بين الحقيقه و السراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


خسړت جوزي ابو ولادي ودمرني ودمر حياتي كلها .
اعترض على كلامها بشدة وهدر بها 
ده كلام تقوليه ! هتعملي زي الجاهلين كون انكم كنتم بتتناقشوا في حاجه هو رافضها وإنتي كنت عايزاها وكون ان هو ماټ ده قدره والاتنين ما لهمش علاقه ببعض نهائي وسواء كنتوا اټخانقتوا او ما اتخانقتوش كان برده عمره هينتهي في اللحظه دي يا بنتي .

حركت راسها بنفي ودموعها تنهمر بغزاره من عينيها واردفت من بين شهقاتها بنفي
انا عارفه كلام حضرتك يا

بابا وفاهماه كويس جدا لكن المره دي كان بيبص لي باستغراب وما كانش مصدق ان انا أعارضه ولما خيرني ما بين الشغل واني افضل معاه خذلته ما استحملش الخذلان مني ونفسيته اتأثرت وماټ .
ضړب والدها كفا بكف وهو يردد باندهاش
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم 
يا بنتي الأعمار بيد الله وكل واحد من قبل ما يتولد بيبقى عمره على الدنيا مكتوب ايا كانت المۏتة تعددت الأسباب والمۏت واحد 
ثم اخذها بين ه يهددها بحنان وتابع 
فوقي لنفسك وفوقي لولادك هما محتاجينك مش هيبقى غياب ابوهم وضياعك في دوامه الحزن وكده انت يعتبر من القانطين من رحمه الله
واذا كنتي إنتي مصرة تشيلي نفسك الذنب استغفريه واذكريه الذكر بيطمن القلوب وتصدقي واعملي كل اللي في وسعك وفي كل مره هتعملي كده صدقيني هتلاقي نفسك بتخرجي من الدوامه دي واحده واحده وهتبقي بني ادمه طبيعيه جدا وهتحتسبي عند الله من الصابرين .
احست بطيف من الأمل يلوح على صدرها وكأن كلامي والدها نزل بردا وسلاما على قلبها وسألته بتيهة كي تطمئن
يعني انت شايف يا بابا ان فعلا ارجع اشتغل واصمم واحقق حلمي اللي عشت عمري كله اتمناه واحلم بيه وابقى كده ما زعلتش مني باهر في تربته .
ابتسم لها ثم أجابها بتاكيد
يا بنتي جوزك بقى بين ايادي الله هو ارحم بيه من عباده وما تزعليش مني الدنيا منفاته وما بتقفش على حد لازم تتعودي تقوي حالك بحالك علشان وقت الجد ما توقعيش من طولك ويكون اللي بيسندوكي كلهم وكنتي معتمده عليهم مبقوش موجودين 
واسترسل وهو يشير بيده إلي ملابسها باعتراض
وبعدين انا عايزك بقى تقلعي الاسود ده مده حدادك على جوزك اربعه اشهر و 10 ايام واكتر من كده يبقى إنتي ډخلتي في الحرمانية وعملتي زي الناس الجاهلين انتي ما تعرفيش حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يحد على مېت فوق ثلاث ليالي الا على امراه لزوجها اربعة اشهر وعشرا
سيدنا النبي عليه الصلاه والسلام حدد المدة كما ذكرت في القران وقال لا يحل يعني إنتي كده ډخلتي في منطقة الحرمانية من بقالك اربع شهور ومستنيكي تقلعيه منك لنفسك وترضي بحكم ربنا وقضاء وقدره وانتي مكمله زي ما
انتي .
كالعاده استنكرت نصح والدها واردفت بامتناع
لا يا بابا انا عمري ما هقلع الاسود على باهر خلاص ده بقى لبسي لحد ما اموت .
اتسع بؤبؤ عينيه مرددا برفض 
يا بنتي هو إنتي دماغك ناشفه كده ليه إنتي ما سمعتيش حديث الشيخ الشعراوي اللي كان بيتكلم في الموضوع ده بالتحديد وفي كلامه قال سنكر علي باب الحزن بمسمار الرضا اصل الحزن لو انسكر عليك مش هيخلي لك حبيب ربنا يبارك في عمرك وعمر ولادك وعايزك من دلوقتي تقومي تفتحي تليفونك وتشوفي شغلك اللي اكيد متعطل وتضمي ولادك وتخلي بالك من نفسك ومن صحتك واعتبري اللي فات من حياتك ذكرى جميله ما تنسيهاش طول العمر وده حال الدنيا يا بنتي .
انه الأب حديثه للروح طبيب وانفاسه للقلب دواء ووجهه بابتسامته للعمر اهداء 
فالأب مثله كمثل النهر يمر بجانب شجرة يحييها يطعمها يسقيها الماء يستمر في الرقص فهو لا يتشبث بالشجرة تسمح الشجرة بزهورها على النهر بامتنان عميق والنهر يمضي قدما. تأتي الرياح ترقص حول الشجرة وتمضي قدما. والشجرة تعير عطرها للريح .. فإذا كبرت الإنسانية ونضجت فستكون هذه هي الطريقة للحب
بعد مرور يومان علي تلك الأحداث قررت ريم أن تخرج من صومعة الحزن وتستعين علي الذكر والاستغفار لراحة قلبها 
ثم فتحت هاتفها التي كانت تستخدمه للعمل والتصميم فريم
 

تم نسخ الرابط