رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو 

موقع أيام نيوز


لكلامك دة انا فاروق الهواري محدش يقدر يقف قصادي انتي واعية للي بتقوليه.
لم تقتنع بحديثه بل أصرت إلى استكمال حديثها إلى النهاية فتمتمت بضيق مكررة سؤالها بنبرة تزداد وضوحا تبرز جيدا ما تشعر به وما يدور داخل عقلها
أه واعية للي بقوله يافاروق لو زي مابتقول فعلا ليه جبت العربية لأروى لما مديحة قالتلك.
رمقها بنظرات مشټعلة بالڠضب معلنا غضبه الشديد من حديثها الذي لم ياتي يوما في ذهنه ان تقوله وأجابها بثبات وثقة تامة

جبتلها العربية عشان بعوضها عن عملة ابنك اللي مدلعاه وكمان مۏت عصام أخوها البنت نفسيتها بايظة على الأخر بسبب ابنك قولت أعوضها شوية غلطت ياجليلة.
لم تعقب على حديثه وهمهمت بجدية ولازال شعور الڠضب يعصف بها
لا مغلطتش بس خلاص اعتقد أن هما بقوا كويسين يقدروا يرجعوا بيتهم.
طالعها بذهول متعجبا حديثها وصاح بها بعصبية حازمة
انتي اټجننتي بجد ماتعقلي كلامك هو ايه اللي يروحوا بيتهم دي مرات اخويا وبنت اخويا اسيبهم لوحدهم ازاي.
أسرعت تشرح له الأمر بضيق كما ترى نافية حديثه بل توضح ما يحدث منهم
لا متجننتش بس تعبت مش عارفة اخد راحتي في بيتي زي ما متعودة مديحة بتتصرف بطريقتها وانا تعبت مش هستحمل كدة.
فهم على الفور أن مديحة قد فعلت لها شئ جعلها تغضب هكذا عالما جيدا أن جليلة لم تفعل ذلك ولن تقول ذلك الحديث من دون شئ.
وقف أمامها بشموخ بنظرات غاضبة مشټعلة وغمغم بحدة ولهجة حازمة مشددا فوق كل حرف بتفوهه
جليلة اقفلي كلامك دة خالص وانسيه عشان عمره ما هيحصل مينفعش خالص اسيبهم لوحدهم أنتي عاوزة الناس تتكلم علينا وهكلم مديحة متتدخلش في حاجة تاني.
علمت أنه لن ينفذ ماتريده بعد استماعها لحديثه فغمغمت بضيق هي الأخرى
خلاص يافاروق يبقى امشي انا وبراحتك طالما زعلان اوي كدة وشايف اني بقول حاجة صعبة.
قام بالضغط فوق فوق ذراعها بقوة بعدما قد وصل لأعلى ذروة في غضبه وهدر بها پعنف وحدة أخرستها
مش بقولك اټجننتي على الأخر تمشي فين ما قولت خلاص هكلمها ومش هتدخل في حاجة عاملة حوار ليه تاني.
ثبتت نظراتها المليئة بالحزن وعدم رضا وعقبت بجدية ولازالت لم تصمت مثلما يريد
وتقولها كمان ملهاش دعوة برنيم مرات جواد كفاية اللي هي بتعمله لغاية كدة.
تركها وصاح پغضب ضاربا سطح المنضدة بقوة ضارية والڠضب ملأ أوداجه بضراوة
اه يعني الحوار مش على العربية ولا عشان بتتدخل ومتضايقة لا الحوار كله عشان رنيم وابنك بقى.
تطلعت أمامها پغضب وعادت الى الخلف خوفا من غضبه الشديد وتمتمت بجدية هادئة تشرح له الأمر لتجعله يهدأ قليلا
لا مش عشان رنيم ولا جواد بس دة من ضمن الحاجات اللي بتضايقني وعاوزاك تقولها عليها كمان.
لم يرد عليها بل رمقها لعدة لحظات بنظرات تزداد ڠضب عن كل مرة تراه بها مما جعلها تشعر بالخۏف

