رواية زهرة لكن دميمة بقلم الكاتبة سلمى محمد كاملة الجزئين

موقع أيام نيوز

 

 


الجميع ينظرون لخروجه بصمت مؤلم...
وقفت صفية بجوار الفراش...وأخذت تنتحب في صمت...وأنسابت الدموع ملتهبة على وجنتيها...وارتسمت على قسمات وجهها كل معاني الحزن لأم تكاد تقفد أبنها...ذكريات اليوم ومافعلته هاجمتها بقسۏة فهتفت بۏجع أاااه ...
قال أكنان بلهجة مطمئنة أن شاء الله هيفوق ويرجع أحسن من الأول 

أحتضن ناصر زوجته وقال بتصميم متعيطيش زاهر هيخف وهيفوق ...فاااهمة ياصفية
هزت رأسها بالأيجاب ودموع الذنب لم توقف عن الأنسياب...
عندما خرج من الغرفة لم يجد بيسان في الجوار...فقام بالاتصال بها
_ بيسان أنتي فين
_ أنا روحت...حسيت أني تعبانة وعايزه أنام 
أمسك أكنان الهاتف أمام وجهه ونظر للشاشة بذهول للحظات ...ثم قال پصدمة روحتي تنامي وسايبة زاهر ...
أجابت بيسان بلامبالاة وجودي زي قلته مش هيفرق معاه...
أرتسمت على وجهه علامات التعجب وقال أنتي مسألتيش عنده أيه...
بسطت كف يديها وتأملت خاتم الزواج بشرود وهمست عنده أيه
أكنان بلهجة غاضبة لسه فاكرة تسألي...جوزك في غيبوبة ياهانم وياعالم هيفوق منها أمتى...
ضمت أصابع يديها پعنف وقالت متعصب ليه دلوقتي 
هتف بحدة بسبب برودك ولا مبالاتك...ده زاهر حبيبك وجوزك مش حد غريب ...
أكنان بعصبية أيه كمية البرود اللي أنتي فيها...
رفعت حاجبيها وردت عليه بضيق سلاااام عشان مصدعة ومش قادرة أتكلم
أنفجر أكنان في الهاتف المغلق مستهترة عديمة المسئولية شعر بانقباض داخل قلبه... غادر
المستشفى حزينا...فصديق عمره مريض وشقيقته تغيرت وأصبحت غريبة الأطوار....
أتصل بكريم مباشرة...قال أكنان بكأبة بتعملي أيه
سأله كريم بفضول مش عوايدك تتصل...مالك
زفر بحدة قائلا زاهر في المستشفى ...في غيبوبة
أنتفض كريم في جلسته ثم عبس قائلا حصل أمتى وأزاي وهو وضعه أيه دلوقتي...
قال بلهجة حزينة بيقولو وقع من على السلم وراسه أتخبطت على الأرض
رد كريم بنبرة غير مصدقة وقع على السلم ...طب أزاي وليه
تنهد بحيرة معرفش أيه اللي حصل...بس ده كل اللي عرفته...وبالنسبة لوضعه الدكتور مع العلاج هيفوق بس محتاج وقت...أنا هفضل كام يوم هنا معاه ...مش هقدر أسيبه اليومين دول خالص...عايزك تبقا تروح الشركة وتابع الشغل هناك كأني موجود...
أجابه بسرعة طبعا كأنك موجود...صمت على الهاتف للحظات ثم قال ...وبيسان عاملة أيه دلوقتي...
عندما ظل صامتا...كرر سؤاله متوترا بيسان كويسة ...أنا لما كلمتها الصبح ...حسيتها متغيرة ومش على طبيعتها...
رد بعصبية كويس ومفهاش حاجة...
_ أومال أيه وصوتك أتغير ليه لما سألتك عليها...
_ زي مانت قولت يا كريم بيسان مش على طبيعتها
_ حصل أيه منها خلاك تقول كده
