بين الحقيقه و السراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
المصنع كي يتابع ماحدث فيه طيلة الشهر الذي مكثه مغادرا البلاد وصديقه المقرب أمامه قائلا بمشاغبة
أيوة ياعم ناس تروح روما علي إنها هتشتغل وفي الأخر ترجع بغزال إيطالي يرجعها عشرين سنة لورا .
ضحك بصوت عالي علي مشاغبة صديقه وردد بتوضيح
بالله عليك ياشيخ لاتسكت أنا مش ناقص قرك ده أنا إللي فيا مكفيني من إللي شفته من السفرية دي .
ليه إيه اللي حصل لك هناك طمني .
تنهد بتعب وقص عليه جميع ماحدث من الألف للياء
ثم تحدث بعد تفكير مردفا باستنكار
يانهار أبيض وملهوش معالم ده مين الجبروت إللي يقدر يعمل معاك العملة السودة دي
أرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه بتعب مرددا
مش عارف وعايز أقول لك إني مش عايز اعرف علشان لو اتضح لي مين إللي عمل كدة هتقلب چحيم وأنا مش هقدر أستحمله .
بس لازم تعرف يامالك مش يمكن اللي عمل كدة يرجع يكرر عمايله تاني
تنهد بحزن وأجابه
ممكن جدا علشان كدة هركب كاميرات مراقبه في الفيلا كلها وعلي نظام ومستوي عالي جدا وإللي منبشتش عليه عليه علشان متوجعش ولا أوجع الغاليين هيجي لي لحد حد عندي وبالدليل وساعتها يبقي هو الجاني علي نفسه.
تمام أنا أعرف مهندس شاطر جدا يعمل لك الحوار ده بتقنية عالية جدا
واستطرد قائلا
بس طبعا هنعمل الموضوع ده في منتهي السرية ومحدش هيدري بيه علشان خاطر تعرف مين .
تحدث وهو مغمض العينين ناطقا بهدوء
لا الكل هيعرف باللي هعمله ومش هتبقي سرية ولا حاجة .
قطب جبينه وتحدث باستغراب
ده إللي هو ازاي يعني
زي مابقول لك كدة أنا كل إللي يهمني دفع الضرر أما إني أعرف اللي ضرني ساعتها مش هرتاح وعلشان كدة مش عايز ياعلي علشان أنا متأكد ان إللي عملها مني ويخصني بالجامد وعلشان خاطر أمي أستحمل أي حاجة.
تحدث علي قائلا بإطراء
والله يبني انت مفيش منك ولا هتتكرر تاني ياصديقي
وتابع حديثه بتذكير
أه صحيح مش أنا وصلت لأكونت ريما وعرفت إيه إللي خلاها متبعتش ومتردش .
ركز انتباهه وسأل
طيب ولقيت ايه يابني
أخذ نفسا عميقا وأجاب
قافلة الأكونت وعرفت من التعليقات إن جوزها ماټ وعلشان كدة منعزلة عن العالم كله.
حزن لأجلها جدا وأشاد
طيب ابعتي لي رقمها علشان أبعت لها تعزية واجب لما تفتح تستلمها .
يجلس شريدا وحيدا ويبدو علي وجهه علامات الضيق
خلل شعره بأنامله بعد أن فرك وجهه وأخيرا أخذ القرار وعزم علي تنفيذه هو فعل كل مابوسعه ولا طاقة للصبر بعد ذاك
أمسك هاتفه وانتظر الرد وعزم علي التنفيذ وما إن أتاه صوتها حزينا
نعم أحس بمدي حزنها من نبرة صوتها التي اخترقت قلبه وود أن يتراجع لكنه تفوه بما في داخله جملة واحدة
عارف إني ظلمتك معايا وعارف إن أنا الغلطان في كل حاجة من البداية للنهاية لكن أنا عملت إللي أقدر عليه
واسترسل وهو يخرج الكلمات من فمه بصعوبه
أنا أسف ياحبيبتي انتي طالق .
قال كلمته الأخيرة وشعر بها وهي تبكي بغزارة وحړقة قلب
ود لو يذهب إليها ويأخذها بين ه ويطمئن روحها
ود لو يعود الزمان يوما ماكان اقترف ماحدث فهو الأن تدمر هو وكلتاهما والقلوب أصبحت تشتعل ڼارا ودقاتها تنطق فراقا ألما وأنينا .
البارت الخامس عشر
القوة الحقيقية هي تلك التي تستمدها من نفسك لا من الآخرين
لو لم تكن قويا فلن يقويك أحد سوى الله ثم نفسك
ولتعلموا لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
كمية طمأنينة بالآية عجيبة وكأنها تؤكد لك أن الله قادر على قلب الموازين بأي شكل وفي لحظة قد لا تتوقعها فاصبر لأن الله من أسمائه المعطي يهبك ويعطيك ما لا تتوقعه وما لا يتصوره عقلك
وتذكر دائما أن الله إذا أعطى أدهش واعلم أن في النفس حاجات دواؤها القرب مع الله وفي القلب وحشة أمانها اليقين به فكل ما نحتاجه هو هين لا ينقص شيئا من ملك الله نثق بلطف اختياره وجميل تدبيره إن شاء أعطى
متابعة القراءة