قصه كامله

موقع أيام نيوز


انفطر قلبها حزنا نهضت من مقعدها و سارت بهدوء شديد نحو ركن الكتب المصوره .
شاهدته عن قرب و لم تكن مجرد كدمه سوداء بل هناك چرح في ذقنه و يده اليسرى مليئه بعلامات على ما يبدو من آثار حړق ما .
بقيت للحظات تحملق فيه أما هو فمثل المره الماضيه الټفت يمينا و يسارا ليتأكد من خلو المكان و لكنه اليوم قام بإخراج كتابا من سترته ووضعه على الرف ثم أخفى الكتاب الذي كان يطالعه مكانه .

ابتسمت جنه فصغيرها ليس بسارق هو فقط يستعير الكتب ثم يعيدها و تساءلت أي أسره تلك التي تضربه و تهمله و في نفس الوقت تزرع وازع الأمانه في داخله .
لن تكتفي بالمشاهده عليها مساعدته فبشكل أو بآخر يذكرها هذا الصغير بحياتها القاسيه في بيت خالها .
خرجت جنه من خلف الرف و دخلت الممر الموجود به ثم اقتربت منه و قالت ازيك يا حبيبي أنا مبسوطه إنك رجعت تاني .
تسمر الصبي في مكانه و ظهرت علامات الفزع على محياه فقالت جنه متخفش انا بس عايزه اتكلم معاك شويه ممكن 
بقي متسمرا في مكانه و لم ينطق بحرف قالت جنه انت بتحب الكتب اللي فيها صور ...صح 
أومأ الصبي لها برأسه.
قالت جنه و أنا كمان كده ينفع انا و انت نبقى صحاب .
ابتسم لها فقالت أنا اسمي جنه و انت يا بطل اسمك ايه 
نظر الصبي إلى الأرض ثم عاد بنظره إليها و قال الست بتقولي يله و العيال محمد .
انفطر قلب جنه أكثر عند سماعها إجابته و سألت برقه الست ..تقصد مامتك 
هز الصبي رأسه بالنفي و قال هي بتقول إنها أمهم و بس .
سألت جنه طب انت فين مامتك 
آنسه جنه آنسه جنه
انتي لسه هنا 
ظهر الخۏف على وجهه فور سماعه صوت الساعي قالت جنه مطمئنه ده عمو فريد و هو طيب خالص .
و لكن لم تنجح محاولتها في طمأنته ثوان و كان خارج المكتبه .
قالت جنه للساعي على الفور أنا مروحه تقدر تقفل المكتبه يا عم فريد .
حملت حقيبتها و غادرت المكتبه وقفت على البوابه تنظر يمينا و يسارا تبحث عنه وجدته يسير بالقرب من كشك الصحف و من ثم دخل في أحد الشوارع الفرعيه .
انطلقت جنه تحث خطاها للحاق به توقفت عند ذلك الكشك و نظرت باتجاه الشارع الفرعي وجدته قد وصل إلى نهايته لحقت به مسرعه ...و صړخت مناديه محمد استنى شويه ...
و لكن يبدو أن نداءها أتى بنتيجه عكسيه فلقد أسرع بالعدو هاربا منها لم تجد جنه بدا سوى بالعدو خلفه و استمرت تتبعه من شارع لشارع تلهث و قد انقطعت أنفاسها و إذ بيد أحدهم تجثم على كتفها و صوت غاضب يقول انتي اټجننتي !!! 
ألقت سماح التحيه على الفتيات الملتفات حول شاشة التلفاز في الصاله الموجوده في الطابق الأرضي للسكن و ذهبت لاستقلال المصعد إلى شقتها عندما استوقفتها إحدي الفتيات قائله استني يا سماح ...
قالت سماح خير ...
في ست كبيره جت من حوالي نص ساعه و عايزه تقابلك .
مقلتش اسمها ايه 
بتقول الحاجه رقيه .
هي فين 
في مكتب المشرفه .
طب أنا هاروح أشوفها عايزه ايه .
طرقت سماح الباب و دخلت حيتها المشرفه و استأذنت تاركه المجال لها للحديث مع تلك المرأه .
مدت سماح يدها و قالت ازيك يا حاجه رقيه 
الحمد لله ازيك انتي يا بنتي !
الحمد لله ..خير كنت عاوزاني فايه 
ابتسمت الحاجه رقيه و قالت الظاهر انتي مش عارفاني ... أنا أم عبدالله .
زفرت سماح بقلق فهي بالتأكيد غير مستعده للحديث الذي ستجريه معها أم عبدالله .
زفر إياد بقوه و تساءل من فيهما الذي جن حقا !
هو الذي ظل لحوالي الساعه قابعا في سيارته أمام المكتبه مترددا هل يدخل و يحادثها أم عليه فقط أن يتبعها ليرى إن كانت حقا ستذهب إلى قسم الشرطه .
ساعه كامله قضاها حائرا ليجدها تخرج من المكتبه كالتائهه تلتفت يمينا و يسارا ثم و كأنها وجدت ضالتها لتنطلق مهروله بسرعه و عندما اختفت في ذلك الشارع الفرعي جن عقله ترجل من سيارته و لم يجد بدا سوى اللحاق بها للاطمئنان عليها .
استدارت جنه لتقول بأنفاس متقطعه بعد أن رأته خضتيني ..حرام عليك .
رد إياد بعصبيه خفتي مني لكن مخفتيش و انتي بتجري من شارع لشارع متعرفيش حتى رايحه فين 
قالت جنه بصوت متقطع من آثار العدو مين قالك معرفش رايحه فين 
رمقها إياد بنظره مليئه بالسخريه و قال طيب يا شاطره احنا فين دلوقت 
نظرت جنه حولها ثم قالت هنكون فين يعني في الشارع .
و تابعت قائله هو انت كنت ماشي ورايا 
أجابها إياد أنا اللي أسأل مش انتي ايه اللي خلاكي تخرجي زي المجنونه و تجري كده من شارع لشارع 
تنهدت جنه و قالت اسمع يابشمهندس زي
 

تم نسخ الرابط