رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
المحتويات
دماغي طلع صح هيكون حسابك عسير معايا وساعتها متلوميش غير نفسك
ابتلعت غصة بحلق جاف من تحذيره الصريح لها ولكنها ألتزمت الثبات وتساءلت بدهاء كي تحول الحديث لدفتها كعادتها
أيه اللي في دماغك!!! انت بتشك فيا
جز على نواجذه وهز رأسه دون أي تفكير وقال
أنا مكنتش بشك فيك بس من
هنا ورايح هشك يا نادين وصدقيني مش هيبقى في مصلحتك ابدا
ليغادر غرفتها بخطوات قاسېة يأكلها الڠضب بينما هي زاغت نظراتها وارتمت على الفراش وهي ټلعن غبائها كون لم يسنح لها الوقت لكي تعيد المفتاح لمكانه لتنفخ أوداجها عندما سقطت عيناها على هاتفها الملقي على الأرض ولحسن الحظ لم يصيبه ضرر لتنحني تلتقطه وهي ټلعن ذلك ال طارق هو ايضا فكاد يفضح أمرها
قريتهم تهابه وتحسب له ألف حساب فكان يجلس داخل مندرة داره حين دلف إليه أخاه سائلا بوجل
كيفك يا أخوي
نظر له عبد الرحيم واجابه بعجرفة
أحسن منك يا جلب أخوك خير چاي ليه !
أجابه سعيد شقيقه الأصغر في قلة حيلة
والله يا خوي وشي منك في الأرض .....بس أعمل ايه الحوچة واعرة و أني محتاج جرشين انت عارف مصاريف الدوا والحكمة كتير وانا مبقاش حيلتي غير خلجاتي اللي عليا
زغره عبد الرحيم واطلق ضحكة صفراء متشفية قائلا
تأهب سعيد وهو يتذكر ذلك الحدث منذ سنوات ورد بصدق دون ادنى مجاملة
العشم ده علشان انت اخوي ولا دي كمان نسيتها يا عبد الرحيم وايوة انا وجفت مع عادل چوز خيتك علشان ده حج ربنا وأنت كنت عايز تضلله تاكل حقها في الأرض
سطع الحقد بعين الأخر وقال من بين أسنانه
وأنت كنت مفكر حالك حامي الحمى أنت والبومة مرتك لما وجفتوا جصادي
احتدت نظرات سعيد عند ذكر زوجته وهدر منفعلا
صدر من فمه صوت ساخر متهكم وأضاف وهو ينهض من جلسته ويربت على منكب أخيه
ياريت تكونوا مرتاحين بعد ما كل حاچة ما راحت أهو چوزها خد كل املاكه واملاك اختك وكتبها بأسم واحد غريب عننا وكمان چوزه البنية وخلاه يكوش على كل حاچة بأس المره السو اللي اتجوزها
ضړب سعيد كف على أخر وقال بعدم رضا
دع الخلج للخالج ملناش صالح والبت مرتاحة مع جوزها واظن انت كل فترة بتروح تطل عليهم بنفسك
ربنا يسعدهم يا خوي وأعذرني مش هعرف افك ضيجتك أنا داخل على انتخابات ومحتاج كل جرش معايا
أطرق سعيد رأسه في حرج وقال وشعور الخذلان يفتك به
عذرك معاك يا خوي .....عن اذنك ألحج صلاة الظهر في الچامع
مع السلامة يا خوي والجلب داعيلك
قالها عبد الرحيم ببسمة مصطنعة وملامح مقتضبة وهو يتتبع أخاه بعينه إلى أن غادر ليهمس بغيظ وبعيون يسطع بهم المكر
ورحمة غالية بنت امي وابوي لأرجع مالها تحت يدي تاني وأطرد الغريب من العز اللي عايش فيه هو وأمه
ظلت الشكوك تعصف به حين لم يجد المفتاح الذي اكتشف اختفائه بالصدفة حين اتاه الحارس صباح اليوم وطلبه منه كي يهذب النباتات النامية عليه ويزيل الحشائش الضارة كيفما يفعل كل فترة وآخرى كي لا تعيق فتح الباب إن لزم الأمر وحين لم يجده بدرج مكتبه ثارت ثائرته ولم يتحمل تلك الشكوك التي داهمته و رغم نكرانها إلا أن قلبه يخبره أنها هي وراء اختفائه ولكن كيف!
هل حقا تخرج دون علمه!
وإن صدق حدسه فإلي أين تذهب ومع من!
ظلت الشكوك تتأكل رأسه مما جعله يشعر أنه سيهوي على حافة الجنون إن لم يجد تفسير منطقي للأمر انتشله من حالته تلك دخول الحارس له مهرولا ومنكس الرأس
لامؤاخذة يا بيه والله ما عارف عقلي خرب ولا ايه!
عقد يامن حاجبيه بوجه متجهم للغاية جعل الأخر يبتلع ريقه بتوجس قائلا وهو يمد يده له
لقيت المفتاح معايا .......والله يا بيه ما فاكر خدته امتى من جنابك بس الحمد لله أننا لقيناه قبل ما الصنايعية يجوا يركبوا الباب الجديد
تعلقت ناعستيه الثائرة بالمفتاح لثوان معدودة قبل أن يلمح طيف خلف باب مكتبه ليتنهد في عمق ويقول بنبرة ثابتة تخالف ضجيج رأسه
حصل خير يا مسعد وملوش لزوم تخليهم يغيروا الباب تقدر تنضف الزرع اللي حوليه وبعدين ترجعلي المفتاح تاني
وعند سماعها لجملته الأخيرة تسللت لغرفتها وأقفلت
متابعة القراءة