تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز


فى هدوء فعلم بأنها سقطت فى نوم عميق.
ظل جالسا بجوارها حتى سمع صوت أذان الفجر قام وتوضأ ووقف يصلى هربت الآيات من صدره إلا ثلاث آيات من سورة الفرقان ظل يرددها مرارا وهو يبكى بشدة
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27
يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29
أستيقظت مريم على صوت بكاءه وشهقاته المتلاحقة أعتدلت على فراشها وضمت ساقاها إليها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الآيات ويبكى لمست الآيات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها إلى عينيهامجددا وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته.

ألتفت إليها فوجدها قد استيقظت وتجلس مصوبة نظرها إليه ودموعها تنهمر فى سكون وحاول أن يجفف دمعها ولكنها دفعته بعيدا جلس بجوارها على الفراش قائلا 
أنت معاكى حق فى كل كلمة قلتيها .. وماليش أى عذر ولو عندى عذر هيبقى أقبح من ذنبى .. بس انا الغيرة كانت هتقتلنى يا مريم .. يا مريم انت كنت أول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس .. ولا اعرف حاجة عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد ... فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك .. مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك .. كنت حاسة انى غيران وبرضة كنت بتتمادى كأنك مش هامك الڼار اللى جوايا.. كنت حاسس انك ملكى ومينفعش أى حد تانى يشوفك ولا يلمسك بس مكنتش قادر اتكلم .. وليد نفسه حس باللى جوايا وعلشان كده استغله لصالحه علشان يشككنى فيكى أكتر واكتر.. يوم ما كان واقف يهزر معاكى فى الجنينة وتضربتى كفك بكفه وهدومك لازقة عليكى من الميه كنت حاسس انى ممكن اقټلك واقتله.. عقلى طار مكنتش عارف افكر.. كل اللى مسيطر عليا الغيرة.. أحساسى انك پتخونينى فضل يكبر جوايا لحد يوم الحاډثة.. كنت واقفة فى الفرح مع الشباب بطريقة خلتنى كنت هروح اشدك من ايدك قدام كل الناس واضربك انت وهما.. فضلت ماسك نفسى وكل ما تيجى عينك فى عينى تبصيلى باستفزاز تجننينى اكتر.. مكنتش قادر افكر فى حاجة خالص لدرجة انى أخدت منه الحبوب دى والسجاير وانا عمرى ما شربتها من غير وعى .. ولا فكرت انى بدمر نفسى ولا ان ممكن ده يحصل ..كل اللى كنت عاوزه انى اطفى الڼار اللى جوايا بأى حاجة تغيبنى عن الوعى.. طلعت وراكوا بالعربية وانا كان كل هدفى انى أراقبك واعرف انت رايحة فين.. ولما كلمت البواب اټجننت اكتر لما عرفت انها شقة مفروشة.. ساعتها قررت انى اطلعك من حياتى تماما وانساكى بس بعد ما انتقم لقلبى منك .. لكن صدقينى عمرى ما فكرت انى هعمل فيكى كده.. أكبر حاجة فكرت فيها انى أطفى النور وارعبك وبالكتير أوى اقولك اللى قلتهولك ساعتها وخلاص.. لكن معرفتش اسيطر على حاجة .. فجأة لقيت نفسى خارج سيطرتى وابتدت دماغى تلف أكتر وافقد تركيزى واحدة واحدة.. حسيت انى مېت و أعصابى كلها متجمدة كأنى لا شايفك ولا سامعك لكن حاسس بيكى بين ايدى وبس ..
كانت تستمع له بدموعها المنهمرة على وجنتها وتشيح بوجهها بعيدا عنه وهى ضامة ساقيها كأنه فصل قلبها شطرين پسكين كلماته التى كانت تشعر بصدقها شطر يصدقه ويشعر به وشطر يكرهه ولا يجد له مبررا وكأن الشاعر عبد الله الفيصل يجلس بينهما قائلا
على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني
الفصل الثلاثون
نهض يوسف مهزوما أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال
ازاى تعمل كده.. ازاى تطلقها من غير ما تقولى
تابع يوسف بحزن شديد
هى اللى أصرت يا بابا.. كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء.. لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر ..لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت
زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول 
أستغفر
الله العظيم يارب ..كل ما احلها
تتعقد
ثم نظر إلى يوسف وتابع 
وهنقول ايه للناس .. اخواتك واخواتها .. هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم .. كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة
نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه
صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا
الحمد لله ربنا ألهمنى الحل
ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده 
أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى .. كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا
أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
أبتسم
 

تم نسخ الرابط