_سابت زاهر لوحده ومهتمتش تسأل عنده أيه... لما خرجت من ألاوضة ملقتهاش ...فقولت أتصل بيها أطمن عليها وأشوفها راحت فين...قالت انها روحت عشان تعبانة وعايزه ترتاح...أتصرفت باستهتار 
عقد بين حاجبيه بشرود الصبح مكنتش مظبوطة وقالت كلام غريب
قاطعه في الكلام...قائلا بفضول كلام أيه
تنهد وهو يحك رأسه أنها عايزه تسيب زاهر وأنها خلاص زهقت وأنه كان بالنسبة ليها زي اللعبة...قولت أكيد حصل حاجة بينهم ...بس هي قالت لأ...وبعدين اللي حصل لزاهر وأنها كانت باردة في رد فعلها...في حاجة غريبة ياأكنان ...مش دي بيسان اللي كانت ھتموت على زاهر عشان تتجوزه...مش عارف ايه اللي غيرها كده...
هز أكنان رأسه بحيرة بيسان أتغيرت ياكريم...أتغيرت جامد ومبقتش زي الاول...وأنا كمان مش عارف...
أستئذنت ضحى والدتها في البقاء مع زهرة هذه الليلة والمبيت معاها...
أسيقظت ضحى في منتصف الليل...لم تجد زهرة في الفراش ...وباب الغرفة مفتوح على مصرعيه...نهضت جالسة على الفراش وخرجت من الغرفة...رأت زهرة جالسة على الكرسي وقد أسندت ذقنها على ركبتيها...شعرت ضحى بالقلق من منظرها...
قالت ضحى بصوت لكي لا تفزعها زهرة
أدارت زهرة رأسها نحوها ببطء...
شهقت ضحى لرؤية عينيها منتفخة وحمراء من البكاء أنا سبتك بمزاجي أول ماشوفتك....وقولت في حاجة مزعلك وزعل جامد عشان كده مرضتش أسيبك تباتي لوحدك... مالك يازهرة...ثم جلست على حافة الكرسي...مالك يازهرة ...فضفضي ليا وأنتي هترتاحي...
ظلت زهرة صامتة تتأمل ضحى بصمت للحظات...ثم قالت بصوت مخټنق الكلام اللي هقولهولك سر ياضحى...
هبطت ضحى من على حافة الكرسي وچثت على الأرض...وجذبت زهرة من يديها للجلوس بجانبها...وقالت لها برقة طبعا يازهرة كل كلامك ليا سر..ثم ضحكت بخفة ...أسرارك كترت يازهرة...
الدموع سالت على وجنتيها...كانت خائڤة وكلمات ضحى الرقيقة زادت من خۏفها...
وضعت ضحى يديها على كتفها وضمتها اليها وقالت أنا معاكي...أحكي كل اللي في قلبك عشان ترتاحي...
أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهم وتنهدت قائلة عرفت مين أبو ولادي...
سألتها بارتباك غير مستوعبة ماسمعت أبو ولادك...
زفرة پألم عرفت الراجل اللي أعتدى عليا يوم فرح أحمد...
_ وعرفتي أزاي وأنتي مش فاكره ملامحه ولا فاكرة الوقت ده...ثم هزت رأسها باستيعاب...أنتي أفتكرتي اللي حصل 
_ مفتكرتش حاجة 
قالت بحيرة أومال عرفتيه أزاي 
ردت عليها بصوت يدمي القلب هو اللي أعترف ليا ...لما عرفني وأكتشف ان ليه أطفال...
تعلقت عينيها على زهرة...سألتها بصوت رقيق ومين هو ورد فعله لما عرف أن عنده أطفال
همست بتردد وهي تتطلع اليها بعيون مټألمة أكنان نجم...
الصدمة الجمت لسانها لبرهة من الوقت أكنان اللي هو أكنان أبن عم كريم...
هزت رأسها في صمت ثم قالت أيوه هو 
سألت بلهجة حائرة مش قادرة أستوعب كلامك ...أزاي أزاااي يازهرة 
شردت
 

 

 

تم نسخ الرابط