه بعدما استشعر الصدق المبالغ به في نبرته
صعبت عليا أنا هفكر في الموضوع ده
نظر إليه عاصم بعيون متعطشة للمساعدة
أو لنيل ما أراده خرج صوته متلهفا
يا صاحبي علشان خاطري ساعدني جبل أنا أول مرة أطلب منك حاجه ومش هتنازل عنها سواء ساعدتني أو لأ
تحدث جبل بضجر وانزعاج
ما خلاص بقى اخرس خلينا نفكر في شغلنا أحسن
هب واقفا بعصبية صارخا به يسبه هو وعمله
يا عم ما يولع الشغل يولع
زفر بنفاذ صبر يشير إليه أن يجلس مرة أخرى قائلا بجدية
عاصم قولتلك خلاص أقعد بقى عايزك
جلس عاصم على مضض يستمع إلى حديث جبل ولكنه لا يفكر به يدلف من الناحية اليمنى ويخرج من اليسرى يفكر بها عقله منشغل بها هي ولا يستطيع حتى التركيز في أي شيء آخر ما قاله له جبل أشعل النيران داخله بضراوة ونفرت عروقه منه من كثرة الڠضب والتفكير فيما قد يحدث 
غيرته خرجت عن السيطرة وهو يفكر في ذلك
الحقېر الذي أراد الزواج منها يتوعد له أن أتى هنا مرة أخرى لن يخرج إلا محمولا على الأكتاف كي يستطيع بعد ذلك رفع بصره إلى النساء جيدا 
لن يجعل ذلك يحدث لن يتركها لأي شخص آخر غيره وإن طلب الأمر أن يق تل
يتحدث جبل جواره وهو يشتعل من الغيرة واللهفة لرؤيتها وتحطيم قدميها التي ساقتها إلى أن تتوجه ناحية ذلك الغريب 
يشعر وكأن قلبه وعقله قارب كل منهما على الإڼفجار حقا ليس هناك ذرة صبر واحدة ينعم بها في جسده بل كل ما يشعر به هو العصبية والفوران الشديد كأنه بركان قاربت فواهته على الإڼفجار وإخراج كل ما بها ليدمر الأخضر واليابس 
كانت زينة في غرفتهم تخرج ملابسهم من الخزانة وتعيد ترتيبهم مرة أخرى بحب أكبر وابتسامة سعيدة مرتسمة على شفتيها تأتي لټقتحم ما بها كلما تذكرت لحظاتها معه في الآونة الأخيرة 
وقع ملف أوراق من الخزانة وهي تجذب ملابسه منها ليستقر على الأرضية نظرت إليه بعينيها وتركت الملابس جانبا لتهبط إلى الأرضية تأخذه بين يديها تجلس على الفراش لتفتحه وفضولها يجذبها نحو ما به
لم تفهم ما محتوى الأوراق هذه ولكن هناك ورقة كان بها رسمة غريبة تحتوي على أسماء كثيرة ربما كانت استمعت
عن بعضهم من هؤلاء ذو القيمة والقامة في الدولة 
تركتهم جانبا عندما استغرقت وقتا طويلا تحاول فهم ما بهم ليقع بيدها صورة غريبة للغاية 
كان هو بها يقف مبتسما باتساع وكأنه كان ضاحكا بقوة يكبت ضحكته على جانبيه اثنان من رجال الشرطة مرتدين الزي الرسمي مبتسمين بسعادة مثله وأكثر
رفعت وجهها لتنظر في الفراغ أمامها وبدأت مرة أخرى مرحلة التفكير التي كانت قد تخلصت منها منذ فترة 
عبثت بها خيوط عقلها التي تفكر بها لما هو هنا في هذه الصورة بهذا الشكل مع هؤلاء! رجال شرطة! كيف هو ورجال الشرطة سويا كيف!
