قصه كامله مشوقه
المحتويات
هنا هتبقى مشكلة...
إلتفتت نحوه و هي ترسم على شفتيها إبتسامة
مزيفة حتى لاتثير حنقه فهي آخر ماتريده هو إثارة
غضبه في الوقت الحالي.. تحتاج لبعض الوقت فقط حتى تجد حلا لهذه الورطة التي وقعت فيها بسبب تلك الغبية هانيا فلولاها لما إستطاع آدم إكتشاف
ماتخطط له و لكانت الان في غرفتها تنعم بدفئ
بهدوء محاولا إستمالتها..
محدش هيعرف داه هيكون سرنا الصغير...
أوعدك إنك هتتبسطي أوي و كمان هديكي
شيك تكتبي فيه المبلغ اللي إنت عاوزاه
داه غير إني هساعدك عشان توصلي ل.. صالح .
غمزها و هو يبتسم لها مستغلا تأثير وسامته
الفائقة كما يفعل دائما عندما يرغب في الإيقاع
لنظراتها المشمئزة نحوه التي سرعان ما أخفتها
بعد أن سيطرت ببراعة على صډمتها فهي طبعا
فهمت
إيحاءاته الوقحة التي يدعوها فيها أن
تستسلم له...المسكين هل يعتقد انها مراهقة ساذجة او مچنونة حتى تقع في تلك الهاوية التي لارجوع منها...
تكن يوما ما ساقطة بلاشرف مستعدة لمنح جسدها
لرجل سكير مقابل حفنة من الأموال...فلتخرج
من هنا هذه الليلة سالمة و سوف تجعله يندم لأنه
تجرأ على العبث معها هي صحيح فقيرة لا تمتلك من
أمواله و نفوذه شيئا لكن كان لديها عقلا يجعل
همهمت مدعية التفكير وهي تتراجع ببطئ
إلى الوراء بينما تسللت يدها لتفك قبضته
من حول معصمها حتى لا يتفطن لها قبل أن تبتسم
له بعبث قائلة..
أنا من وجهة نظري شايفة إنه... لسه بدري على الحاجات دي لازم الأول نوصل لللي إحنا عاوزينه و بعدين نستمتع...مش عاوزين حاجة تشغلنا عن هدفنا ..
فاطمة محاصرة بينه و بين الباب.. رفع أنامله
لتعبث بإحدى خصلات شعرها مردفا بكلمات
منمقة و جمل مختارة بعناية مصرا
على إيقاعها و إلحاقها بقائمة حريمه..
أنا إزاي مخدتش بالي منك قبل كده...إنت
قدرتي تخبي الجمال داه كله إزاي
لوهلة كادت أن تقع في شباكه فهي في الأخير
حتى و لو كانت مزيفة لكنها أدركت نفسها في اللحظة الأخيرة و عادت إلى رشدها من جديد
و هي تحاول إستحضار ملامح صالح أمامها حبها الأول و الأخرى... أو بالأحرى هدفها الذي تصبو
إلى الوصول إليه بكافة الطرق....
رواق الطابق من وراء الباب الذي كانت تستند عليه بصوت صړاخ مألوف جعلها تنتفض بړعب....
أزاحها آدم من أمامها ثم فتح الباب و هو يوصيها
بنبرة محذرة..
أدخلي جوا و إوعي تفتحي الباب..هطلع أشوف فيه إيه
في فيلا سيف....
كان سيف يجوب أرضية الغرفة و هو ېصرخ بين الحين و الاخر محاولا السيطرة على غضبه الذي
كان يتصاعد بسبب تلك الأخبار التي يستمع
إليها عبر هاتفه....فتح باب النافذة ليستنشق
الهواء البارد الذي لفح بشرته الساخنة هادرا
پعنف..
يعني إيه جدي حالته مش بتتحسن و الغبية
اللي أنا جايبها عشان تاخذ بالها منه ملاحظتش
داه إلا بعد شهر...الصبح تمشيها إنت فاهم
مش عاوز أشوف خلقتها هناك و انا هبقى أكلم هشام ينقله المستشفى عنده..... أيوا نفذ اللي بقلك عليه...
ما أنا عارف إن الزفت هشام هو اللي باعثها أيوا
خلص في مصېبة ثانية....
ضړب الحائط پغضب أمامه ثم صړخ من جديد
بعد أن سمع الخبر الثاني..
إيه إمتى حصل داه داه...