قليلا من رد فعله عليها لكنها حاولت أن تدعي الثبات حتى تركها وخرج من العرفة بخطوات واسعة يملأها الڠضب تركها خلفه لازالت تفكر شاعرة بعدم الاطمئنان بعدما قد دلف الشك قلبها أصحت تتذكر عدة مواقف جمعتهم وتحللها بطريقة غير جيدة تفمر فقط وعقلها في كل مرة يخبرها بعدم الاطمئنان لمديحة وأفعالها.
لم ينكر فاروق هو الآخر غضبه من مديحة وأفعالها التي ستنتهي بمعرفة جليلة للحقيقة الغير ظاهرة والتي يفعل المستحيل من أجل إخفائها عالما الآن ما يدور داخل عقل زوجته من أفكار سامة يجب محيها والتخلص منها متوعدا لمديحة المتسببة في كل ذلك الآن مقررا عدم ترك الأمر حتى لا تكرره مرة أخرى وينكشف من خلالها ما عاش طوال حياته يخفيه عن الجميع بمساعدتها..
في الصباح...
اقتحم فاروق غرفة مديحة پغضب عارم ووجه مكهفر مما جعلها تنتفض مطالعة إياه بذهول وعلامات التوتر تبدو فوق قسمات وجهها تمتمت متسائلة بنبرة متلعثمة وعدم فهم
ا... ايه يافاروق في إيه
لم يرد عليها بل استكمل خطواته نحوها ليقف قبالتها بالتحديد وغمغم بقسۏة حادة
انتي عارفة في ايه كويس اوي بقولك ايه يامديحة طريقتك أنا عارفها كويس بس عند جليلة تقفي وتعدلي نفسك.
شعرت بالڠضب هي الأخرى بعد حديثه بتلك الطريقة عنها وعن جليلة أمامها فصاحت هي الأخرى أمامه پغضب
ماتعدل أنت كلامك يافاروق ولا هي السنيورة بتاعتك مسخناك عليا وأنت ماشي وراها أنا مجيتش جنبها اصلا.
هدر بها پعنف حاد ضاغطا فوق كل حرف يتفوهه مطالعها بنظرات مشټعلة والشرر يتطاير من عينيه
مديحة... اتعدلي أحسنلك وكلامك عن جليلة يتعدل ومتتكلميش معاها في أي حاجة متخصكيش وبالنسبة لأن فاروق بيسمعلك دي ليها حساب تاني مش هتيجي فالاخر واحدة زيك تهد كل اللي بعمله.
أجابته بحدة هي الأخرى حدة تحمل بين طياتها بعض الټهديد ووقفت أمامه بتحدي صارم
كل حاجة بتعملها أنا اللي مساعداك فيها ولو عاوزة اهدها فعلا ههدها وأنت عارف أني اقدر معنديش حاجة أخاف منها ولا أخاف عليها بس أنت عندك.
فهم جيدا معنى حديثها وټهديدها له الذي جعل غضبه منها يزداد أصدر هدير حاد غاضب فصاح بها پعنف
مش أنا اللي هتهدد يامديحة أنا معوضك عن اللي حصل وزيادة لكن متنسيش نفسك معايا والزمي حدودك لو طريقتي معاكي نستك مين هو فاروق الهواري فلازم تفتكري دلوقتي.
رمقته بعدم رضا وسألته بضيق متعجبة طريقته التي تحولت معها حقا
كل دة ليه بتعمل كل دة دلوقتي عشانها!
اومأ برأسه أماما مؤكدا حديثها ببرود ولا مبالاه لنظراتها المعلقة عليه
اه عشانها يامديحة ومستعد أعمل اي حاجة غير كدة عشانها وانتي من زمان عارفة كدة كله عندي إلا جليلة.
شعرت بالغيظ والغيرة من حديثه الذي يفضلها فيه عن الجميع فغمغمت پغضب
ولما هي عندك كدة مكنتش عارف قيمتها ليه زمان عرفتها دلوقتي.
أجابها بصرامة حازمة مصححا لها حديثها
أنا عارف قيمتها من زمان اوي وأنتي اكتر واحدة عارفة كدة زي ما عارفة برضو اللي حصل زمان كان سببه ايه.
رمقته بغيظ وتبادله نظراته المثبتة نحوها فقابلها بلامبالاه وغمغم بنبرة تحذيرية حادة
ابعدي عن جليلة بالذات بتعملي كل اللي عاوزاه بس تيجي عندها وتقفي عشان دة مش من مصلحتك لأنك عمرك ماهتعرفي تكسبيها..
لم ينتظر ردها الذي لن يهمه وسار متوجها نحو الخارج بلا مبالاه كأنه لن يفعل شئ لكن داخله يعصف به بركان من الڠضب من حديثه مع مديحة التي ذكرته مباشرة بما فعله الحقيقة التي دوما يحاول أن يمحيها من ذاكرته وحياته بأكملها عالما أن مهما فعل لن تمحى مثلما يريد لكنه يحاول بقدر المستطاع إخفاءها عن الجميع وبخاصة زوجته التي لن يستطع الإبتعاد عنها حقا هي ستظل الأهم في حياته..
استيقظ جواد من نومه الذي حصل عليه بصعوبة شديدة بعد انغماسه في التفكير الشديد لأمر رنيم مود معرفة ما بها! ولما هي هكذا!! ماذا يزعجبها هو يهتم بشدة لأمرها لكنه تفاجأ بها تدعي النوم مسرعة عندما شعرت به يستيقظ فسرعان ماتحولت ملامحه الى أخرى غاضبة حادة بعد فعلتها فأردف بسخرية لاذعة تحمل حدة وصرامة مشددة
نايمة انتي كدة والمفروض اصدق!
لم تستطع أن تكمل فيما تفعله فسرعان ما فتحت عينيها ببطء وخوف متمتمة بنبرة متلعثمة يملأها التوتر والخۏف
ل.... لأ مش كدة أنا ص... صاحية بس حاسة أني تعبانة كمان شوية فقولت أنام تاني أ... انت عاوز حاجة مني
لم يعجبه حديثها المتاكد من كذبه لكنه حاول أن يتمسك بهدوءه معها ليحثها على التحدث وفهم ما بها
محتاج بس اعرف في ايه مالك ايه اللي تاعبك كدة من امبارح.
التف نحوها ليستطع أن يرى مابها ويجعلها تطمئن عندما تراه لكنها وقام باحتضانها بحنان مربتا فوق ظهرها
قولتيلي مالك بقى ايه اللي مزعلك جامد كدة من امبارح.
اشاحت بصرها مبتعدة عن نظراته المثبتة عليها وغمغمت بتوتر مرتبكة
م.. مفيش ياجواد في إيه