وقفت خيوط عقلها ووقف عقلها كليا عن التفكير فحقا لا تدري ما الذي ممكن أن تستنتجه من هذه الصورة وما الذي سيكون صحيح تشعر أنها من الأساس تعبث بأشياء لن تأتي لها بفائدة إلا عندما هو يعترف إليها بكل شيء أنها ترهق نفسها فقط ككل مرة فعلت بها هذا 
دلف هو الغرفة يغلق الباب خلفه وجدتها تجلس على الفراش بجوارها ملف أوراقه والصورة بيدها بينما هي تنظر في الفراغ 
تقدم إلى الداخل ليجذب منها الصورة پعنف قائلا بصوت حاد غاضب
أنتي هتعقلي امتى يا زينة
زفر حانقا وقد أتى بأخره معها ليهتف بنفاذ صبر
حتى بعد كل اللي قولته ليكي لسه بتدوري ورايا
وقفت بهدوء تتابع انفعاله الزائد عن حده ثم قالت بصدق ورفق
أنا مدورتش وراك المرة دي أنا كنت بعدل الهدوم في الدولاب والملف ده وقف من بين هدومك
أشار إليها بالأوراق بيده ساخرا منها
وقع من بين هدومي زي الشاطرة تشيليه وتحطيه مكانه مش تقعدي تفتشي زي المفتش كرومبو
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها لتقف بجدية قائلة
أنت ايه اللي مزعلك كده
ابصرها بعينان حادة للغاية اشټعل الڠضب داخله ووصل إلى ذروته بسبب أفعالها فقال بقسۏة
زينة متستهبليش الله وكيل أنتي عايزة تجيبي أخري معاكي
وجدته حقا منزعج من فعلتها فحاولت بلين
ممكن تهدأ شوية الموضوع مش مستاهل
خرج صوته پعنف وقسۏة شديدة وهو يلقي الأوراق على الفراش وأردف قائلا
لأ مستاهل بعد كده متمديش ايدك على حاجه تخصني أنتي سامعة ولا لأ المرة الجاية مش هتكلم معاكي صدقيني لأني جبت أخري من الحركات دي
زفرت بضجر وانزعاج هي الأخرى ووقفت بثبات تقول بعصبية مقررة أن تعلم كل شيء الآن
ماشي يا جبل وأنا دلوقتي حالا محتاجه أفهم كل حاجه ومش هستنى تاني علشان ممدش أيدي على حاجتك بعد كده
تنهد بعمق ينظر إليها بنفاذ صبر يحاول أن يهدأ نفسه ليتحدث بجدية
أنا قولتلك هتعرفي كل حاجه في الوقت المناسب
احتدم النقاش بينهم عندما احتدت نبرتها وهي تقول بعصبية
وأنا عارفه إن الوقت المناسب بتاعك مش جاي دلوفتي أبدا وعايزة أعرف دلوقتي حالا كل حاجه
نظر إليها پعنف يخترق أعينها بنظراته قائلا بخشونة
هو أنتي بتأمريني
ابتلعت ما وقف بحلقها لتجيبه بهدوء وثبات
لأ أنا
مش بأمرك أنا بطلب منك أهو
أبتعد عنها متقدما للمرحاض مقررا أن يتركها تفعل ما يحلو لها وأن يفعل هو أيضا ما يحلو له ليقول ببرود ولا مبالاة
أنا مش هقول غير في الوقت اللي يناسبني يا زينة مش أنتي اللي هتمشيني على مزاجك
ارتفع صوتها بضجر تسير خلفه بعصبية
أنا كمان تعبت من إني ماشية على مزاجك زي الحمارة ومش فاهمه حاجه
استدار ينظر إليها نظرات ذات مغزى بعد أن استمع إلى حديثها وفهم المقصد منه خطأ أردف بسخرية
لأ أنتي مش بتعملي كده لمزاجي أنا أنتي مبسوطة معايا
استنكرت حديثه محركة رأسها بقوة تقول
أنت مچنون أنا مش بتكلم في كده
وضعت يدها أمام صدرها مرة أخرى ووقفت بجسد متشنج تطالب بمعرفة كل شيء الآن ليخرج صوتها مرتفعا
جبل أنا عايزة أفهم كل حاجه دلوقتي
أقترب منها بهمجية وعيناه لا تنذر بالخير نحوها أبدا أنه
يحاول كثيرا ولكنها لا تساعده
وطي صوتك
هدأت نبرتها ونظرت إلى الأرضية بحزن ثم رفعت بصرها إليه بأسى يظهر على كافة ملامحها تتحدث بنبرة هادئة
جبل أتكلم أنا مش هستنى أكتر من كده بجد كفاية أوي
قطب جبينه عليها عندما تحولت إلى هذا الضعف الممېت الذي يروقه فزفر بهدوء محاولا أن يمد نفسه بالصبر ثم سألها
عايزة تعرفي ايه
سألته بجدية
أنت بتشتغل ايه
قال ببرود ولا مبالاة
أنا مهنتي محامي
صړخت پعنف وارتفع صوتها مرة أخرى بسبب سخريته منها
جبل
تنفس الصعداء وحاول ضبط أنفاسه ضاغطا على نفسه ليقول برفق
عايزة ايه يا زينة
وقفت قبالته ورفعت يدها عليه برفق ولين لتنظر إلى عيناه المتعطشة لكل شعور هادئ منها وقالت بهدوء
ريحني يا جبل كفاية كده ولا أنت لسه مش واثق فيا
رفع يده الاثنين ليمسك بذراعيها يقربها منه لو بتحبني زي ما بتقول فهمني
انخفض بجذعه قليلا محبة ثم قال بهدوء
كل حاجه في وقتها حلوة
صړخت پعنف وانزعاج شديد واحتل كيانها الڠضب بسبب هذه المراوغة والسخرية وكل شيء إلا الجدية
جبل كفاية
صړخ يبادلها هو الآخر تاركا إياها مبتعدا عنها ليخرج الحديث من داخل أعماقه وكل
 

تم نسخ الرابط