سلسلة من الأخبار السيئة وقعت على رأسه
دفعة واحدة و كأن هذا ماكان ينقصه
صحة جده التي كانت تتدهور و مشاكل إبن عمه صالح التي طفت إلى السطح من جديد بعد أن ظن أنه قد هدأ اخيرا لكنه كان مخطئا...ذلك المچنون يعلم أنه لن يهدأ أبدا حتى ېقتل تلك المسكينة زوجته او تهرب منه...
اغلق الهاتف ثم حشره داخل جيب معطفه
الذي لم ينزعه حتى الآن و هو يفك أزرار
قميصه بسبب شعوره بالاختناق و التعب
الذي تمكن من جسده و عقله....
في قصر عزالدين......
دلف صالح جناحه في وقت متأخر من الليل
بعد أن أضطر إلى المكوث في الشركة حتى
وقت متأخر بسبب تراكم الأعمال...فهو يستعد
لفتح فرع جديد في الولايات المتحدة الأمريكية
عن قريب لذلك مؤخرا أصبح يقضي كامل يومه
في مكتبه حتى يارا توقف عن إيصالها إلى المطعم صباحا بسبب ذهابه باكرا جدا...
غير ملابسه بسرعة ثم أسرع نحو الفراش
ليجدها نائمة ترتدي تلك البيجاما الصفراء المضحكة
المرسوم عليها شخصية سبونج بوب ...
متعمدا مشاكستها لتتململ يارا بانزعاج مغمغمة
بتذمر بعد أن لفح جسدها برودة الغرفة ..
سيب الغطا... الجو بارد .
ضحك صالح ثم ادخل يده الباردة تحت قميص
البيجاما ووضعها فوق بطنها لتنتفض يارا من نومها
بفزع تعاتبه على مزاحه الثقيل الذي حرمها
من نومها الهنيئ
بطل غلاسة بقى سيبني انام ...
صالح ببراءة..
هو انا جيت جنبك انا كنت بسلم على إبني.
نفخت يارا الهواء بضيق و تجلست على الفراش ثم مدت يدها حتى تجذب
الغطاء لكن صالح رماه بعيدا مما جعلها تهدل
كتفيها باستياء...نظرت نحوه لتجده يرمقها
بنظرات ماكرة قبل أن يهتف..
مش كفاية حرماني منك...عاوزة تبعدي عني إبني كمان.
يارا باستياء..
صالح عشان خاطري هات الغطا الاوضة
ساقعة اوي و أنا عاوزة أنام و لو على إبنك
خلاص ياسيدي أهو....
رغم أنها لم تكن تطيق الإقتراب منه لكن مضطرة
لمجاراته في ألعابه التافهة... تثاءبت قبل أن
تضيف بصوت ناعس..
إبنك عاوز
وحشتيني...لحد إمتى هنفضل كده بنمثل على
بعض...قريب جدا إبننا هييجي مش عاوزينه
يلاقي باباه و مامته علاقتهم متوترة كده
خلينا ننسى اللي فات و نبدأ من جديد و أنا
أوعدك هجيبلك الدنيا كلها تحت رجليكي
إنت شاوري بس...إديني فرصة و اوعدك
إنك مش هتندمي....
تحدثت بصعوبة بصوت خاڤت..
صالح إحنا تكلمنا كثير في الموضوع داه و إتفقنا
إني....هتنازلك عنه و إنت.. تقدر تتجوز واحدة ثانية هي هتهتم بيه و تربيه...
بملامح لينة و صوت مستعطف حاول إقناعها من جديد..
بس أنا عاوزك إنت ...إنت أول حب في حياتي
و أنا مقدرش أعيش من غيرك صدقيني..أنا عارف إني أذنبت في حقك بس أنا كنت زعلان منك أوي و مجروح عشان كسرتي قلبي...أنا حبيتك بجد و كنت شايفك كل حاجة بالنسبالي بس لما عرفت الحقيقة إتصدمت جدا عشت سنين طويلة و انا براقبك من بعيد كنتي عايشة حياتك و ناسياني...حتى لما خطڤتك و جبتك الفيلا المهجورة اي حاجة كانت بتحصلك أنا كنت بعاقب نفسي أضعاف كنت بحاول أقسى قلبي عليكي و أخليه يكرهك عشان أحقق إنتقام بس في الأخر مقدرتش عشان إكتشفت إني بحبك بس كنت بعاند...كنت عارف إنك مستحيل
هتسامحيني بعد اللي عملته فيكي عشان كده أحبرتك تتجوزيني....
قطع إعترافه ليأخذ أنفاسه و يسيطر على عبراته
التي كادت تفضحه ثم أضاف...