هو أنا في تحقيق ولا ايه أنا قولتلك من امبارح أن مفيش حاجة.
شعر بالدهشة متعجبا من طريقتها الحادة معه فاعتدل في جلسته أمامها ليصبح قبالتها مباشرة وغمغم بحدة مشددة
هو في ايه لكل دة مين قال انك في تحقيق انتي مراتي ومن حقي افهم في ايه مالك محققتش معاكي بس انتي فعلا متغيرة من امبارح وأنا عاوز اعرف ايه اللي حصل لكل دة
أجابته بتوتر جاهدت إخفاءه عنه لكنها حمقاء فهو يعلم جميع تغيراتها وما الذي تريد أن تخفيه فقط ينقصه أن يعلم ماهو الشئ الذي جعلها تتحول فجأة
مفيش حاجة تستاهل كل دة ياجواد تعبانة شوية وعاوزة ارتاح.
ظل لفترة طويلة مثبت بصره عليها مرسلا لها نظرات مشټعلة غاضبة ونهض من جانبها پغضب متوجه نحو المرحاض صاڤعا الباب خلفه پغضب.
بينما رنيم ظلت متسمرة في مكانها بحزن شاعرة أن قلبها سيتوقف من فرط الخۏف بعد مهاتفة محسن لها التي جعلت حياتها تنقلب رأسا على عقب لا تعلم كيف ستحل تلك المشكلة الكبيرة التي سقطت بها وكيف ستخرج وتنقذ ذاتها من ذلك المأزق التي وضعت فيه! تشعر أن عقلها سينفجر من فرط التفكير والخۏف المتواجد داخلها تخشى معرفة جواد وابتعاده عنها حاولت أن تهرب بالنوم مثلما فعلت أمس لتهرب من نظراته التي تشعر أنها ستكشف أمرها فلم تجد حل أمامها سوى الهروب حتى يذهب لتستطع وجود حل تساعد به ذاتها لإنهاء الأمر..
بعد مرور يومين...
ولج فاروق الغرفة حيث توجد جليلة فهو قد عاد مبكرا عن عادته لأجلها جلس بجانبها بهدوء وجدها لم تتطلع نحوه تجلس كما هي في صمت كأنه لم يدلف فأسرع يتحدث بحنان وجدية شارحا لها الأمر
حقك عليا متزعليش والله عملت كدة عشان خاطر أروى مش عشان حاجة تانية زي ما أنتي فاهمة أنا كلمتها وعرفتها حدودها هنا كويس.
ظلت كما هي صامتة فأسرع متناولا كفها طابعا فوقه قبلة عاشقة شغوفة معتذرا لها بهدوء
متزعليش طيب شوفي اللي عاوزاه هعملهولك بس متفضليش زعلانة كدة هو أنا عندي أغلى منك.
ارتسم فوق وجهها ابتسامة هادئة حنونة تفعلها دوما وتمتمت بتعقل مجيبة إياه
أنت عارف أن انا مش عاوزة حاجة وبسكت كتير على كل اللي بيحصل بس فعلا هي كانت اتخطت حدودها بطريقة مش لطيفة انا مش عاوزة حاجة غير أنك تكون كويس أنت وجواد وسما ميهمنيش غير سعادتكم.
جذبها داخل حضنه في حنان محتضنها بشغف مقبلا رأسها بحنان طريقة خاصة به لن تظهر سوى معها
واحنا كلنا منقدرش نستغنى عنك أولهم أنا وانتي عارفة كدة كويس.
سندت رأسها فوق صدره بحنان شاعرة بالأرتياح لوجوده معها وهدوءه الذي لم يتكرر كثيرا وتمتمت بجدية هادئة
ولا أنا اقدر ابعد عنك لحظة والله مش نفسي بس غير في حاجة واحدة أنت وجواد تبق...
قطع حديثها الذي سيأخذ منحنى آخر لا يريده هو حتى لا يفسد جلستهم الهادئة فأردف بجدية
بعدين ياجليلة بلاش كلام دلوقتي
 

تم نسخ الرابط