تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز


الباب الذى يفصل الحديقة الداخلية عن باب المرآب ظلت تصرخ باسمه 
يوسف .. يوسف رد عليا ..
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا خۏفها عليه غلب فزعها من الظلام ترجلت من السيارة

ببطء شديد وتعلو شهقاتها من شدة البكاء خوفا وفزعا وترقبا وعندما دارت حول السيارة سمعت صوت تأوهاته المكتومة رأته يزحف بجوار السيارة فى اتجاهها وخيل لها أن قميصه قد تلطخ ب وجلست إلى الأرض بجواره وهى تهتف بلوعة 
يوسف .. مالك
تمتم بأنفاس متقطعة 
أنت كويسة
حاولت أن تساعده على النهوض ولكنها لم تستطع وفجأة أضواء كثيرة فى طريقها للدخول إلى الجراج وقفت تنظر إلى السيارات القادمة فتبين لها انها سيارات أخوتها وعمها فأخرجت كل ما فى صدرها من خوف وفزع كانت تكتمه فى صرخاتها وهى تصيح بهم 

ألحقونا...ألحقونا
توقفت السيارات وترجل منها الجميع فى فزع باتجاه الصوت أول من وصلا إليها كان إيهاب وعبد الرحمن صړخت عفاف وهى تسرع باتجاه يوسف المسجى على الأرض مدرج فى دماءه وبجواره مريم تسند رأسه على ركبتيها صاحت بها 
مين عمل فيه كده يا مريم ...
أسرع عبد الرحمن بالأتصال بسيارات الأسعاف بين صرخات وشهقات النساء وإيهاب يهتف به
مش هينفع نستنى لما الأسعاف تيجى تعال شيله معايا نوديه أقرب مستشفى
وماهى إلا ثوان وسمع الجميع صوت ارتطام شديد اهتزت له الأرض التى يقفون عليها وكأن المنزل انهار بأكمله أو ضربه زلزال شديد وبعد ساعة كانت سيارات النجدة والأسعاف تحيط بمنزل آل جاسر
وقف الجميع فى الممر المؤدى إلى غرفة العمليات التى يرقد يوسف داخلها أخطلطت مشاعرهم بين الحيرة والتسائل والفزع والخۏف والألم والحزن تحركت إيمان باتجاه عفاف التى كانت تبكى بين ذراعى زوجها وتتمتم بالدعاء وقالت هى تربط على ظهرها
أنت مكانك مش هنا دلوقتى يا طنط .. تعالى نروح نصلى وندعيله لحد ما الدكتور يخرج يطمنا
نظر حسين إلى إيمان ثم نظر إلى عفاف وقال وهو يجفف دموعه
أسمعى كلامها يا عفاف .. روحى صلى وادعيله احسن من وقفتك هنا مية مرة ولما الدكتور يخرج هاجى اندهلك على طول
أومأت برأسها وقالت وهى تبتعد عنه وهى تبكى 
أول ما يخرج تعالى على طول
حاضر
ذهب عبد الرحمن إلى والده قائلا
بابا تعالى اقعد شوية انت واقف على رجلك من بدرى
أستند حسين إلى ذراعه قائلا
أرتاح ازاى بس مش لما نطمن على اخوك
قبض عبد الرحمن قبضته فى ڠضب وعينيه تحدق بالفراغ قائلا
أنا غلطان اللى سمعت كلام ماما وإيمان وسيبته.. كان المفروض اعلمه الأدب .. وادى النتيجة.. يضرب اخويا پسكينة فى الضلمة ... الجبان
شد حسين على ذراعه وقال
أمسك نفسك يا عبد الرحمن .. أهو ربنا اداله جزاءه.. فى ساعتها
ثم انتبه متسائلا
عمك لسه ما اتصلش
حرك عبد الرحمن نفيا قائلا
آخر مره كلمنى كان من ساعة ولسه واقفين قدام العمليات .. ربنا ياخده ونرتاح من شره
قال حسين على الفور بضعف
متدعيش عليه يا عبد الرحمن.. ده عمك ممكن يروح فيها .. روح يالا شوف اختك.. جوزها مش عارف يسكتها ..
وقبل أن يذهب عبد الرحمن ألتفت إليه قائلا بانتباه
فين مريم
تلفت
حسين حوله وقال 
كانت هنا من شوية .. روح انت حاول تهدى اختك وانا هادور عليها
كانت تجلس على الأرض بجوار غرفة العمليات وهى ضامة ساقيها إلى صدرها وتستند رأسها إلى الحائط للخلف وقلبها ېتمزق لوعة عليه تسكب دمعها وهى تتمتم بتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فى خفوت
يارب نجيه.. يارب انا مسمحاه على أى حاجة يارب نجيه يارب ... يارب علشان خاطرى
حسين منها قائلا 
قومى يا مريم قومى يابنتى ..
رفعت راسها إليه وهى تقول پبكاء متقطع
يوسف يا عمى .. يوسف هيضيع
أنهمرت دمعة كانت حبيسة عينيه وأطلقتها كلمات مريم أمسك كتفيها وساعدها على النهوض واقفة إليه وهو يمسح على رأسها بوهن
أدعيله يابنتى.. أدعيله ربنا ينجيه
قالت وهى تسكب العبرات فى صدره 
والله العظيم بدعيله من كل قلبى
رفع رأسها إليه ونظر إليها بضعف ورجاء قائلا
سامحيه يا مريم سامحيه علشان ربنا يسامحه
قالت فى خفوت
أسامحه على أيه يا عمى .. يوسف معمليش حاجة
قال فى أسى
انا قصدى على الحاډثة يابنتى...
ثم تركها واستند إلى الجدار بكفه وأطرق برأسه بحزن قائلا
أنا عارف ان اللى عمله صعب تسامحيه عليه .. وعارف انك
عمرك ما هتنسى أبدا .. لكن ده دلوقتى بين إيدين ربنا ومحدش عارف هايطلع منها ولا لاء
تقدمت منه ووضعت كفها على كتفه قائلة
أرفع راسك يا عمى متعملش كده فى نفسك.. مفيش حاډثة من الأساس يا عمى .. يوسف ملمسنيش
الفصل الأخير
ألتف الجميع حول فراش يوسف فى غرفته بداخل المشفى وهم يستمعون إلى الطبيب الذى يتكلم بابتسامة مطمئنة
الحمد لله .. الچرح مكنش عميق بدرجة خطېرة .. مش محتاجين العناية المركزة
فتح يوسف عينيه بضعف كانت الصورة مشوشة أمامه غير واضحة المعالم بعد وبعد دقائق استطاع الكلام بوهن فقال وكأنه يهزى
مريم.. أنت هنا
وربتت على كفه بهدوء قائلة بخفوت
حمد لله على السلامة
حاول أن يستوضح ملامحها
 

تم نسخ الرابط