بصي إنت إديني فرصة و أنا هصلح كل حاجة و أول حاجة هعملها هشتريلك بيت جديد صغير على قدنا و فيه جنينة كبيرة و هنزرع فيها كل أنواع الورد اللي بتحبيه....و هنجيب كلب و قطة بس هنخليهم
في الجنينة عشان أنا مش بحب الحيوانات ...
و إيه كمان...أه و سليم أنا هجيبله مربية و
هاخده معايا الشركة كل يوم عشان ميعطلكيش عن شغلك...و كل شهر هناخد اسبوع اجازة و نروح اي حتة
إنت تختاريها ....و لو حابة نجيب بيبي ثاني اوكي و لو مش عاوزة يبقى خلاص كفاية علينا سليم
المهم إنك تبقي معايا و متسيبنيش...أرجوكي
يايارا أنا هعمل كل اللي إنت عاوزاه بس إديني فرصة
نبدأ من جديد...قلتي إيه .
طفق يعدد لها الامتيازات التي سيمنحها إياها
إذا وافقت يجزم أنه في تلك اللحظة لو طلبت
روحه لما كان سيتردد في منحها إياها..لكنها
ظلت تحدق فيه بجمود قبل أن تدير رأسها إلى الجانب الاخر و قد تحشرجت
أنفاسها رافضة حتى أن تجيبه هل يظن أن
بضعة كلمات منمقة و وعود فارغة أتت بعد فوات الأوان ستجعلها تنسى اشهرا من العڈاب الممېت... لما لايفهم أنها لم تعد تطيق رؤية وجهه خاصة أنه لا يتوقف عن فرض نفسه عليها...فقط لو يمنحها الخيار
مرة واحدة لكان الأمر إختلف كثيرا...
علامات الرفض و النفور كانت واضحة على وجهها بشدة و لاتحتاج لكلمات تخبره أنه حتى لو أمضى
بقية حياته يعتذر لن تسامحه و هذا ما جعل قلبه القاسې ينصهر من شدة الألم ..
أفلت يده من تحت رأسها ثم جذب الغطاء
ووضعه على جسدها مهمها بصوت منخفض
تصبحي على خير....
إستقام ليدلف الحمام مغلقا الباب وراءه رفع
وجهه في المرآة ليقابله زوج من الأعين الخاوية
المرهقة....
فتح الصنبور و ملأ كفيه بالماء البارد ثم غسل وجهه عدة مرات حتى يهدأ أعصابه و هو يقنع نفسه بأن كل شيئ سيصبح بخير..
فتح درج المناشف ليلتقط منشفة نظيفة حتى ينشف
وجهه ليلفت إنتباهه وجود علبة دواء غريبة لم يرها من قبل.... فصالح منذ مجيئ يارا للسكن معه هنا
أمر الخدم بأن لايتركوا اي أدوية في الجناح
خوفا من تهورها...
فتح العلبة و هو يقطب حاجبيه باستغراب
ثم بدأ في قراءة الإرشادات و التي كانت
مكتوبة باللغة الإنجليزية...مع كل كلمة كان يقرأها
كان جنونه يتصاعد أكثر...
رمى المنشفة من يده ثم نزل على ركبتيه ليبحث
في بقية الادراج عن المزيد... بدأ يقلب كل شيئ
و الڠضب يأكل وجهه حتى صارت جميع الارفف فارغة بعد أن القى بجميع محتواياتها على الأرض
إلتف حول نفسه عدة مرات يتفرس أنحاء المكان
الذي أصبح عن عبارة عن فوضى عارمة....
إعتصر زجاجة الدواء في قبضته ثم خرج من المكان كالإعصار المدمر ليجدها تجلس على حافة الفراش
تنظر أمامها بشرود...و كأن شيطانا تلبسه هرع
نحوها ليقبض على خصلات شعرها الطويل
و يوقفها من مكانها غير مبال بصړختها المټألمة...
وجهها نحوه ثم رفع الزجاجة أمام عينيها و هو يسألها بسخط..
إيه داه
لم تستطع يارا فهم مايحصل و كيف تغير
فجأة لتصرخ غير مبالية بشعرها الذي كان يتقطع
كلما حركت رأسها..
سيبني ياحيوان... إنت إتجننت...
دفعها نحو الحائط و هو يرمقها بنظرات ممېتة
قبل أن يهمس بنبرة كالفحيح..
كنتي عاوزة تقتلي إبني...
إصفر وجه يارا و إزرق و بنظرات مصعوقة بقيت
تحدق فيه غير مستوعبة لما
متابعة القراءة